أعاد النادي الأدبي بجازان فن الطارق إلى الساحة الشعبية بعد غياب دام لأكثر من ثلاثة عقود، وذلك بإقامة أمسية للشاعر معبر النهاري المهتم بالتراث الشعبي وسط حضور كثيف من محبي لون الطارق.
وعلى الرغم من قِدمِ فن الطارق الذي اشتهر في مناسبات منطقة جازان المختلفة إلا أن الذي أدار دفة الحوار طالب جامعي هو الحسن الحربي، ما يعني أن شغف أهالي منطقة جازان لا يزال متوارثًا لعراقة هذا الفن واستمراره.
وامتد اللقاء قرابة ساعتين استعرض فيهما الشاعر النهاري ألوان هذا الفن الذي كان عنوانًا عريضًا لأبناء المنطقة في مساءات أفراحهم ونهارات معاشهم بل وفي أسواقهم وفي مختلف مناحي معيشتهم، والطارق هو لون من ألوان الشعر الشعبي الذي لا يخلو من البلاغة والفصاحة وسرعة البديهة، وعنوانا آخر من المنافسة في هذا اللون الرائع الذي لا يزال ضمن أهم مواريث الألوان الشعبية الكثيرة بمنطقة جازان.
وسرد الشاعر النهاري نماذج من هذا اللون وسط مداخلات من المهتمين به في المنطقة أمثال الشاعر محمد النعمي، والمهتم بالتراث محمد هزاع، ومن الجانب النسائي أفراح مؤذنة، التي وصفت المنطقة بأنها تشبه المنجم لهذا التراث الأصيل، مستشهدة بأن واحدة من النساء تركت فيها أثرًا بعد مقابلتها لها وهي تعيد تراث الأجداد. في حين علق النهاري بأن التحدي جعل أحد أحفاد الشعراء يرد على أبيات له من هذا الفن بعد ثلاثين عامًا.
ويعرف عن منطقة جازان عامة ولعهم بالشعر والشعر الشعبي وفن الطارق الذي كان يسكن معظم البيوت بل كان مظهرًا من مظاهر الاعتزاز والفخر به ولا تكاد تخلو مناسبة من المناسبات دون حضور هذا الفن، ولا تزال الألسن تردد كثيرًا من أبيات هذا الفن عبر عشرات السنين.
وفي نهاية الأمسية كرم رئيس نادي جازان الأدبي حسن الصلهبي كلًّا من الشاعر معبر النهاري، ومدير اللقاء الحسن الحربي، كما تم تكريم الإعلاميين الذين تعاونوا مع النادي الأدبي في نشر برامجه.
0 تعليق