حددت وزارة الأوقاف المصرية، موضوع خطبة الجمعة لهذا الأسبوع بعنوان "نعمة الأمن"، مؤكدةً ضرورة توعية المجتمع بأهمية الأمن في حياة الإنسان، وكيف يمكن استلهام الدروس من حادثة الإسراء والمعراج.

الأمن أساس الاستقرار والتقدم

ويُعتبر الأمن من أعظم النعم التي منَّ الله بها على البشر، وعندما يسود الأمن في مجتمع ما، يكون له تأثيرات إيجابية عظيمة، منها الاستقرار والازدهار، وفي مجتمع آمن، يمكن بناء الحضارة وتطوير الأفراد، وحماية الأعراض والممتلكات وعلى النقيض، غياب الأمن يؤدي إلى الفوضى والخوف، ويهدد الاستقرار الاجتماعي والاقتصادي.

الأمان في القرآن الكريم

 أكد القرآن الكريم على قيمة الأمن، وظهرت هذه القيمة بوضوح في العديد من الآيات الكريمة، وعلى سبيل المثال، دعاء سيدنا إبراهيم عليه السلام عندما طلب من الله أن يجعل بلده آمنًا، حيث كان يعلم مدى أهمية هذه النعمة التي تضمن الاستقرار والراحة للناس. 

وقد ذكر القرآن أيضًا في سورة قريش فضل نعمة الأمن التي أنعم الله بها على أهل مكة، حيث قال: "فَلْيَعْبُدُوا رَبَّ هَذَا الْبَيْتِ * الَّذِي أَطْعَمَهُمْ مِنْ جُوعٍ وَآمَنَهُمْ مِنْ خَوْفٍ".

قيمة الأمن في حياة الفرد

الأمن ليس فقط حالة اجتماعية، بل هو شعور داخلي ينعكس على حياة الأفراد، وإن الشخص الذي يفتقد الأمن، لا يستطيع أن يشعر بأي نوع من الطمأنينة أو السكينة، حتى لو كانت لديه كل وسائل الراحة وفي هذا السياق، قدم النبي صلى الله عليه وسلم مثالًا رائعًا في الحديث الشريف الذي قال فيه: "من أصبح آمنًا في سربه، معافى في بدنه، عنده قوت يومه، فكأنما حيزت له الدنيا".

مصر وأهمية الأمن في تاريخها

تعد مصر من الدول التي حظيت بمكانة خاصة في تاريخ الإسلام، حيث كان لها دور كبير في حماية دين الله وتعاليمه.
وقد ذكر النبي صلى الله عليه وسلم فضل مصر وأهلها في عدة أحاديث، مؤكدًا على مكانتها الكبيرة في المستقبل، كما دعا النبي صلى الله عليه وسلم إلى الحفاظ على أمن مصر، وجعلها منبعًا للأمن والطمأنينة في المنطقة.

كيف نكون مصدر أمن وسلام في المجتمع؟

إن الأمن لا يقتصر فقط على توفير الحماية الجسدية، بل يشمل أيضًا توفير الراحة النفسية والمعنوية للأفراد في المجتمع ومن أجل تحقيق ذلك، يجب أن يسعى كل فرد في المجتمع إلى نشر السلام والإحسان، وأن يتعاون الجميع من أجل توفير بيئة آمنة للجميع، فالأمن ليس مجرد غياب الخوف، بل هو خلق بيئة من الراحة والسكينة التي تتيح للبشر أن يحققوا إمكانياتهم.

الأمن في الإسراء والمعراج

وتجسد رحلة الإسراء والمعراج إحدى أروع تجليات نعمة الأمن في تاريخ الإسلام، فقد أظهرت هذه الحادثة كيف أن الله سبحانه وتعالى يبعث بالأمل في قلوب المؤمنين، حتى في أصعب الأوقات، وعندما شعر النبي صلى الله عليه وسلم بالألم والحزن في حادثة الطائف، كانت رحلة الإسراء والمعراج بمثابة بلسم للروح، وأظهرت له قدرة الله على إحداث التغيير وتحقيق الأمن والطمأنينة.

دعاء للأمن والطمأنينة

في الختام، نسأل الله تعالى أن يعم الأمن والسلام في بلادنا، وأن يرزقنا الطمأنينة في قلوبنا، ولنتذكر أن الأمن نعمة يجب علينا الحفاظ عليها، وتوفيرها لأبناء مجتمعنا، فبها يكتمل الاستقرار وتزدهر المجتمعات.