شهد جناح سلطنة عُمان ضيف الشرف فـي معرض القاهرة الدولي للكتاب حضورا كثيفا فـي الأيام الأولى من المعرض مدفوعا برغبة فـي استكشاف مفردات الثقافة العمانية والإنتاج المعرفـي والفكري الذي تعرضه سلطنة عمان فـي جناحها الرسمي وفـي أجنحة دُور النشر والمكتبات العمانية المشاركة فـي المعرض.
بدأت الفعاليات الثقافـية المصاحبة للمشاركة بندوة حوارية ناقشت العلاقات العمانية المصرية فـي سياقها التاريخي والحضاري والثقافـي والإنساني. وشارك فـي الندوة الدكتور علي الدين هلال والدكتور محمد صابر عرب والدكتور عبدالمنعم الحسني والدكتور علي العيسائي.
وأكد الدكتور علي الدين هلال أن الموقع الجغرافـي الاستراتيجي لكل من عُمان ومصر ساهم ببناء العلاقات بين البلدين فـي مرحلة حضارية مبكرة وعزز التبادل الثقافـي والحضاري والسياسي بين البلدين الشقيقين.. مؤكدا على أن الموقع الجغرافـي هو العامل الأهم فـي تحديد أهمية الدول وفـي بناء منظومة علاقاتها الدولية مع الآخرين.
وقدم الدكتور علي الدين هلال سردا تاريخيا حول المسيرة الحضارية لعُمان منذ مرحلة مبكرة للتاريخ إلى الوقت الحالي متوقفا على مراحل مهمة فـي هذا التاريخ. كما تحدّث عن المواقف السياسية لعُمان فـي العصر الحديث والتي نصرت فـيها مصر ووقفت فـي صفها، كذلك تحدّث عن خصوصية العلاقات العمانية المصرية فـي العصر الحديث مؤكدا أنها خصوصية قامت على سياق تاريخي واستراتيجي ورؤية دقيقة لمكانة كل دولة فـي نظر الأخرى، الأمر الذي جعل العلاقة ثابتة لا تتغير مهما تغيرت المعطيات السياسية الآنية.
من جانبه تحدث الدكتور محمد صابر عرب عن التاريخ المشترك بين البلدين والتقارب فـي الأفكار وذهب إلى أن مرده يعود إلى العمق الحضاري لكل من عُمان ومصر والخبرة التي اكتسبها البلدان طوال العصور التاريخية .
وتحدث صابر عرب عن الجوانب الإنسانية التي ربطته بالناس فـي سلطنة عُمان طوال فترة إقامته فـيها، كما تحدّث عن السياسات العمانية التي تثبت دائمًا انتصارها للقضايا العربية والإنسانية وأنها سياسة تنطلق من فهم عميق لتاريخ المنطقة وتحدياتها ومآلاتها.
بعد ذلك تحدّث الدكتور عبدالمنعم الحسني عن العلاقات الثقافـية والإعلامية بين عُمان ومصر وأكد أن الكثير من العمانيين كتبوا منذ فترة مبكرة فـي الصحف المصرية منذ بداية القرن العشرين، كما أن العمانيين تناولوا القضايا المصرية فـي صحفهم المهاجرة وتناولوها فـي أشعارهم وكتاباتهم النثرية، وأعطى الحسني الكثير من الأمثلة من كتابات العمانيين عن مصر فـي صحفهم المهاجرة فـي زنجبار.
وتحدث الحسني عن التعاون الكبير الذي حدث بين عُمان ومصر فـي المجال الإعلامي منذ عام ١٩٧٠ حتى اليوم وكيف أن الحضور المصري كان كبيرا فـي هذا الجانب ومؤسسا. وتحدّث الحسني عن تجارب إنسانية معتبرا أنها التمثيل الحقيقي لعمق العلاقات بين البلدين والشعبين الشقيقين.
من جانبه تحدث الدكتور علي بن أحمد العيسائي الذي شغل لفترة منصب سفـير سلطنة عمان فـي مصر عن أهمية العلاقات بين البلدين والتنسيق الكبير الذي كان يحصل لتقريب المواقف السياسية وتنسيقها، واعتبر أن هذه المواقف مبنية على سياق تاريخي واستراتيجي كبير تنظر إلى مصلحة عُمان وإلى مكانة مصر فـي العالم العربي.
وتصاحب مشاركة سلطنة عُمان كضيف شرف فـي معرض القاهرة العديد من الفعاليات الثقافـية والفنية والترفـيهية؛ حيث تقدم فرقة الفنون الشعبية أهازيجها فـي الأماكن المخصصة للفنون طوال اليوم، كما تقدم فرقة التخت الشرقي معزوفات موسيقية مستمرة.
وقال الدكتور محمد الفـيومي والمتخصص فـي الآثار إن عُمان من الدول التي ما زالت تحتاج إلى بحث أثري كبير، مشيرا إلى أن فهم التاريخ يحتاج تنقيبا كبيرا فـي الآثار، وأنه فرح كثيرا عندما شاهد كتبا معروضة فـي جناح سلطنة عمان تناقش التاريخ العماني بناءً على فهم الآثار وحملات التنقيب.
كما أقيمت ندوة حوارية ضمن البرنامج الثقافـي لسلطنة عمان بعنوان عباقرة عمانيون.. من الفراهيدي إلى ابن ماجد شارك فـيها الشيخ أحمد بن سعود السيابي والدكتور حبيب الهادي وفهد السعدي.
شاهد الصور:
0 تعليق