حيلة المنصور المُعطَّرة كشفت خيانة المرأة

24 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

حديث الأفق

  • الخليفة رأى رجلاً ملهوفاً ضائعاً يجول في الطرقات
  • الزوج المخدوع كسب مالاً... وامرأته زعمت سرقته
  • قال الرجل: لم أرَ علامة على اقتحام المنزل
  • مرّ العشيق من أحد أبواب المدينة فسقط في الفخ
  • لو رددتُّ إليك دنانيرك أتُحكّمُني في امرأتك؟

الخيانة ليست مجرد وجهة، وليس لها ما يبررها، مهما كانت الأسباب، فقد قيل قديماً "لا تخن الأمانة حتى لو كنت خوّاناً"... وهناك الكثير من الأقوال والأمثلة على عدم حفظ الأمانة، خصوصاً إذا كانت ممن يجب أن يؤتمن عليها.

في هذا الشأن، ثمة حكاية تُروى عن الخليفة العباسي "أبوجعفر المنصور"، وهي لا تدل على سلوك امرأة خائنة، إنما عن حال شهدنا في التاريخ ماذا فعلت الخيانات بدول كبيرة، وكيف أضعفتها، ودائماً العبرة في مثل هذا النوع من القَصص أنها تحفز على الحذر من الخائن.

في الأسطر التالية القصة التي تدل على بعض أساليب الخونة:

في يوم من الأيام، جلس الخليفة أبو جعفر المنصور في إحدى قباب بغداد، فرأى رجلاً ملهوفاً يجول في الطرقات على غير هُدى، فأرسل إليه طالباً الامتثال في حضرته.

وعندما وصل الرجل، سأله الخليفة عن حاله، ولماذا يسير بغير هدى في الطرقات، فقال الرجل: إنه خرج في تجارة فكسب منها مالاً، فدفعه إلى امرأته، واستأمنها عليه، ثم طلبه منها فيما بعد، فقالت إنه سُرق من البيت.

بحث الرجل فلم يرَ أثراً ولا علامة تدل على ذلك، فالجدران سليمة، وما عليها أثر اقتحام، والباب ليس عليه أي أثر للخلع.

فقال المنصور: "منذ كم تزوجتها"؟ أجاب: "منذ سنة"، فسأله: "بكراً أم ثيّباً"؟ قال: "ثيباً"، وسأله مرة ثالثة: "ألها ولد من غيرك"؟ قال: "لا".

فقال المنصور سائلاً: "شابة هي أم مُسنّة"؟ أجاب: بل شابة، (فوقع في نفس المنصور احتمال أن تكون متعلقة برجل من قبل).

فدعا الخليفة بقارورة عطر كان يُركَّب له خصيصاً، وهو حادّ الرائحة غريب النوع، لا يوجد له مثيل، فدفعها إلى الرجل، وقال له: تطيّب من هذا العطر فإنه يُذْهِبُ همَّك".

ولمّا خرج الرجل من عنده، أمر المنصور أربعة من ثقاته: "ليقعد كل واحد منهم على باب من أبواب المدينة، وأمرهم بأن من مرّ به أحد فشمّ منه هذا العطر فليأتني به".

وصل الرجل إلى بيته ودفع قارورة العطر إلى امرأته، وقال لها: ‏"هذه هبة لي من أمير المؤمنين"، فلما شمّته، أعجبها، فبعثت بعضه إلى رجل كانت تحبه، وهو الذي دفعت إليه مال زوجها، وقالت له: "تطيّب من هذا الطيب فإن أمير المؤمنين وهبه لزوجي".

ثم مرّ هذا العشيق مجتازاً أحد أبواب المدينة، فشمّ المُوكَّل بالباب رائحة العطر تفوح منه، فأخذه وأتى به إلى المنصور.

فقال له الخليفة: ‏"من أين حصلت على هذا العطر، فإن رائحته غريبة مُعجِبة"؟

قال: "اشتريته".

سأله: "من أين اشتريته"؟

فتلجلج الرجل، واختلط كلامه، فدعا المنصور والي شرطته، وقال له: ‏"خذ هذا الرجل إليك، فإن أحضر كذا وكذا من الدنانير فدعه يذهب حيث شاء، وإن امتنع فاضربه ألف سوط"، فخرج به صاحب الشرطة وجرّده ودعا بالسياط ليضربه، فأذعن الرجل وردّ الدنانير.

ثم دعا المنصور زوج المرأة وقال له: "لو رددتُّ إليك الدنانير التي سُرقت منك، أتُحكّمُني في امرأتك"؟ ‏

قال: "نعم".

قال المنصور: "هذه دنانيرك، وامرأتُك طالق منك"،‏ ثم أخبره بخبرها.‏

نكشات

  • سريع إنشاء المشاريع التنموية أهم من قضايا يعيش فيها الناس شتاتاً ووجساً، ومنها: من هذا ومن أبوه؟
  • جيدٌ أن تتحول الودائع المالية لدى الدول العربية وغيرها إلى الاستثمار بدل أن تكون ودائع بفوائد مجمّدة. عدد من الدول فيها مجالات مهمة للاستثمار، والمستفيد منها.
  • أمام الكوارث التي يصعب صدُّها، ما أجمل عبارة الله يريد لنا الخير! خيبة الأمل لا تتوقف معها الحياة، فالوقت لا يتوقف عندما تتعطل الساعة، الحياة تسير ولا ينقص البدر إلا حين يكتمل.
  • يقول بعض الحكماء: لا تسابق الحمير، فإذا فزت كنت الأول بينها، وإن خسرت كنت الحمار الخاسر، يعني ستظل حماراً ابن حمار.
  • هذه الفترة بعبوس، والله يستر، فالشعوب عندما تقنط كل شيء يتوقف. يقولون: لا تسأل راحلاً عن سبب رحيله، لأنه جهّز عذره مُسبقاً، قبل حزم حقائبه... فنحن يحركنا هوى النفس، وما تشتهي هي الدنيا.
  • خطر شيء عندما تحيط نفسك بمن يُفضل الشرّ على الخير، خصوصاً عندما تكون شخصاً لديك قصور في الفهم والإدراك، وهنا الطامة الكبرى!
  • يقولون: يصعب عليك قول الحق إذا كنت مستفيداً من الباطل, لكن الله ليس بظلّام للعبيد.
إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق