تعرف على مغارة ودير الأنبا أنطونيوس.. كنز الروحانية المفتوح بالبحر الأحمر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

مع اقتراب عيده..

يستعد الأقباط، يوم 30 من الشهر الجاري؛ للاحتفال بعيد القديس أنطونيوس، مؤسس الرهبنة في مصر، والتي نقلها عنه كافة بلدان العالم، وهو ثريًا ولد بقرية قمن العروس، بمحافظة بني سويف، اعتزل العالم، وتنسك في صحراء مصر الشرقية، وتحديدًا جبال البحر الأحمر.

دير أبو الرهبان

ويقع دير الأنبا أنطونيوس في قلب جبال البحر الأحمر، على بعد حوالي 55 كيلومترًا جنوب الزعفرانة، ويعد هذا الدير من أقدم الأديرة المسيحية في العالم، حيث أسسه القديس أنطونيوس الكبير، المعروف بأبي الرهبان، في القرن الرابع الميلادي.

ويجمع الدير بين التاريخ الروحي العريق والتراث المعماري المتميز، مما يجعله مقصدًا هامًا للزوار من مصر وخارجها، ليظل دير الأنبا أنطونيوس شاهدًا حيًا على ارتباط الإنسان بالطبيعة والسعي نحو الروحانية في أبسط أشكالها، فهو ليس مجرد معلم أثري فقط، لكنه تجربة فريدة تجمع بين التاريخ والإيمان والسكينة.

وقال الأنبا إيلاريون، أسقف البحر الأحمر، في تصريح صحفي: إن تأسيس الدير يعود إلى الفترة التي اعتزل فيها القديس أنطونيوس الحياة العامة، وكرّس حياته للتعبد في الصحراء الشرقية، وبعد وفاته عام 356 ميلادي، قام تلاميذه ببناء هذا الدير تخليدًا لذكراه؛ ليكون مركزًا للروحانية والتأمل، وعلى مرَّ العصور تطور الدير؛ ليصبح واحدًا من أبرز معالم التراث القبطي، حيث يحتوي على مخطوطات نادرة ورسومات قبطية فريدة.

 

مشتملات دير الأنبا أنطونيوس بالبحر الأحمر 

وعن مشتملات الدير، كشف الأنبا إيلاريون، أنه يتكون من مجموعة من المنشآت التي تعكس الروحانية والتاريخ، وأبرزها كنيسة الأنبا أنطونيوس الآثرية، وهي أقدم أجزاء الدير، وتضم جدرانها رسومات وأيقونات قبطية يعود تاريخها إلى القرن الثالث عشر، ما يجعلها تحفة فنية نادرة، بجانب مغارة القديس أنطونيوس والتي تقع المغارة على ارتفاع حوالي 2 كيلومتر فوق مستوى الدير، ويُعتقد أنها المكان الذي قضى فيه القديس معظم حياته في العبادة والتأمل، يمكن الوصول إليها عبر درج منحوت في الجبل.

ويحتوي الدير علي مكتبه بها مجموعة قيمة من المخطوطات القبطية والعربية واليونانية، التي تعكس تاريخ الكنيسة ودورها الثقافي، بالإضافة إلى عيون المياه التي تتوسط الدير، وهي عين ماء عذبة يُعتقد أنها كانت مصدر الحياة للرهبان منذ تأسيس الدير.

وأوضح أسقف البحر الأحمر أن دير الأنبا أنطونيوس، شهد تطورًا كبيرًا بفضل أعمال الترميم التي أُجريت على مدار السنوات الأخيرة، ويُعتبر مقصدًا سياحيًا وروحيًا للعديد من الحجاج والمحبين للهدوء والتاريخ، كما أصبح وجهة للباحثين المهتمين بالتاريخ القبطي والتراث الإنساني من كل الديانات.

واختتم أنه لا تقتصر أهمية دير الأنبا أنطونيوس على كونه موقعًا دينيًا، بل يمتد ليكون رمزًا لتاريخ المسيحية المبكرة، إنه يجسد نموذجًا للحياة الرهبانية التي أسسها القديس أنطونيوس، والتي ألهمت الملايين حول العالم.

IMG_3139
IMG_3139
IMG_3138
IMG_3138
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق