أفادت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية اليوم السبت بأن الولايات المتحدة قامت بمشاركة معلومات استخباراتية سرية تتعلق بالتهديدات التي يشكلها تنظيم داعش مع الحكومة الجديدة في سوريا، التي يقودها قادة جماعة مسلحة تعتبرها واشنطن إرهابية، وفقًا لمصادر أمريكية حاليّة وسابقة على دراية بالاتصالات بين الجانبين.

وأوضحت الصحيفة أنه في إحدى الحالات، أسهمت الاستخبارات الأمريكية في إحباط مخطط لتنظيم داعش لاستهداف مزار ديني بالقرب من دمشق في وقت سابق من الشهر الجاري.

وتعكس هذه القناة الخلفية مع هيئة تحرير الشام، التي أزاحت نظام الرئيس السابق بشار الأسد الشهر الماضي، القلق المتزايد لدى الولايات المتحدة بشأن احتمال عودة تنظيم داعش إلى الساحة، في ظل محاولات القادة الجدد في سوريا لتعزيز السيطرة.

وأكد المسؤولون للصحيفة أن تبادل المعلومات الاستخباراتية يهدف إلى منع هذه العودة، ولا يعني دعمًا كاملًا لهيئة تحرير الشام، التي لا تزال مصنفة كمنظمة إرهابية.

وصرح مسؤول أمريكي سابق، طلب عدم الكشف عن هويته، قائلًا: “هذا هو الأمر الصحيح والضروري، خاصة مع توفر معلومات موثوقة ودقيقة حول تهديدات داعش، بالإضافة إلى جهودنا لتطوير علاقة مع هؤلاء القادة.”

في ظل الفوضى التي تلت سقوط الأسد، بدأت إدارة بايدن بالتعامل بحذر مع هيئة تحرير الشام وزعيمها أحمد الشرع، المعروف سابقًا باسم “أبو محمد الجولاني”.

وقد حاول الشرع إبراز اعتداله، والتواصل مع قادة العالم، والتعهد بعدم اضطهاد الأقليات الدينية المتنوعة في سوريا.