«ترامب» يضغط على «بوتين» من أجل السلام

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

استراتيجيون: لا بد من الوحدة مع أوروبا لتحقيق إنجاز دبلوماسى جديد فى موسكو
 

 
فى الوقت الذى ينتظر الجميع مكالمة هاتفية بين دونالد ترامب والرئيس الروسى فلاديمير بوتين، يتخذ المسؤولون الروس مواقف متشددة بشأن حرب أوكرانيا قبل أى محادثات، ويقللون من شأن أى اختراق كبير وشيك فى العلاقات بين الولايات المتحدة وروسيا، مع استشعار التقدم المتزايد على ساحة المعركة وسط احتمال قوى بأن يقوم ترامب بتقليص المساعدات العسكرية لأوكرانيا، يبدو أن كثيرين فى موسكو قد عززوا موقفهم، معتقدين أن روسيا قادرة على الاستيلاء على المزيد من الأراضى وإجبار كييف على الخضوع فى وقت لاحق من العام.
ومع أيامه الأولى فى السلطة، يكثف ترامب الضغوط على الرئيس الروسى فلاديمير بوتين، سعيا للضغط على الزعيم الروسى للجلوس على طاولة المفاوضات للتوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب فى أوكرانيا. وبعد أكثر من 48 ساعة من عودته إلى البيت الأبيض، قال إن بوتين «يدمر بلاده» بالحرب المستمرة منذ ما يقرب من ثلاث سنوات ضد كييف وهدد بزيادة العقوبات على روسيا وممكنيها إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق بسرعة. وقد وصف تهديداته بالمجاملة، قائلاً إنه يحب الشعب الروسى، وكان لديه دائمًا علاقة جيدة جدًا مع بوتين. وأضاف «أنا لا أسعى إلى إيذاء روسيا» هكذا كتب ترامب على موقعه على شبكة التواصل الاجتماعى Truth Social. متابعا: «سأقدم لروسيا، التى يعانى اقتصادها من الانهيار، ولـ«بوتين» خدمة كبيرة للغاية. استسلما الآن، وأوقفا هذه الحرب السخيفة! لن تتحسن الأمور إلا سوءًا».
وتمثل هذه المنشورات بداية لجهود «ترامب» لإظهار أن سياسته «السلام من خلال القوة» يمكن أن تنهى أكبر حرب برية فى أوروبا منذ ما يقرب من قرن من الزمان.
ويأتى ذلك وسط بعض النجاحات الدبلوماسية المبكرة فى الشرق الأوسط. حيث استخدم رأس المال السياسى الذى اكتسبه خلال ولايته الأولى مع إسرائيل والشركاء الإقليميين. لكن حرب روسيا فى أوكرانيا تشكل وحشاً مختلفاً، حيث شكل الغزو الروسى الشامل لأوكرانيا انتهاكا صادما للنظام الذى نشأ بعد الحرب العالمية الثانية، وسعت موسكو إلى تغيير حدود دولة ذات سيادة بالقوة. وفى ظل ذلك نجحت أوكرانيا فى الحفاظ على بلادها ولكنها فشلت فى طرد روسيا من نحو 20% من الأراضى الأوكرانية فى شرق البلاد.
وفى السياق ذاته، أصبح الرأى العام الأوكرانى منفتحا بشكل متزايد على التفاوض لإنهاء الحرب فى أقرب وقت ممكن. وقال الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى إنه متفائل بأن حسم ترامب قد يغير ديناميكيات الحرب.
ولكن روسيا وأوكرانيا ليستا اللاعبين الوحيدين فى هذا الصراع. فقد ترسخت التحالفات الدولية على جانبى الصراع، مع وجود عدد من البلدان على جانبى الخط. وانتقد زيلينسكى أوروبا خلال خطاب ألقاه فى المنتدى الاقتصادى العالمى ووصفها بأنها فشلت فى تسخير قوتها.
أكد سام جرين مدير المرونة الديمقراطية فى مركز تحليل السياسة الأوروبية، بواشنطن لصحيفة «ذا هيل»، أنه إذا كان ترامب يريد ممارسة نفوذه على روسيا، فسوف يحتاج إلى الوحدة مع أوروبا. وقد يكون هذا صعباً إذا أوفى بوعده بفرض رسوم جمركية باهظة على القارة.
وأضاف جرين «أعتقد أن ترامب لا يملك – والولايات المتحدة بشكل عام لا تملك - نفوذا هائلا على أى من الطرفين فى هذا الصراع». وأشار إلى مستشار الأمن القومى مايك والتز ووزير الخارجية ماركو روبيو ليس من المستحيل أن يجلس ترامب ووالتز وروبيو - وأى شخص سيكون مهما عندما يتعلق الأمر بالسياسة الخارجية – ويضعون خريطة لجميع المصالح المتداخلة والمتشابكة ويبدأون فى تحديد الأولويات.
وتابع: «لم نصل إلى هذه النقطة بعد. وحتى نصل إليها، أعتقد أنه من الحماقة أن يشعر الروس بأنهم تحت ضغط كبير من واشنطن».
ولفت إلى إيذاء بوتين جراء الحرب، ولكنه لم يُهزم. فقد استخدم الزعيم الروسى الإنتاج العسكرى المحلى لدعم الاقتصاد واعتمد على شبكة من البلدان للالتفاف على العقوبات الدولية من القوى العالمية مثل الصين والهند إلى المنبوذين دوليا مثل إيران وكوريا الشمالية، مشيرا إلى أن الرئيس الصينى شى جين بينغ هو الحليف الأكثر أهمية لبوتن فى الحرب، حيث أعلن الاثنان عن «شراكة بلا حدود» فى فبراير 2022، قبل وقت قصير من غزو موسكو لأوكرانيا، و«عصر جديد» لشراكتهما فى مايو. ويرى كل من بوتين وشى أن الولايات المتحدة والديمقراطيات تشكل تهديدًا لبقاء أنظمتهما الاستبدادية.
وشدد جرين على أن «بوتين» ربما يتمكن من بيع صفقة للشعب الروسى، لكنه سيظل يجد صعوبة فى الموافقة على وقف الحرب. ولفت إلى أن «بوتين» يستطيع أن يجد وسيلة لرفع راية إنجاز المهمة حتى ولو لم يكن يسيطر على كامل أوكرانيا أو كامل الأراضى التى أدعت الحكومة الروسية ملكيتها لها. ولكن ما ستكافح روسيا من أجله هو الابتعاد عن الصراع والمواجهة مع واشنطن.

 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق