تتصاعد حالة التوتر في منطقة الشرق الأوسط على خلفية الأحداث المتتالية وسقوط عدة مدن رئيسية في سوريا في أيدي الجماعات المسلحة، وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي اليوم الجمعة، إجراء مناورات عسكرية واسعة بالقرب من الحدود السورية، وهي خطوة أثارت العديد من الأسئلة والتكهنات حول أهداف هذه المناورات وتداعياتها المحتملة على الوضع الإقليمي.
وتهدف المناورات العسكرية التي يجريها جيش الاحتلال بالقرب من الحدود السورية إلى تحقيق عدة أهداف استراتيجية، وإيصال رسائل إلى خصوم إسرائيل وفي القلب منهم إيران.
وينظر إلى هذه المناورات على أنها رسالة إلى كل من دمشق وطهران بأن إسرائيل مستعدة للتصدي لأي تهديدات قد تنبع من سوريا أو من المجموعات المدعومة من إيران في المنطقة.
ماذا يحدث في سوريا؟
وتتقدم الفصائل المسلحة، اليوم الجمعة، باتجاه مدينة حمص، ثالث كبرى مدن سوريا، بعد سيطرتها على مدينة حماة الواقعة شمالها، وفق ما أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأورد المرصد أن "هيئة تحرير الشام "والفصائل المتحالفة معها "دخلت في الساعات الأخيرة إلى مدينتي الرستن وتلبيسة في ريف حمص الشمالي، وسط غياب تام لقوات الجيش السوري"، التي قال إنها "قصفت ليلًا جسرًا في الرستن لمحاولة صد تقدم الفصائل إلى مدينة حمص".
وباتت الفصائل على بعد نحو خمسة كيلومترات من أطراف مدينة حمص، وفق المرصد، بعد تقدمها إلى بلدتين استراتيجيتين تقعان على الطريق الذي يربطها بمدينة حماة.
ونفت وزارة الدفاع السورية انسحاب الجيش من مدينة حمص.
اعتداءات متكررة
وفي السنوات الأخيرة، كثفت إسرائيل من هجماتها على منشآت عسكرية في سوريا، وقالت إنها تهدف إلى منع إيران من تعزيز وجودها العسكري هناك.
ومن المحتمل أيضا، أن يكون في هذه المناورات رسالة إلى حزب الله اللبناني، الذي يعد أحد أبرز حلفاء إيران في المنطقة، والذي يملك قوة عسكرية كبيرة في جنوب لبنان.
وتتعدد السيناريوهات التي يمكن أن يتدرب عليها الجيش الإسرائيلي خلال هذه المناورات، ومنها الرد على هجوم صاروخي واسع النطاق، ويشمل ذلك مواجهة تهديدات صاروخية محتملة من سوريا أو لبنان، واختبار قدرة الدفاعات الجوية على صد الهجمات وتدمير الصواريخ في الجو.
وتتضمن هذه التدريبات مواجهة الهجمات غير التقليدية من خلال التنسيق بين القوى العسكرية التقليدية مثل الجيش النظامي والقوات الخاصة، جنبًا إلى جنب مع عمليات مكافحة الإرهاب.
ويمكن أن تؤدي هذه المناورات إلى تصاعد التوترات على الحدود بين سوريا ودولة الاحتلال، ومن الممكن أن ترد القوات السورية أو المحموعات المسلحة المتحالفة معها على هذه التحركات من خلال التصعيد أو تبادل إطلاق النار.
0 تعليق