خليل الحية... ما هكذا تورد الإبل

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

471 يوماً من الإبادة الجماعية والتجويع، والتدمير حتى أصبحت الحياة في قطاع غزة مستحيلة، لذا نسأل: ألا يكفي هذا، أم أنه يجب أن تستمرالمعاناة حتى تتحقق الأجندة الإيرانية، ويمنح العدو الاسرائيلي المزيد من الوقت للقتل والتدمير؟

أي نصر هذا المكلف نحو 50 ألف قتيل، و120 ألف جريح، وكل هذا الدمار؟، لذا حين يتحدث خليل الحية عن النصر عليه أن يعيد حساباته.

كذلك إسرائيل التي خاضت أطول حروبها، عليها أن تعيد حساباتها، وتتجه نحو القبول بدولة فلسطينية قابلة للحياة، وتتخلى عن ضم الضفة الغربية وقطاع غزة، وإقامة إسرائيل الكبرى، فذلك أصبح حلم ليلة صيف.

نعود إلى رئيس "حماس" خليل الحية الذي نسي الدور الذي مارسته دول الخليج للضغط على العالم كي يوقف حرب الإبادة، وكذلك مصر التي رفضت تهجير الغزيين إلى سيناء، والحكمة التي تعاملت بها دول "التعاون" الخليجي في هذا الأمر، أما شكر إيران، فذلك يدل على خطأ اتجاه البوصلة، وهو لن يفيد الفلسطينيين، ولا يحقق الهدف النهائي بإقامة الدولة الموعودة.

يا خليل الحية، أنتم أضعتم الطريق، فطوال سنوات مارستم كل ما يخدم إطالة العدوان، ولم تقتربوا من تحرير فلسطين، بل ابتعدم أكثر عن نيل حقوقكم الوطنية المشروعة، لذا نقول لك: ما هكذا تورد الإبل.

منذ بدء هذه الحرب، العالم كله قال بضرورة الوحدة الوطنية، وأن تجتمع الفصائل تحت راية السلطة في رام الله، لأنها الطريق الوحيدة لتحقيق الهدف النبيل بإنهاء المعاناة المستمرة منذ 75 عاماً، لكن بدلاً من ذلك اخترتم أن تكون غزة ضلعاً في مربع الشر الإيراني، ولقد أفصحتم عن ذلك بالشكر لـ"حزب الشيطان" وطهران، وغيرها من الدول والقوى المتاجرة بفلسطين.

حين أصدر محمد ضيف أول بيان في السابع من اكتوبر عام 2023، قال إن تلك الخطوة في سبيل تحرير فلسطين، فهل كانت كذلك اليوم بعد كل ما عاشه 2.5 مليون فلسطيني؟

إنه حق مشروع أن يسأل الجميع: على ماذا الاحتفال بالنصر، هل على إعادة مشهد الخيام وكأن النكبة تتجدد، والمزيد من القمع للفلسطينيين في الضفة الغربية، ومنح العدوان الإسرائيلي المبررات لتوسيع الاستيطان، وتهجير الفلسطينيين؟

نعم، صمد أهل قطاع غزة 471 يوماً صموداً أسطورياً، ذاقوا خلالها كل أنواع العذاب، وعاشوا أسوأ الظروف التي لا يمكن لبشر أن يعيشها، ومات منهم الكثير بسبب نقص الغذاء والدواء، وتدمير العدو الإسرائيلي، وبكل همجية، المستشفيات ومراكز الإيواء، وقتل الأطفال الرضع، بل إبادة جيل كامل، فهل هذا هو النصر؟

اليوم، سقطت العواصم الأربعة التي كانت تتغنى طهران بالسيطرة عليها، وأنها تتحكم بالعالم العربي من خلالها، وبالتالي الرهان على النظام الإيراني والمتاجرين بالقضية الفلسطينية أصبح ضرباً من الخيال، فلقد رأى الجميع في المنطقة كيف هبت الدول العظمى لدعم إسرائيل، لأنها رأت في "حماس" وغيرها من الفصائل المدعومة من إيران استمراراً لمحور الشر، وأن مهمتها زعزعة الأوضاع في معظم العالم العربي، وبالتالي لن يقبل العالم أن تكون القضية العادلة استثماراً يخدم نظاماً فاشياً يعمل على تغيير الطبيعة الثقافية والاجتماعية لمنطقة مهمة من هذا العالم.

وإلا، لماذا تبرأت إيران حين بدأت الحرب على غزة، ألم تسألوا أنفسكم هذا السؤال، فاذا كانت إسرائيل تعمل على تحقيق أهدافها من خلال الدم الفلسطيني، فإن إيران أيضاً تستثمر بالدم العربي، والفلسطيني، واذا تعرضت لأي ضربة بلع قادتها ألسنتهم، بل لم يردوا على الهجمات الإسرائيلية إلا بعد أن أخذوا الضوء الأخضر من الولايات المتحدة التي حددت حجم الرد، لذا على خليل الحية وقادة "حماس" و"الجهاد" أن يتعلموا من الدرس القاسي.

  • أحمد الجارالله

أخبار ذات صلة

0 تعليق