سلطت صحيفة الجارديان البريطانية، الضوء على رفض الاحتلال الاسرائيلي الانسحاب من جنوب لبنان، مشيرة إلى أن الحكومة الإسرائيلية تسعى حاليًا للحصول على دعم إدارة ترامب لتأجيل انسحابها العسكري من جنوب لبنان، وذلك على الرغم من اتفاق الهدنة الذي ينص على مغادرة جميع القوات الإسرائيلية بحلول يوم الأحد المقبل، وتأتي هذه الطلبات بعد مزاعم تشير إلى أن إسرائيل ترغب في الاحتفاظ بعدد من نقاط المراقبة في المنطقة، والتي قد تصل إلى خمس نقاط.
بموجب اتفاق الهدنة الذي أنهى الصراع مع حزب الله، كان من المقرر أن تكتمل عملية انسحاب القوات الإسرائيلية خلال 60 يومًا، أي بحلول 26 يناير، ومع ذلك، تشير تقارير من داخل الاحتلال الإسرائيلي إلى أن ترامب متردد في الموافقة على هذا التأجيل، مما يعكس تعقيد الوضع السياسي في المنطقة.
محاولات الحكومة لتمديد فترة وجودها في جنوب لبنان
أكد السفير الإسرائيلي لدى الولايات المتحدة، ميخائيل هيرتسوج، على محاولات الحكومة لتمديد فترة وجودها في جنوب لبنان. حيث صرح لراديو الجيش الإسرائيلي بأن هناك حاجة لمزيد من الوقت لتفعيل انتشار الجيش اللبناني جنوب نهر الليطاني. وأوضح هيرتسوج أن الاتفاق لا ينبغي أن يُعتبر قيدًا صارمًا، بل يمكن أن يُفهم بمرونة.
وقال: "التزم الاتفاق بمدة 60 يومًا لإتمام انسحاب قوات الدفاع الإسرائيلية من جنوب لبنان وللسماح للجيش اللبناني بتولي مهامه، لكنه ليس صلبًا تمامًا." وأشار إلى أن المفاوضات مع إدارة ترامب مستمرة لتحديد فترة إضافية تتيح للجيش اللبناني القيام بدوره.
فيما يخص قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة، صرح المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية، ديفيد منصر، بأن هناك تحركات إيجابية، حيث تمكن الجيش اللبناني وقوات "يونيفيل" من استبدال قوات حزب الله. ومع ذلك، أضاف منصر أن هذه التحركات لم تكن سريعة بالقدر الكافي، مما يستدعي المزيد من الجهود.
ستكون استجابة إدارة ترامب لهذا الطلب اختبارًا رئيسيًا لموقف الرئيس تجاه إسرائيل في فترة ولايته الثانية. تأتي مقاومة إسرائيل للانسحاب في وقت حرج، حيث تتزامن مع المرحلة الأولى من الهدنة الهشة في غزة، التي تشهد عملية عسكرية واسعة في الضفة الغربية، مما يضيف إلى التعقيد السياسي في المنطقة.
وفي سياق التصعيد، حذر أحد نواب حزب الله، علي فايض، من أن أي فشل في الالتزام بالموعد النهائي قد يؤدي إلى انهيار الهدنة. وأضاف: "نحن في حزب الله ننتظر تاريخ 26 يناير، وهو اليوم الذي يتطلب فيه الاتفاق انسحاباً كاملاً للإسرائيليين من الأراضي اللبنانية. عدم الامتثال لهذا سيعني انهيار الاتفاق."
كما اتهم زعيم حزب الله، نعيم قاسم، إسرائيل بخرق الهدنة عدة مرات، معلقًا على الانتهاكات التي شهدتها الفترة الأخيرة. وعلى الرغم من التصريحات العدائية، فقد عانى حزب الله من خسائر كبيرة في الأفراد والمعدات خلال النزاع، حيث أكدت إسرائيل أنها أسفرت عن مقتل الأمين العام لحزب الله، حسن نصر الله.
0 تعليق