"حق مكة لازم يرجع".. أسرة الضحية تُطالب بالقصاص العادل
أتُستباح البراءة؟!.. نعم وتُستباح الدماء وتُقتل الطفولة في عُرف نفوس تتغذّى على اغتيال الأحلام، تُساوم بين اللعبة والحياة وكلاهما مسلوب!..
المنظر غير معتاد!.. أعضاء مبتورة والرأس مفقود.. لا داعٍ لهذا فابنة الـ5 أعوام صغيرة، أحلامها الكبيرة تلاشت حتى جسدها الضئيل تفرّق.
صفحة الطفولة البيضاء اتّشحت بالسواد في ليلة دامية قطعت شُريان الأمان، غابت عنها ضحكة "مكة" التي كانت تزرع الأمل بقلوب التعساء، وترسم البسمة على وجوه البؤساء، لتزرع في القلوب ألمًا لا يُحتمل.
العيون ذرفت دموعًا، والقلوب وجِلت خوفًا وغضبًا على براءة طفلة فقدت ساقيها التي طالما ركضت بخطواتها الصغيرة عليهما كأنها تطارد الفراشات، وبُترت يداها التي كانت تفتحها تحت قطرات المطر في يومٍ شاتٍ، منتشية ضاحكةً بوجه أسيل ملائكيَّ صافٍ كصفاء الليل، وصوت يستغيث: "خذوا لُعبتي ولا تأخذوا حياتي".
جريمة بشعة هزت ضواحي قرية وردان التابعة لمركز منشأة القناطر بالجيزة، انقلبت فيها السكينة إلى فاجعة كسرت سكون الليل، بعد العثور على جثة طفلة بريئة مذبوحة داخل شقة بمنطقة المعهد الديني في ظروف غامضة، وذلك بعد تغيبها عن منزلها بأتريس منذ عصر الجمعة.
مأساة في وردان.. جثة طفلة مذبوحة واتهامات بتورط عصابة تجارة الأعضاء
وتبين أن الطفلة تُدعى “مكة وليد فرحات” 5 أعوام عثر عليها “مذبوحة” من الرقبة باستخدام آلة حادة ومفرّغة من الأعضاء، وأن المتهمة كانت تقيم بالإيجار في شقة بجوار منزل الطفلة بقرية أتريس وتم إخراجها بعد بيع العقار، واستغلت المتهمة عملية نقل أثاثها لاستدراج الصغيرة وقتلتها بدم بارد في شقتها الجديدة بقرية وردان، حسب ما رواه شهود عيان.
الواقعة ليست مجرد حادثة جنائية، بل صرخة تطالب بالعدالة واستعادة الطفولة المسلوبة في زمن قست فيه القلوب وغابت فيه الرحمة.
تحدّثت "الوفد" مع حمادة فرحات، عم طفلة وردان المذبوحة "مكة وليد فرحات"، والذي كشف عن تفاصيل تُفطر القلوب حول الواقعة المروعة، حيث وصف المشهد قائلًا: "عندما عثرنا على جثة ابنة أخي كانت مقطعة الأوصال بشكل لا يُوصف؛ الأطراف مبتورة، والساقان والأعضاء مفقودة، والرأس مفصول عن الجسد بالكامل، مشهد قاسٍ للغاية لا يُمكن لعقل بشري تصوره أو استيعابه، لم نُصدق ما رأيناه حتى اللحظة".
وأشار عم الضحية إلى أن المتهمة تدعى “أم هاشم نصر” كانت جارة الضحية، ومكة صديقة ابنتها، ولكن المتهمة استخدمت تلك الصداقة لاستدراج الطفلة، فاستغلت وجودها في منزلهم للعب مع ابنتها، ثم قامت بنقل الطفلة بواسطة "تروسيكل" من قريتها بأتريس إلى شقة استأجرتها حديثًا في وردان، وذلك أثناء نقل "عفش البيت".
عم طفلة وردان المذبوحة: شقيق المتهمة قادنا للجثة المشوهة في مشهد صادم
وبحسب العم، بدأت ملابسات الجريمة مع اختفاء مكة منذ عصر الجمعة، حيث بحث الجميع عنها، حتى والدة المتهمة وأبنائها، لكن الشكوك بدأت تحوم حول شقيق المتهمة البالغ من العمر 11 عامًا، والذي اعترف بمكان الجريمة وأرشدهم إلى الشقة التي وقع فيها الحادث المأساوي بقرية وردان.
جثة بلا أطراف وراس مفصول.. تفاصيل مروعة عن العثور على طفلة وردان المذبوحة
واستطرد عم الضحية قائلًا: كانت الصدمة الكبرى عندما وجدنا جثة ابنة أخي مقطعة الأطراف، فقدت يديها وساقيها، وكانت مفرغة من الأعضاء، أما الرأس فكان مفصولًا عن الجسد، موضوعًا في غرفة وسط ملابس المتهمة، هذا الموقف دفعنا بسرعة للأبلاغ، وبمساعدة الشرطة، تم اكتشاف مكان الرأس الذي كان مخفيًا، والتي ألقت القبض على المتهمة معترفة بوجود شخصين آخرين شاركاها جريمتها الوحشية".
أضاف “حمادة فرحات” لـ"الوفد": "لم توجد بيننا وبين المتهمة أي خصومة، بل على العكس، كان أخي والد مكة يعاملها بكل احترام ورعاية، ويشفق على حالها خاصة أنها كانت تعول أربعة أطفال وزوجها هارب من أحكام. لم نتوقع أبدًا أن ترد المعروف بتدبير جريمة قتل لابنته".
"حق مكة لازم يرجع".. بهذه الكلمات اختتم عم الطفلة “مكة” حديثه قائلًا: "نطالب بالقصاص العادل لمكة.. طفلة 5 سنوات في بداية حياتها، قُتلت بأبشع الطرق، ما ذنبها لتلقى هذا المصير؟ كيف لأب وأم واسرة كاملة اكتوت بفقدها أن يحتملوا نار فراقها طوال العمر؟ واثقون أن العدالة ستأخذ مجراها، وسترد لنا حق ابنتنا المقتولة. سنظل نطالب بالقصاص حتى تتحقق العدالة، لا مكان للرحمة في جريمة كهذه، والمُجرمة يجب أن تُحاسب بأشد العقوبات، تمامًا كما استباحت دماء ابنتنا".
0 تعليق