تجاهل دعوتهم لحفل التنصيب.. قادة الاتحاد الأوروبي يخشون سياسات ترامب الجديدة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

أعرب زعماء أوروبيون عن ارتياحهم بعد نجاتهم من الهجوم الذي شنه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على العديد من الدول خلال حفل تنصيبه أمس.

وعلى الرغم من أن الرئيس الأمريكي وعد بفرض تعريفات وضرائب على الدول الأجنبية لإثراء مواطني أمريكا، وأعلن أن الولايات المتحدة ستنسحب من اتفاق باريس للحد من انبعاثات الكربون، وهو حجر الزاوية في سياسة الاتحاد الأوروبي، إلا أنه لم يحدد تدابير محددة، وذلك وفق صحيفة "فايننشال تايمز" البريطانية.


أوروبا تترقب سياسات ترامب

واختار القادة الأوروبيون تجاهل أي خلافات محتملة مع واشنطن، حيث أرسل العديد منهم التهاني إلى زعيم دولة كانت لمدة 80 عامًا حيوية للأمن والازدهار الأوروبي وفق الصحيفة.

وهنأت رئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين ورئيس مجلس الاتحاد الأوروبي أنطونيو كوستا ترامب في رسالة متطابقة على موقع X، حيث أرسلا له "أطيب التمنيات".

وكتبت فون دير لاين وكوستا: "يتطلع الاتحاد الأوروبي إلى العمل بشكل وثيق معك لمعالجة التحديات العالمية".

اليمين الأوروبي المتطرف ينتظر دعم ترامب

وبحسب الصحيفة أدت رئاسة ترامب إلى انقسام الساسة الأوروبيين مع بعض الجماعات اليمينية التي تنظر إلى سياساته المحلية، بما في ذلك تعهده بالقضاء على المهاجرين غير الشرعيين، باعتبارها مخططات لأوروبا.

وكانت جورجيا ميلوني، رئيسة وزراء إيطاليا اليمينية، الزعيمة الوحيدة من الاتحاد الأوروبي المدعوة إلى حفل التنصيب، مع كبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي مثل فون دير لاين لم يعقدوا اجتماعات مع الرئيس الجديد بعد.

وتضع ميلوني نفسها كمحاور مع ترامب نيابة عن الاتحاد الأوروبي، وكتبت على X: "ستظل إيطاليا ملتزمة دائمًا بتعزيز الحوار بين الولايات المتحدة وأوروبا، باعتباره ركيزة أساسية لاستقرار ونمو مجتمعاتنا".

كما حضر حفل التنصيب عدد من زعماء الأحزاب اليمينية المتطرفة، بما في ذلك من بلجيكا وألمانيا وإسبانيا وفرنسا، فهم يرغبون في أن يضعف ترامب الاتحاد الأوروبي، ويسمح للعواصم الوطنية بمزيد من السيطرة، وعكس السياسات الرامية إلى خفض انبعاثات الكربون ومراقبة الخطاب عبر الإنترنت.

وقال فيكتور أوربان، رئيس الوزراء المجري اليميني المتطرف، إن عودة ترامب من شأنها أن تعزز إحياء اليمين القومي في جميع أنحاء الكتلة. وقال يوم الاثنين: "بهذا أطلق المرحلة الثانية من الهجوم الذي يهدف إلى احتلال بروكسل".

ومن بين السياسيين الآخرين الذين سعوا إلى التحالف مع الرئيس الأمريكي الجديد الرئيس البولندي أندريه دودا، الذي قال للصحفيين في المنتدى الاقتصادي العالمي في دافوس: "ليس لدي أي شك في علاقاتي الجيدة مع الرئيس دونالد ترامب ولا يتعين علي الوقوف في حشد لإظهار هذه العلاقات الجيدة".

الاتحاد الأوروبي يستعد للصدام مع ترامب

كذلك قال مفوض الاقتصاد في الاتحاد الأوروبي فالديس دومبروفسكيس في بروكسل بأن "الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة لديهما أكبر علاقة تجارية واستثمارية في العالم لكن بات هناك الكثير على المحك اقتصاديًا". 

وحذر دومبروفسكيس من أنه إذا تم فرض الرسوم الجمركية، فإن الاتحاد الأوروبي مستعد للرد بإجراءاته الخاصة، كما فعل خلال رئاسة ترامب السابقة. قائلا "إذا كانت هناك حاجة للدفاع عن المصالح الاقتصادية لأوروبا، فنحن مستعدون للقيام بذلك".

كما أخبر ترامب أوروبا أنها يجب أن تدفع أكثر مقابل دفاعها، واقترح رفع مساهمات الناتو إلى 5 في المائة من الناتج المحلي الإجمالي، فيما لا يزال العديد من أعضاء التحالف أقل من الهدف الحالي البالغ 2 في المائة.

وتعهد الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته أمس بأن التحالف سيزيد الإنفاق العسكري خلال فترة الرئيس الجديد. وكتب روته على X قائلا "مع عودة الرئيس ترامب إلى منصبه، سنعمل على تعزيز الإنفاق والإنتاج الدفاعي".

ومع هذا أعلن جاي فيرهوفشتات، رئيس وزراء بلجيكا السابق ورئيس مجموعة الحملة المؤيدة للاتحاد الأوروبي الحركة الأوروبية الدولية، أن الكتلة "غير مستعدة تمامًا لهذا العالم الجديد المتوحش" قائلا "مرحبًا بكم في عصر جديد من الحكم الأمريكي من قبل الأوليغارشية، حيث يقرر أعضاء المليارديرات في مار إيه لاغو السياسة الأمريكية لكن حماية الاتحاد الأوروبي أو مستويات معيشة الأوروبيين ليست على قائمة أولوياتهم"

كذلك يستعد قادة الأعمال في الاتحاد الأوروبي للسنوات الأربع القادمة فقد أفاد استطلاع أجرته غرفة التجارة الأمريكية في الاتحاد الأوروبي، والتي تمثل الشركات الأمريكية التي تعمل في الاتحاد الأوروبي، أن تسعة من كل 10 يتوقعون تدهور العلاقات التجارية والاستثمارية بين الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة، كما توقع حوالي ثلثيهم أن يكون للسياسات الأمريكية تأثير سلبي على عملياتهم في الاتحاد الأوروبي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق