يُسلط الدكتور علي جمعة عضو هيئة كبار العلماء ومفتي الجمهورية السابق الضوء على قضية محورية في الإسلام، وهي حفظ النفس البشرية وحرمة الدماء.
إذ يُعد ذلك من أبرز صفات عباد الرحمن الذين يتصفون بالتوحيد الخالص لله في الاعتقاد والقصد.
ويستند جمعة في شرحه عبر صفحته الرسمية على الفيسبوك إلى عدة آيات قرآنية، أبرزها قوله تعالى: "ولا يقتلون النفس التي حرم الله إلا بالحق"، مشددًا على أن قتل النفس بغير حق هو من أشد الكبائر بعد الشرك بالله.
القتل.. أولى الكبائر على الأرض
يشير جمعة إلى أن أول جريمة قتل على وجه الأرض ارتكبها ابن آدم، حيث سجل القرآن هذا الحدث في سياق يُبرز خطورة الاعتداء على النفس.
ويتابع تفسير الآية: "من قتل نفسًا بغير نفس أو فساد في الأرض فكأنما قتل الناس جميعًا"، موضحًا أن الإسلام يجعل قتل النفس كأنما هو إزهاق لروح البشرية جمعاء.
استثناءات القتل.. الحق والقصاص
يتناول الدكتور جمعة الاستثناء الوارد في النص القرآني: "إلا بالحق"، مُوضحًا أن القتل يكون مشروعًا في سياقات محددة، مثل القصاص العادل الذي سماه الله حياة وليس قتلًا، كما في قوله تعالى: "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب".
يشمل ذلك قتل المعتدي المفسد في الأرض، مثل قاطع الطريق أو من يسعى في إفساد المجتمعات.
حماية النفس البشرية.. قيمة إنسانية راسخة
يرى جمعة أن الشريعة الإسلامية تقوم على عصمة الدماء وحماية النفس البشرية، بغض النظر عن الدين أو الجنس أو اللون.
ويستشهد بقول الله تعالى: "ولقد كرمنا بني آدم"، مشددًا على أن تكريم الله للإنسان يشمل الجميع، ويمنع التعدي على حياته إلا في حالات الضرورة التي تقررها الشريعة.
رفض إلغاء عقوبة الإعدام
يرفض جمعة الدعوات التي تطالب بإلغاء عقوبة الإعدام، معتبرًا أن ذلك قد يؤدي إلى تفشي الجريمة بسبب غياب العقاب الرادع. ويوضح أن تطبيق الحدود الشرعية، بما فيها القصاص، يهدف إلى تحقيق العدالة وحماية المجتمع.
النظام القضائي وضمان العدالة
يؤكد فضيلة المفتي أن تطبيق أحكام القتل بالحق يجب أن يتم من خلال النظام القضائي في إطار الشرع الإسلامي، مع ضمان تحقيق العدالة ومنع الظلم. ويختتم بأن الشريعة الإسلامية قائمة على الحفاظ على النفس البشرية، ما يُبرز قيمتها في الإسلام.
0 تعليق