تستهلك المباني أكثر من 70% من الكهرباء المنتجة في المملكة. ومع زيادة نمو القطاعات الصناعية بأكثر من 50% في السنوات الأخيرة، فإن الحاجة إلى المنتجات والعمليات المستدامة أصبحت أكثر إلحاحًا من أي وقت مضى، وهذا ما يدفع الصناعات السعودية إلى البحث عن شركاء مثل كاوست لتوفير بيانات كمية تساعد على قياس تأثير المنتجات والعمليات المختلفة.
تهدف قاعدة البيانات إلى توجيه عدة قطاعات حيوية في البلاد، بما في ذلك قطاع البناء وقطاع النقل وغيرها، لاعتماد التقنية الخضراء. وهو مشروع مستمر يجمع بين العديد من الشركات عبر هذه الصناعات، معتمدًا على البيانات عالية الجودة لتطبيق تقييمات دورة الحياة (LCA) في تخطيط المشاريع، وهي نهج علمي لقياس تأثير المنتجات أو الخدمات أو العمليات التصنيعية على التغير المناخي، ونضوب الأوزون، وحتى الصحة البشرية والتسمم البيئي.
وتُعد قاعدة البيانات الوطنية السعودية لدورة الحياة إحدى الأدوات العلمية والتقنيات والابتكارات العديدة التي سُلِّط الضوء عليها في ورشة عمل ”تخضير المشاريع العملاقة: النهوض بالاستدامة في قطاع الإنشاءات السعودي “، وهي ورشة عمل جمعت أكثر من 500 شخص يمثلون الهيئات الحكومية والمشاريع العملاقة والصناعة والأوساط الأكاديمية.
واستعرضت ورشة العمل طرق اعتماد تحليل الكربون الخفيف، وهو أحد متطلبات العمل داخل المملكة، حيث تمضي المملكة العربية السعودية قدماً نحو تحقيق هدفها المتمثل في أن تصل إلى الحياد الكربوني بحلول عام 2060.
وشارك البروفيسور إدوارد بيرن، رئيس كاوست، في هذه الورشة بكلمة أكد فيها " لكي تكون المملكة العربية السعودية رائدة في التنمية الحضرية المستدامة، يجب أن تقود في مجال العلوم والتقنية التي توفر بيانات كمية حول التأثيرات البيئية للمواد الخام على مدار دورة حياتها. كاوست تتولى زمام المبادرة في هذه الجهود، وتعمل بشكل وثيق مع جميع الجهات المعنية لتوجيه طموحاتنا البحثية بما يتماشى مع أهداف قيادة المملكة في هذا المجال".
كما كانت الورشة فرصة لمختبر العمران في كاوست لإصدار تقرير شامل جديد حول تقييم دورة الحياة، بعنوان: "بناء إطار وطني لتقييم دورة الحياة: مسارات التنمية المستدامة في المملكة العربية السعودية"، حيث يقدم هذا التقرير إطارًا لفهم وتكامل تقييمات دورة الحياة في التنمية المستدامة، ويستعرض التحديات في جمع البيانات، بالإضافة إلى آليات بناء قواعد بيانات مثل قاعدة البيانات الوطنية السعودية لدورة الحياة.
الاستدامة في رؤية 2030 والمشاريع العملاقة
خلال العقد الماضي، سنت المملكة العربية السعودية إرشادات وسياسات جديدة لتحقيق أهداف رؤية السعودية 2030 في الاستدامة، بما في ذلك:
- تقليل انبعاثات الغازات الدفيئة
- تحقيق الحياد الكربوني
- تحسين استهلاك الطاقة والمياه
ولكن، لتحقيق هذه الأهداف، تحتاج المؤسسات إلى بيانات موثوقة، وكوادر مؤهلة، وبرامج أكاديمية تعمل على تدريب الجيل القادم من المتخصصين في هذا المجال. يقول سامي الغامدي " قاعدة البيانات الوطنية السعودية لدورة الحياة مصمم لمساعدة المطورين والمعماريين في تقليل انبعاثات المباني واعتماد استراتيجيات منخفضة الكربون من خلال اتخاذ قرارات مبنية على البيانات".
السعودية نموذج عالمي للاستدامة
من خلال ريادتها في ممارسات تقييم دورة الحياة، تسعى المملكة العربية السعودية إلى أن تصبح نموذجًا عالميًا في مجال الاستدامة، وفي الوقت ذاته تهدف إلى جذب المزيد من الاستثمارات الأجنبية، مما سينعكس إيجابًا على زيادة أعداد الكوادر المؤهلة وتعزيز الابتكار داخل البلاد.
0 تعليق