حكم رؤية النبي ﷺ في اليقظة.. الإفتاء توضح

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت دار الإفتاء المصرية إن الأنبياء أحياء في قبورهم حياة برزخية لا تشبه الحياة في الدنيا، ورؤية رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في اليقظة أمر جائز عقلًا وشرعًا؛ لأنها من جملة الممكنات التي لا تستحيل على القدرة الإلهية وهذا هو مذهب أهل السنة والجماعة، ولورود النصوص الصحيحة في رؤيته صلى الله عليه وآله وسلم.


روي أن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «منْ رَآنِي فِي المَنَامِ فَسَيَرَانِي فِي اليَقَظَةِ، وَلاَ يَتَمَثَّلُ الشَّيْطَانُ بِي» وزاد مسلم: «فَكَأَنَّمَا رَآنِي فِي الْيَقَظَةِ».


ولا يتعارض ذلك مع أن بعض معجزات الأنبياء لا يجوز أن تكون كرامة للأولياء، كما هو الحال بمعجزة القرآن فلا يمكن تكريم الولي بأن يأتي بقرآن آخر مثلًا، ومعجزة ليلة الإسراء والمعراج؛ لأن الأمر ليس على إطلاقه، فبعض المعجزات يجوز أن تكون كرامة للأولياء.
وروي أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه رأى جيشه بنهاوند ببلاد العجم وهو يخطب على المنبر بالمدينة، ونادى بقوله: يا سارية الجبل الجبل. محذرًا له من كمين وراء الجبل نصبه العدو، وأن سارية سمع نداءه مع بعد المسافة بينهما. غير أنه لا بد من التنبيه إلى أن المرئي هو نوره صلى الله عليه وآله وسلم متمثلًا في جسده الشريف بحيث يظن الرائي أنه الجسم الشريف؛ لغلبة الحال وليس هو حقيقة؛ لأنه لو وقع لأثبت الصحبة للرائي، ولكان باب الصُّحبة مفتوحًا إلى يوم القيامة وهذا غير جائز.

الأنبياء أحياء في قبورهم
وأكدت الإفتاء أن الأنبياءَ أحياءٌ في قبورهم؛ وهم أولى بذلك من الشهداء الذين ورد فيهم النص القرآني في قوله تعالى: ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ﴾ [آل عمران: 169].

وأضافت الإفتاء أن العلماء أجمعوا على أنَّ الأنبياء أرفعُ درجة من الشهداء، وقد رأى النبيّ محمد صلى الله عليه وآله وسلم نبيّ الله موسى عليه الصلاة والسلام ليلة المعراج يصلي في قبره، كما رآه في السماء السادسة، وقد راجعه مرارًا في أمر الصلاة.

وأوضحت الإفتاء أنه ورد في السنة النبوية الشريفة كثير من الأحاديث الدالة على حياة الأنبياء؛ من ذلك حديث: «الْأَنْبِيَاءُ أَحْيَاءٌ فِي قُبُورِهِمْ يُصَلُّون» رواه أبو يعلى في "مسنده" والبيهقي في "حياة الأنبياء في قبورهم" من طرق متعددة من حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، كما أنه قد صحَّ عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قوله: «إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ حَرَّمَ عَلَى الْأَرْضِ أَنْ تَأْكُلَ أَجْسَادَ الْأَنْبِيَاءِ» رواه أبو داود والنسائي وابن ماجه في "سننهم" وابن خزيمة في "صحيحه" وأحمد في "مسنده"، وأنه صلى الله عليه وآله وسلم قد اجتمع بالأنبياء ليلة الإسراء في بيت المقدس، وفي السماء.

وأمَّا قوله تعالى: ﴿إِنَّكَ مَيِّتٌ وَإِنَّهُمْ مَيِّتُونَ﴾ [الزمر: 30] فمعناه: أنَّ روحك ستفارق بدنك وتدخل في عالم آخر، وحديث: «حَيَاتِي خَيْرٌ لَكَمْ تُحْدِثُونَ وَيُحَدَثُ لَكَمْ، وَوَفَاتِي خَيْرٌ لَكَمْ تُعْرَضُ عَلَيَّ أَعْمَالُكُمْ، فَمَا رَأَيْتُ مِنْ خَيْرٍ حَمَدَتُ اللهَ عَلَيْهِ، وَمَا رَأَيْتُ مِنْ شَرٍّ اسْتَغْفَرْتُ اللهَ لَكَمْ» رواه البزار في "مسنده" وغيره. فهو حديث صحيح ومُحْتَجٌّ به في هذا المقام وفي غيره.

وقالت الإفتاء: وحياةُ الأنبياء في قبورهم حياة برزخية لا يعلم كيفيتها إلا الله تعالى، ولا يجوز شرعًا أن نجول في هذا الميدان، وكلُّ ما هو مطلوب منا أن نؤمن بحياة الأنبياء والشهداء حياة عند ربهم هو وحده الذي يعلم كيفيتها وماهيتها.
 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق