تواجه مدينة لوس أنجلوس الأمريكية أزمة حقيقية بعد اندلاع حريق غابات هائل شمال المدينة، ما أدى إلى إجبار الآلاف على مغادرة منازلهم تحت تهديد ألسنة اللهب المتسارعة.

الحريق، الذي بدأ في منطقة بحيرة كاستايك، التهم مساحات شاسعة من الأراضي خلال ساعات قليلة، وسط ظروف جوية قاسية جعلت جهود السيطرة على النيران أكثر تعقيدًا.

انتشار سريع وإخلاء عاجل
في وقت قياسي، امتد الحريق ليغطي نحو 2000 هكتار من الأراضي الجافة في أقل من ساعتين. ومع تصاعد الخطر، أصدرت السلطات أوامر إجلاء طارئة شملت 20 ألف شخص، حيث انتشرت قوات الشرطة لتحذير السكان ومطالبتهم بإخلاء منازلهم فورًا.

من جهتها، دفعت السلطات بعشرات الطائرات والمروحيات إلى موقع الحادث لإسقاط المياه والمواد المثبطة للحريق، إلا أن الجهود تواجه تحديات كبيرة بسبب الرياح القوية التي تزيد من سرعة انتشار النيران.

الهواء السام يفاقم الأزمة
لم تقتصر الأزمة على النيران وحدها، بل حذرت كارين باس، عمدة لوس أنجلوس، من أن الرياح قد تحمل الرماد السام إلى مناطق بعيدة، داعية السكان إلى اتخاذ التدابير اللازمة لحماية أنفسهم من الهواء الملوث.

في السياق ذاته، أشارت باربرا فيرير، مديرة الصحة العامة في مقاطعة لوس أنجلوس، إلى أن الرماد الناتج عن الحريق قد يحتوي على مواد خطرة مثل المعادن الثقيلة والزرنيخ، محذرة من أن التعرض لهذا الرماد حتى لفترات قصيرة قد يسبب مشكلات صحية خطيرة.

قلق متزايد وجبهات مشتعلة
يأتي هذا الحريق في وقت تواجه فيه ولاية كاليفورنيا موسم حرائق صعبًا، حيث لا تزال فرق الإطفاء تعمل على السيطرة على حريقين كبيرين اندلعا في وقت سابق جنوب الولاية. وتشير التوقعات إلى استمرار رياح سانتا أنا القوية، مما قد يزيد من تعقيد الوضع ويهدد مناطق جديدة.

نداء عاجل وتضامن مجتمعي
وفي ظل هذه الأزمة، دعت السلطات المحلية السكان إلى التعاون والالتزام بتعليمات الإخلاء والسلامة، بينما حثت المنظمات الإنسانية على تقديم المساعدات العاجلة للمتضررين.

تعيش لوس أنجلوس هذه الأيام تحت وطأة كارثة طبيعية مدمرة، حيث تتعاضد الجهود لمواجهة النيران وإنقاذ الأرواح، وسط دعوات لتكثيف الاستعدادات لمواجهة الكوارث الطبيعية المتكررة في الولاية.