وقد انضم دوارتي إلى كاوست عام 2015 وسرعان ما أصبح ليس فقط باحثًا رائدًا في علوم البحر الأحمر، ولكن أيضًا مستشارًا بيئيًا رئيسيًا لمبادرات رؤية السعودية 2030، بما في ذلك دوره كمستشار رئيسي للمراكز والمبادرات الحكومية السعودية في مجال حماية البيئة البحرية، والاقتصاد الأزرق، والتغير المناخي.
ويُعد البروفيسور كارلوس دوارتي رائدًا عالميًا في علوم البحار وأول من استخدم مصطلح "الكربون الأزرق"، حيث قَدم المفهوم لأول مرة في تقرير شارك في تأليفه لصالح الأمم المتحدة عام 2009، واستند إلى أبحاثه الواسعة في هذا المجال. كما يُعتبر دوارتي رائدًا في دراسة كيفية استعادة التنوع الحيوي البحري وتحقيق عوائد اقتصادية من الاستثمارات الموجهة في هذا المجال.
واثبت دوارتي في عام 1996، كيف تُنتج هذه النظم فائضًا من الكربون العضوي الذي يُدفن لاحقًا في قاع البحر. وفي عام 2005، أظهر أن هذه النظم، التي تغطي 0.2% فقط من مساحة المحيطات، تساهم في دفن نصف الكربون المدفون سنويًا في قاع البحر.
وعبّر البروفيسور دوارتي عن سعادته بفوزه بالجائزة قائلاً "يسعدني ويشرفني أن أكون من بين نخبة العلماء الحاصلين على جائزة اليابان العالمية. لقد غيّر الكربون الأزرق نظرة العالم إلى محيطاتنا، وإلى الفوائد التي يمكن تحقيقها من الاستثمار في صحة المحيطات. كما عزز ذلك من مكانة المملكة العربية السعودية في ريادتها العالمية لتطوير الحلول البحرية لمكافحة تأثيرات التغير المناخي، والتي تُنفذها على نطاق واسع ضمن مبادرة السعودية الخضراء والاستراتيجية الوطنية لاستدامة البحر الأحمر التي أطلقها مؤخرًا ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان".
وأكد معالي الدكتور فهد بن عبد الله تونسي، الأمين العام لمجلس أمناء جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية أن تكريم دوارتي مبعث فخر قائلاً: "تكريم البروفيسور كارلوس دوارتي بجائزة اليابان الشهيرة هو مبعث فخر كبير لكاوست والمملكة العربية السعودية. عمله الرائد في الكربون الأزرق لا يعزز فقط الفهم العالمي للنظم البيئية البحرية، بل يدعم أيضًا تركيز بلادنا على الابتكار المستدام. إن مساهماته المؤثرة في حلول التغير المناخي والحفاظ على البيئة البحرية لا تُقدر بثمن، وهذا التكريم يعكس التميز الذي نسعى لتحقيقه كجزء من رؤية السعودية 2030".
وقال البروفيسور إدوارد بيرن رئيس كاوست بهذه المناسبة:"يمثل البروفيسور دوارتي أفضل الكفاءات والعقول في كاوست، ليس فقط بسبب تميزه العلمي، ولكن أيضًا لأنه يدعم المملكة العربية السعودية في ترسيخ مكانتها كقائدة عالمية في مجال العلوم التي تخدم البشرية. وتوضح هذه الجائزة كيف تعتمد الدول على المملكة لقيادة العلوم التي توجه السياسات من أجل مستقبل آمن ومستدام".
ويعد فوز أستاذ علوم البحار في كاوست البروفيسور كارلوس دوارتي بجائزة اليابان إنجازًا جديدًا يُضاف إلى مسيرته المهنية الزاخرة بالنجاحات، والتي تتضمن أيضًا جائزة حدود المعرفة (2020)، وجائزة رامون مارغاليف في مجال علم البيئة، وجائزة كارلو هيب الدولية للأبحاث المتميزة في التنوع البيولوجي البحري، ووسام فلاديمير فيرداسكي في علم أحياء الأرض، بالإضافة إلى جائزة جي إي هاتشينسون في علم المحيطات والمسطحات المائية الداخلية.
يجدر الاشارة جائزة اليابان تأسست عام 1985، وتُعرف بـ "جائزة نوبل اليابانية"، حيث تُمنح سنويًا للعلماء الذين قدموا إبداعات متميزة في مجالات العلوم والتقنية التي تُسهم في تعزيز السلام والازدهار للبشرية. وسيُسافر دوارتي إلى طوكيو في أبريل القادم لاستلامها من إمبراطور اليابان ناروهيتو.
0 تعليق