مصعب غربي: ألبيتو مانجويل بطل كتابي "الرجل الذي تحول إلى مكتبة"

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

يصدر قريبًا كتاب "الرجل الذي تحول إلي مكتبة" للكاتب الشاب مصعب غربي، وذلك ضمن إصدارات دار العين للنشر بمعرض القاهرة الدولي للكتاب 56.

مصعب غربي : الكاتب الأرجنتيني ألبيتو مانجويل بطل كتابي "الرجل الذي تحول إلي مكتبة"

قال "غربي" في تصريح لـ" الدستور"، أن كتابه الجديد يتحدث عن حياة الكاتب الأرجنتيني ألبيتو مانجويل؛ الذي يعد شخصية أدبية كبيرة تعتلي الساحة والمشهد الأدبي العالمي في هذا الكتاب زبدة حياته، منذ نشأته في فلسطين كقارئ في سرير صغير بجانبه رفوف كتب على الجدار، إلى عودته إلى بلده الأرجنتين في بوينس ٱيرس، وكيف كانت القراءة تعطيه عذرا مقبولا لعزلته، وربما اعطت مغزى لتلك العزلة المفروضة عليه، وكيف قضى معظم أيام طفولته بعيدا عن أفراد عائلته، وكيف كان محاطا برعاية مربيته، ولقاءاته الأدبية بعد ذلك وتكوينه المدرسي والأدبي وعمله كمكتبي في سن صغيرة، والصراعات الهوياتية التي دارت بين ألبيرتو وبين نفسه، جعلته تائها في شوارع عاصمة بلده. 

وأضاف "غربي"، أن الكتاب يتضمن إستعرضًا لرحلاته من الأرجنتين إلى ايطاليا إلى باريس وما تعرض إليه في لندن ورحلاته الاخرى إلى مدن كثيرة، وقصة منحه الجنسية الكندية وعمله هناك. وعمله كناشر ومحرر، والكثير من التفاصيل المميزة عن كيف دخل عالم الكتابة، وكيف كان يثبّت نفسه دائما في دور القارئ، بعد لقاءاته بكتاب ساهموا في صناعة المشهد الأدبي الأرجنتيني، ومن بينهم الكاتب لويس خورخي بورخس. 

نبذة من مقدمة الكتاب

جاء في مقدمة الكتاب: "كان يدرك ببساطة أن لا شيء يمكن أن ينتجه يوما يستأهل أن يوضع على نفس الرف بجانب الكتب التي يحبها، فتخيل كتاب يمكن أن يكتبه ويلاصق غلاف رواية لكورنارد أو فرانز كافكا هو أمر غير لائق، بالنسبة له، لكنه كان يستمع كثيرا.. كان ألبيرتو كما الواقف في ورشة سامعا الحرفيين الماهرين يتناقشون حول المواد الأقوى، التركيبات الأفضل، الطرق الفضلى والتدابير التي يصنع بها الشيء ليتوازن على زاوية صعبة، ويظل يتكتك إلى ما لا نهاية.. كان يستمع لا في سبيل تعلم حرفة جديدة بل كي يعرف حرفته على أفضل وجه". 

إن هذه الرواية السيرذاتية، أو القصة، تمتلأ بالكثير من التفاصيل والأحداث والمحطات، سواء الأدبية أو السياسية في الأرجنتين؛ كيف إختفى اصدقاء المدرسة، وماذا حدث له في كبره بعد سماع قصص وفاتهم المأساوية، أمور دقيقة كثيرة في حياة ألبيرتو مانجويل، يجعلها قصة قابلة للحكي، بل وتتجاوز ذلك إلى كونها مادة يمكن تحويلها إلى عمل سينمائي ضخم، نظرا لما عاشه، من تغيرات كبرى وصَدمات شهدها في الأرجنتين. 

لا يمكن أن نجد شخصا في العالم يملك نظرة مانغويل للكتب، ولا يمكن أن نجد من يحكي عن الكتب كما يفعل هو، إنه يتحدث عنها بطريقة خاصة جدا، تلهم الكاتب، وتجعل القارئ البسيط يراجع حساباته ويعيد من جديد قراءة ما اطلع عليه في وقت سابق. هذا وتختصر الكثير من المسافات على القارئ النهم ذو الذائقة المميزة. كما تضيء الكثير من العوالم، وتجعل القارئ يتصرف بشكل مغاير مع مكتبته.

تحمل قصة حياة مانجويل الكثير من التفاصيل التي لا يمكن اختزالها أو اختصارها. منذ نشأته إلى أن تمكن في بداية القرن الواحد والعشرون من جمع عشرات آلاف الكتب، وهو ما دفعه إلى الاستقرار في وسط واحدة من أكبر المكتبات الشخصية في العالم. وكيف وقف على بناءها، وفهرستها، إلى الحد الذي ألصق به صفة يعرفه بها العالم الأدبي اليوم: الرجل المكتبة.

وقد اجتهدتُ كثيرا، منذ سفري من الجزائر ولقائي به في تونس بداية عام 2020، في هذا العمل على جمع كل ما رأيته يستحق النقل إلى القارئ العربي. معتمدا في ذلك على قراءة كل مؤلفات مانغويل غير الروائية (غير الخيالية): تاريخ القراءة، المكتبة في الليل، يوميات القراءة، مع بورخيس، الفضول، فن القراءة، مدينة الكلمات، ذاكرة القراءة، والكثير من المقالات. جمعت منها بطريقة مجهرية، وركبت بطريقة هندسية، المعلومات الشخصية الموزعة والمشتتة والمتفرقة بشكل لا يمكن حتى الانتباه إليها وهي محشوة في وسط الكثير من الأسطر والصفحات المهمة. تماما كما يحدث في الـ Jigsaw وتعني أحجية اللوحة المقطوعة؛ أحجية تركيبية تتطلب تجميع وتركيب عدد كبير من القطع الصغيرة المتفرقة من أجل تشكيل صورة كبيرة متجانسة ومتلاحمة دون فراغات".

هذا الكتاب، سيكون بمثابة مدخل أو بوابة لعالم الكاتب العالمي ألبيرتو مانجويل، ييسر للقارئ العربي استكشافه وتلمس طريقه وسط هذا العالم.

معرفة مانجويل، من خلال هذا الكتاب الذي يرفض القارئ البسيط ويفضل القارئ الباحث. والسحر الذي سيتجاوز تلك المعرفة، هو تحول القارئ الباحث الذي لن يبقى هو نفسه بعد التعرف على الرجل المكتبة. ومنه فهذا الكتاب سيكون لحظة فارقة في حياة كل قارئ.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق