في تصعيد خطير للأزمة الإنسانية في دارفور، تعرض مخيم زمزم للنازحين، الواقع بالقرب من مدينة الفاشر في ولاية شمال دارفور، لقصف مكثف خلال الأيام القليلة الماضية. يُعد مخيم زمزم أكبر مخيم للنازحين في دارفور، حيث يستضيف أكثر من 500 ألف شخص، معظمهم من النساء والأطفال الذين فروا من النزاعات المسلحة في المنطقة.
ردود الفعل
من جانبها تتابع جامعة الدول العربية بقلق بالغ التقارير المتعلقة بالقصف العشوائي لمخيم زمزم للنازحين في ولاية شمال دارفور وما نتج عنه من وقوع قتلي ومصابين من المدنيين وهو ما يمثل انتهاكاً واضحاً للقانون الدولي الإنساني.
وأكد مصدر مسؤول بالامانة العامة حرص الجامعة على تنفيذ التزامات إعلان جدة الموقع بتاريخ ١١ مايو ٢٠٢٣م وماتضمنه من التزام بحماية المدنيين وضرورة التوصل إلى وقف لاطلاق النار، مجدداً موقف الجامعة الثابت في دعم استقرار السودان والحفاظ على وحدته وسيادته واستقلاله.
ومن جانبها أعربت منسقة الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية في السودان، كليمنتين نكويتا سلامي، عن قلقها البالغ إزاء التقارير الواردة عن القصف العشوائي لمخيم زمزم، ودعت إلى حماية المدنيين ووقف الهجمات على البنية التحتية المدنية.
كما أدانت منظمة "أطباء بلا حدود" الهجوم، مشيرة إلى أن فرقها الطبية استقبلت العديد من المصابين، بينهم نساء وأطفال، في حالة حرجة.
اتهمت حركة جيش تحرير السودان قوات الدعم السريع بتنفيذ الهجوم، ووصفت القصف بأنه "استهداف عرقي" يحمل دلالات خطيرة.
من جهتها، نفت قوات الدعم السريع هذه الاتهامات، وادعت أن القوات المشتركة للحركات المسلحة هي التي حولت المخيم إلى ثكنة عسكرية واستخدمت النازحين كدروع بشرية.
تفاقمت الأوضاع الإنسانية في المخيم بشكل كبير، حيث اضطرت المنظمات غير الحكومية إلى تعليق أنشطتها وإخلاء المستشفى الميداني بسبب المخاطر الأمنية، وأفادت التقارير بأن الإمدادات الإنسانية الحيوية قد انقطعت عن مدينة الفاشر ومخيم زمزم منذ أشهر، مما أدى إلى ظروف معيشية صعبة للمواطنين.
يذكر أن اليوم الأول والثاني من ديسمبر 2024، تعرض المخيم لقصف عنيف أدى إلى مقتل ثمانية أشخاص على الأقل وإصابة 13 آخرين بجروح متفاوتة الخطورة. وأفادت التقارير بأن القصف استهدف مناطق سكنية داخل المخيم، مما أدى إلى تدمير العديد من الملاجئ والمرافق الصحية.
يظل الوضع في مخيم زمزم مأساويًا، مع استمرار القصف والنزاع المسلح في المنطقة. تدعو الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية إلى وقف فوري للعنف وحماية المدنيين الأبرياء الذين يعانون من تبعات هذا النزاع المستمر.
0 تعليق