يتضمن أكثر من 250 كاريكاتيراً تجسد قضايا محلية ودولية المركز القطري للصحافة يحتضن معرض الفنان سلمان المالك

العربية 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سعد الرميحي: فن الكاريكاتير أداة فاعلة للتعبير عن قضايا المجتمع

الكاريكاتير ركيزة أساسية في الصحافة ومؤشر لحرية التعبير بالمجتمع

القضية الفلسطينية قضية كرامة.. والتغاضي عنها خذلان لمبادئ العدالة

أثمن مبادرة المركز القطري للصحافة بإقامة واستضافة المعرض

الكاريكاتير الناجح هو الذي يثير التساؤلات ويحفز على إحداث التغيير

سلمان المالك: المعرض يتوج مسيرة 35 عاماً ويعكس نبض الشارع

افتتح مساء أمس بمقر المركز القطري للصحافة معرض “بحث في الحياة” لفنان الكاريكاتير سلمان المالك، والذي يستمر حتى 26 يناير الجاري، بحضور عدد من الفنانين ورسامي الكاريكاتير والجمهور.

وثمن الفنان سلمان المالك – أحد أبرز الفنانين التشكيليين ورسامي الكاريكاتير في قطر- في تصريحات صحفية، مبادرة المركز القطري للصحافة بإقامة واستضافة المعرض، الذي يتزامن مع إصدار كتاب يحمل ذات الاسم “بحث في الحياة”، يتضمن مسيرته وسيرته الذاتية، وبعض الرسومات الكاريكاتيرية التي نشرت في الصحافة اليومية والأسبوعية.

20250120_1737394951-9452.jpeg?1737394952

وقال: إن المعرض، يعكس قضايا مجتمعية محلية وعالمية هامة، ويضم أكثر من 250 كاريكاتيراً توثق مسيرته الإبداعية، وتلامس موضوعات متعددة، مثل: القضية الفلسطينية، والغلاء، والقروض، وارتفاع الرسوم المدرسية، والحفريات، ويعد أول معرض كاريكاتير فردي أقيمه بعد سلسلة من المعارض التشكيلية السابقة، وهو تتويج لمسيرة تمتد لأكثر من 35 عاماً في مجال فن الكاريكاتير.

وأشار الفنان سلمان المالك إلى أن 75% من رسوماته تتناول قضايا اجتماعية محلية، بينما 25% منها قضايا دولية وإقليمية، ما يعكس التوازن بين المحورَين: المحلي، والعالمي.

بحث في الحياة

وعن اختيار اسم المعرض “بحث في الحياة”، أوضح الفنان سلمان المالك، أن اللوحات تجسد واقع المجتمع القطري، وتعكس نبض الحياة اليومية، إذ إن مهمة الصحفي أو رسام الكاريكاتير، ليست في تقديم الحلول، بل في طرح القضايا ونقل صوت الشارع إلى المسؤولين وصناع القرار، بطريقة ساخرة ومباشرة، لافتاً إلى أن فنان الكاريكاتير جزء من المجتمع، وعليه أن يتلمس القضايا التي يفرزها المجتمع؛ ليسلط الضوء عليها بهدف بحثها ومعالجتها من جانب أصحاب القرار.

أداة ثقافية

وحول أهمية فن الكاريكاتير كأداة ثقافية ومجتمعية، أكد الفنان سلمان المالك، أن معارض الكاريكاتير تسهم في تعزيز الوعي بهذا النوع من الفنون، الذي يُعد ركيزةً أساسية في الصحافة، كمرآة لثقافة وقضايا المجتمع، ومؤشراً لمدى حرية التعبير فيه.

وأوضح أن فن الكاريكاتير هو تيرمومتر القضايا المجتمعية، ويكشف مدى اهتمام الشعوب بها. لافتاً إلى أهمية أن يكون رسام الكاريكاتير جريئاً في طرح الأفكار والدفاع عنها عند مواجهتها بالنقد، وأن الكاريكاتير الناجح هو الذي يثير التساؤلات ويحفز الجهات المعنية على إحداث التغيير.

 الكاريكاتير في الصحافة

وحول دور فن الكاريكاتير في الصحافة، أوضح الفنان سلمان المالك، أن الكاريكاتير يُعد جزءاً لا يتجزأ من الصحافة، مستشهداً بحادثة شهيرة في تسعينيات القرن الماضي مع صحيفة “لوموند” الفرنسية التي عانت وقتها من انخفاض كبير في التوزيع، مما دفعها إلى التعاقد مع فنان كاريكاتير شهير، ووضع رسوماته على صفحتها الأولى، والنتيجة كانت زيادة ملحوظة في توزيع الصحيفة، وهو ما يُبرز أهمية الكاريكاتير كعنصر جذب لقراء الصحف، كما أنه يمتاز بقدرته على إيصال فكرة معقدة بأسلوب مختصر وساخر، مما يجعله فناً فريداً ومؤثراً، وهناك ودون مبالغة قرّاء يشترون الصحف فقط لمتابعة الكاريكاتير، لما له من قدرة على تلخيص القضايا، وإيصالها بشكل مباشر.

 

20250120_1737394950-4910.jpeg?1737394951

 لا يدرّس أكاديميًا!

وأشار الفنان سلمان المالك إلى أن هذا الفن لا يمكن أن يُدرس بشكل أكاديمي، بل يعتمد على الموهبة والإبداع والاستعداد الفطري، إلى جانب الإرادة والشغف، قائلًا: “إن الحركات التشكيلية قد تُفرز فنان كاريكاتير، لكن العكس ليس صحيحاً.. فعملية تنفيذ الكاريكاتير قد تكون سهلة من الناحية التقنية، لكن التحدي يكمن في الفكرة التي قد تستغرق وقتاً طويلاً لصياغتها بشكل متقن، وكذلك الإيمان بالفكرة قبل تحويلها إلى لوحة.

 

 القضية الفلسطينية

وفي رده حول تخصيص جزء من رسوماته للتعبير عن القضية الفلسطينية، قال الفنان سلمان المالك: القضية الفلسطينية من القضايا المحورية التي يجب على الجميع دعمها، كونها قضية كرامة وحق أمام باطل، والتغاضي عنها يُعد خذلاناً لمبادئ العدالة، كما أنها حلم أجيال بأكملها، ويجب على كل إنسان حر دعمها حسب قدرته.

واختتم الفنان سلمان المالك حديثه مؤكداً أن الكاريكاتير ليس مجرد فن بصري، بل وسيلة للتأثير، وإحداث تغيير إيجابي في المجتمع، متطلعاً لأن يسهم معرضه “بحث في الحياة” في تعزيز الوعي بالقضايا التي يعكسها، سواء كانت محلية أم عالمية، وتشجيع النقاش حولها؛ بهدف الوصول إلى حلول مستدامة.

 

أداة فعالة

وقال سعد بن محمد الرميحي، رئيس مجلس إدارة المركز القطري للصحافة: إن فن الكاريكاتير من أهم أدوات التعبير التي تسهم في تسليط الضوء على القضايا المجتمعية الملحّة بطريقة مبتكرة وساخرة، ووسيلة فريدة للتواصل مع المجتمع، ولفْت نظر المسؤولين إلى العديد من المشكلات القائمة، فهو يتمتع بقدرة استثنائية على إيصال الرسائل بشكل مباشر ومختصر، مما يجعله جزءاً لا يتجزأ من الصحافة، وأداة فعالة لدفع عجلة التغيير.

قضايا متنوعة

وأضاف الرميحي: إن معرض “بحث في الحياة” للفنان سلمان المالك محطة بارزة في مسيرة فن الكاريكاتير في قطر، حيث يتضمن لوحات تعكس الواقع بطريقة عميقة ومؤثرة، فاللوحات ليست مجرد أعمال فنية، بل هي انعكاس لواقع المجتمع القطري وقضاياه اليومية التي تمس حياة المواطن بشكل مباشر، كما أنها انعكاس للقضايا الدولية، لا سيما القضية الفلسطينية.

 

تأثير ملموس

وأشار الرميحي في معرض حديثه إلى أن العديد من أعمال الفنان سلمان المالك، قد أسهمت في إحداث تأثير ملموس في معالجة بعض الظواهر المجتمعية، وذلك بفضل طريقة تناوله المبتكرة للقضايا، والتي تستفز التفكير، وتدفع الجهات المعنية إلى التحرك.

وأكد الرميحي أن المعرض يمثل نموذجاً حياً لدور الفن في خدمة المجتمع، مشدداً على أهمية دعم مثل هذه المبادرات التي تسهم في رفع مستوى الوعي، وتسليط الضوء على القضايا التي تهم المواطن.

وقال: “نحن في المركز القطري للصحافة نؤمن بأن فن الكاريكاتير هو نبض الشارع، وأداة للتغيير، ومعرض “بحث في الحياة” هو شاهد على قوة هذا الفن في التأثير والإلهام.

وللفنان سلمان المالك مسيرة حافلة بالإبداع والإنتاج في مجال الفن التشكيلي، وفن الكاريكاتير، وتوجت بحصوله على جائزة الدولة التقديرية في فرع فن الكاريكاتير، وحصده العديد من الجوائز العربية والدولية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق