- بوغدانوف يصف محادثات الـ 3 ساعات بأنها «بناءة وإيجابية»
- موسكو تؤكد على الحوار الدائم ودعمها الثابت لسيادة سورية
أكدت الإدارة السورية الجديدة، أن إعادة بناء العلاقات مع موسكو يجب أن تتضمن معالجة «أخطاء الماضي»، بينما شدد الكرملين على ضرورة «الحوار» مع دمشق التي ركزت على وجوب تحقيق «العدالة الانتقالية».
ولم تذكر دمشق ما اذا كانت طالبت موسكو بتسليم الأسد، بينما قال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف، للصحافيين، «سأترك ذلك من دون تعليق».
وكانت وكالة «رويترز» نقلت عن مصدر سوري «مطلع»، أن قائد الإدارة الجديدة أحمد الشرع، «طلب من موسكو تسليم بشار الأسد ودفع تعويضات» عن المرحلة السابقة.
ووصل وفد روسي يتقدمه نائب وزير الخارجية ميخائيل بوغدانوف والمبعوث الخاص للرئيس إلى سورية ألكسندر لافرينتيف، إلى دمشق، الثلاثاء، في أول زيارة من نوعها منذ الإطاحة بالأسد الذي فرّ إلى موسكو، في ديسمبر الماضي.
واعتبرت الإدارة الجديدة في بيان، أمس، «أن استعادة العلاقات يجب أن تعالج أخطاء الماضي وتحترم إرادة الشعب السوري وتخدم مصالحه».
كما هدفت المباحثات إلى «ضمان المساءلة وتحقيق العدالة لضحايا الحرب الوحشية التي شنها نظام الأسد»، بحسب البيان.
بدوره، شدد بيسكوف على أن «هذه زيارة مهمة، والتواصل مهم»، مؤكداً ضرورة «إقامة والإبقاء على حوار دائم مع السلطات السورية، وهذا ما سنواصل القيام به».
وأكدت الخارجية الروسية في بيان أن «الجانب الروسي أكد دعمه الثابت لوحدة وسلامة أراضي وسيادة سورية».
ورأت أن الزيارة أتت في «لحظة حاسمة» بالنسبة للعلاقات بين البلدين.
ووصف بوغدانوف المحادثات بأنها «بناءة وإيجابية»، موضحاً أنها امتدت لثلاث ساعات وشملت عشاء رسمياً بحضور الشرع ووزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير الصحة ماهر الشرع إلى جانب أعضاء الوفد الروسي.
ولفت إلى أن «العلاقات الثنائية ستظل ركيزة أساسية في الإستراتيجية الروسية للشرق الأوسط»، مؤكداً أن موسكو «جاهزة دوماً للمساعدة وتقديم العون في استقرار الأوضاع والوصول إلى حلول مناسبة لمختلف المشاكل الاقتصادية والاجتماعية».
وأضاف «لقد استمع الجانب السوري بتفهم واهتمام إلى وجهة نظرنا»، معتبراً أن التغييرات في دمشق لن تؤثر «على الصداقة والتعاون وفق أسس المنافع المتبادلة».
كما أكد بوغدانوف أن المباحثات تطرقت للعلاقات التجارية والاقتصادية، وضرورة «مواصلة العمل» على مشاريع للبنى التحتية مع السلطة الجديدة.
وتسعى موسكو لضمان مستقبل قاعدتها البحرية في طرطوس والجوية في حميميم، وهما الموقعان العسكريان الوحيدان لها خارج نطاق الاتحاد السوفياتي السابق، في ظل السلطات الجديدة.
وأشار بوغدانوف، الى أنه «حسب فهمنا، فإنه إلى الآن لم يطرأ تغيير على وضع المنشآت الروسية في طرطوس وحميميم وقد جرى الاتفاق على مواصلة الحوار المعمق بشأن مختلف جوانب التعاون بين بلدينا».
وصباح أمس، شاهد مراسل لـ «فرانس برس» في بلدة حميميم الساحلية، عناصر أمن من السلطات الجديدة منتشرة عند نقاط تفتيش عند مدخل القاعدة. ويرفرف العلم الروسي فوق خزان للمياه داخل القاعدة، لكن لم يكن بالامكان مشاهدة جنود، مع تواصل حركة إقلاع طائرات منها.
الوضع المالي
في سياق آخر، ناقش وزير المالية السوري محمد أبازيد، أمس، الوضع المالي لبلاده واحتمالات تخفيف العقوبات المفروضة عليها، في أول اجتماع له مع مسؤولين في الاتحاد الأوروبي منذ إطاحة نظام الأسد.
والتقى أبازيد، المبعوث الألماني الموقت إلى سورية بيورن جيرمان وممثل الاتحاد الأوروبي مايكل أونماخت في دمشق، بعد أيام قليلة من موافقة الاتحاد على خريطة طريق لتخفيف العقوبات.
وصرح الوفد الألماني لـ «رويترز» بأنه تم التطرق إلى الوضع المالي وتنظيم القطاع المالي وأولويات تخفيف العقوبات، و«ما سمعناه حتى الآن كان مشجعاً».
انسحاب إسرائيل
في سياق آخر، طالبت سورية، القوات الإسرائيلية بالانسحاب من الأراضي التي توغّلت إليها في جنوب البلاد، خلال استقبالها وكيل الأمين العام للأمم المتحدة لعمليات السلام جان بيار لاكروا.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس الثلاثاء إن قواته ستظلّ «متمركزة» في قمة جبل الشيخ وفي المنطقة العازلة «لفترة غير محددة».
0 تعليق