الطمع قتل الفلاح... وقاضي المدينة سرق خزنة الملك

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حديث الأفق

الحاكم: المساحات التي تقطعها سيراً على قدميك لك

شرع الرجل يُسرع في المشي طالباً المزيد... لكن!

فكّر بعد أسابيع عدة في العودة لكنّ طمعه منعه

بعد مسافة طويلة وقع صريعاً جرّاء الإرهاق الشديد

قطع الزوج الشجرة قبالة النافذة فاكتشف خيانة الزوجة

القناعة في الرزق مع الطموح أساس النجاح، أي أن تسعى إلى الزيادة هو أمر مشروع، لكن الطمع يزيد من البؤس، ويجعل المرء يفشل في تحقيق النجاح، ولهذا كانت الحكمة تقضي بالاكتفاء بما رزقك الله، ولا تطمع.

في هذا الشأن، ثمة الكثير من الأمثلة، وواحدة منها قصة صينية قديمة، إذ يُروى فيها أن ملكاً أراد أن يكافئ أحد مواطنيه، فقال له‏:‏ "امتلك من الأرض كل المساحات التي تستطيع أن تقطعها سيراً على قدميك".

فرح الرجل وشرع في الحال يمشي في الأرض مسرعاً ومهرولاً في جنون‏، شاغله الوحيد الحصول على أكبر مساحة ممكنة من الأرض.

سار مسافة طويلة، فتعب وفكر في العودة إلى الملك للحصول على المكافأة التي وعده بها، لكن الطمع سيطر على تفكيره، فعدل عن العودة رغم تعبه الشديد، وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد.

بعد مرور أسابيع عدة، قطع خلالها الرجل مسافاتٍ أطول، فكّر مجدّداً في العودة مكتفياً بما وصل إليه‏، لكنه تردد مرة أخرى وقرر مواصلة السير ليحصل على المزيد.

ظل يسير أياماً وليالي رغم التعب الذي تملّكه، ولكنه لم يعد أبداً‏! لقد ضلّ طريقه في الدروب الوعرة، ويقال إنه وقع صريعاً جرّاء الإرهاق الشديد‏.‏

لم يمتلك شيئاً، ولم يشعر بالسعادة التي كان ينشدها، وذلك لأنه لم يعرف معنى الاكتفاء أو القناعة.

القاضي السارق والزوجة الخائنة

الأمر الآخر الذي لا بد من تعلّمه أن لا يكون المرء فريسة المظاهر، لأنها تخفي تحتها الكثير من العيوب، خصوصاً عندما يبالغ أحدهم في التقوى والوطنية والحرص على عدم إيذاء الناس، فيما هو يخفي نواياه السيئة، والأسطر التالية تروي كيف اكتشف زوج خيانة زوجته التي كانت تبالغ في العفة واتقاء الله، والقصة تحكي أن زوجاً دخل بيته فوجد زوجته تبكي، فسألها عن السبب، فقالت: إن العصافير التي فوق شجرة بيتنا تنظر إليَّ حين أكون من دون حجاب، وهذا قد يكون معصيةً لله..

قبّلها الزوج بين عينيها على عفتها وخوفها من الله، وأحضر فأساً وقطع الشجرة.

بعد أسبوع عاد من العمل مبكراً، فوجد زوجته نائمة في أحضان عشيقها!

لم يفعل شيئاً، سوى أنه أخذ ما يحتاج إليه وهرب من المدينة كلها،

حتى وصل إلى مدينة بعيدة، فوجد الناس مجتمعون قرب قصر الملك، فلما سألهم عن السبب، قالوا: "إن خزينة الملك قد سُرقت".

في هذه الأثناء مرّ رجل يسير على أطراف أصابعه، فسأل: من هذا؟

قالوا: "هو قاضي المدينة، ويمشي على أطراف أصابعه خوفاً من أن يدوس نملة فيعصي الله"!

فقال الرجل: "تالله لقد وجدت السارق، أرسلوني إلى الملك".

حين وصل إلى الملك، قال: "يا سيدي لقد وجدت السارق، وهو قاضي المدينة، وإن كنت مدعياً اقطع رأسي"، فأحضر الجنود القاضي إلى الملك، وبعد التحقيق اعترف بالسرقة!

فقال الملك للرجل الغريب: "كيف عرفت أنه السارق"؟

أجاب: "حينما يكون الاحتياط مبالغاً فيه، والكلام عن الفضيلة مبالغاً فيه أيضاً، فاعلم أنه تغطية لجرم عظيم".

نكشات

  • كُن الصياد والفريسة، لكن لا تكن الكلب الذي يحضر الفريسة إلى الصياد.
  • أن تكون فقيراً ليس عيباً، لكن أن تقول إن المال لا يصنع السعادة، هنا ستكون فقيراً وغبياً.
  • هل نحن في عالم يظن أن من يربي الأغنام والبقر جاهل، ومن يربي القطط والكلاب مثقف؟
  • مطلوب من إدارة المرور أن تكثف تسويق قانون المرور، وتحذر الناس مما فيه من عقوبات.
  • تؤلمنا الأيام ونقول غداً أجمل، ويأتي الغد لندرك أن الأمس كان أرحم، هذا ما يقوله الحكماء.
  • في كل زمان ومكان العدل أساس الملك، ولعل الله يريد بعباده الخير والسداد.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق