رصد الطيور المهاجرة بـ... «الذكاء الاصطناعي»

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

سارة الدوسري لـ «الراي»:
- 415 نوعاً للطيور تزور الكويت 46 منها تُقيم وتتكاثر و293 عابرة
- هجرتان للطيور سنوياً... ربيعية من مارس إلى أبريل وخريفية من سبتمبر إلى نوفمبر
- أندر الطيور المهاجرة العقاب الأسود وحسون الصحراء والمقيمة القوبعة وأم سالم
- الفلامينجو زائر شتوي ومالك الحزين يأتي في يوليو ويُغادر في فبراير
- 3 أنواع من النوارس تتكاثر على جزيرة كبر وتقضي الشتاء في الكويت
- البوم يقضي على القوارض والنسور تنظف البيئة من بقايا الحيوانات النافقة
- 3 طرق رئيسية لهجرة الطيور من وسط آسيا وشرق أوروبا والقطب الشمالي
- بعض الطيور تقوم بتلقيح الأزهار وأخرى تُساعد على نمو العوسج والرمث

في تجربة فريدة من نوعها، ضمن بحث رسالة الدكتوراه في جامعة السوربون بباريس، قامت الباحثة الكويتية الدكتورة سارة الدوسري بتثبيت أجهزة تسجيل في محمية الجهراء، وفي محطة الأبحاث والابتكار في منطقة الصليبية، للتعرّف على أنواع الطيور المهاجرة في الكويت وأعدادها ومواسم تكاثرها، فيما كشفت عن التعرّف على أنواع الطيور المهاجرة باستخدام تقنية الذكاء الاصطناعي.

وقالت الدوسري، في حوار مع «الراي»، إنه تم وضع أجهزة تسجيل لأصوات الطيور في محمية الجهراء وفي محطة الأبحاث، ثم أخذ الملفات الصوتية، ومن ثم تحليلها في برامج معينة نستطيع من خلالها التعرّف على بصمة الصوت لكل طائر، بعد تمرير هذه الأصوات على وسائل الذكاء الاصطناعي. ووصفت الدراسة بأنها كانت ناجحة في التعرّف على التنوع الحيوي للطيور وأعدادها، وموعد وصولها إلى الكويت وموعد هجرتها. وفي ما يلي نص الحوار:

منذ 40 دقيقة

منذ 41 دقيقة

الكويت والطيور

• بداية متى يبدأ موسم هجرة الطيور وقدومها إلى الكويت ؟

- هناك هجرتان للطيور في العالم، الهجرة الربيعية والهجرة الخريفية، حيث يكون اتجاه الربيعية من الجنوب إلى الشمال، وتكون فترة تكاثرها في هذه الفترة في المناطق الشمالية من الكرة الأرضية، فيما تكون الهجرة الخريفية من الشمال إلى الجنوب، لقضاء فصل الشتاء في أماكن أكثر دفئاً هرباً من موسم الثلج.

• ومتى تكون في الكويت؟

- في الهجرتين، حيث تأتي الطيور للكويت في الهجرة الربيعية من مارس إلى أبريل، وتكون الهجرة الخريفية من سبتمبر إلى نوفمبر.

• هل هناك طيور تُقيم في الكويت؟

- نعم الطيور المقيمة مثل طائر القوبعة وأم سالم (القبرة الهدهدية) والعصافير، وبعض أنواع البوم التي تتكاثر في الكويت. أما العابرة فمنها أنواع من العقبان مثل عقاب البادية، وملك العقبان، العقاب الذهبي، ومساح الريضان، والنسور مثل النسر المصري ونسر جريفون، والطيور الصحراوية والساحلية، مثل الغطاس وطائر الغاق والبجعة، وأنواع من البلشون، وأنواع من طائر مالك الحزين، واللقلق، والنحام (الفلامنجو)، وأنواع من النوارس، ورسول الغيث.

• ما الأماكن المفضلة في الكويت للطيور المهاجرة؟

- هناك محمية الجهراء، ومحطة الأبحاث التابعة لمعهد الأبحاث، ومحمية صباح الأحمد، والمناطق الحدودية مثل السالمي وأبرق الحباري والأماكن الساحلية مثل جزر وربة وبوبيان وفيلكا وكبر التي يتكاثر عليها 3 أنواع من طائر النورس، إضافة إلى منطقة الزور والمزارع في الوفرة والعبدلي، وفي بيئة المياه العذبة بمحمية الجهراء، تتواجد أنواع من البط والأوز، والمريعي، ودجاجة السلطان، والفري والدرج والكروان، وآكل السرطان (الحنكور).

• ماذا تفيد المناطق الصحراوية الطيور في هجرتها؟

- تُشكّل البيئة الصحراوية ملاذاً لعدد من الطيور المقيمة والمهاجرة، حيث توافر النباتات البرية مصدراً للغذاء، وأماكن للتعشيش والتكاثر، كما أن بعض المنخفضات في الأراضي الصحراوية تمتلئ بمياه الأمطار في مواسم الشتاء، وتوفر مصدراً للشرب والتبريد والغذاء للعديد من الأنواع.

أعداد

• كم عدد الطيور التي تهاجر سنوياً للكويت؟ وما أشهرها؟

- الطيور المسجلة في الكويت 415 طائراً، من 46 نوعاً من الطيور المقيمة، ما يعني أنها تتكاثر ويُمكن العثور عليها على مدار العام في الكويت. أما بالنسبة للطيور المهاجرة، فهناك 293 نوعاً مهاجراً عابراً، و234 نوعاً زائراً شتوياً، و85 نوعاً زائراً صيفياً، وقد تكون بعض الأنواع في أكثر من فئة، وهناك بعض الطيور المهاجرة التي تأتي إلى الكويت للتكاثر، وقد يصل عدد هذه الطيور إلى 50 نوعاً.

• ما الطيور الصحراوية؟

- هناك أنواع معينة من الطيور الصحراوية، منها طيور القطا، وحمام ياكريم، وحمام مطوق، والقمري، والفاختة، والبوم، والسبد (مسهي الرعيان)، والرقيعي، وآكل النحل، والهدهد، والبصوة والصعوة، وبلبل القصب، وبنت الصباغ، والحميراء (الحمروش)، والقليعي المطوق (البريقش)، والأبلق الرملي (ام دقي)، والأبلق الأبقع (الفقاقة)، وسمنة الصخور، وأنواع من الهازجات، وأنواع من الصرود (الحمامي، القحافي، الرماني)، وتتكاثر فيها أنواع من طيور القبرة مثل القبرة الهدهدية (ام سالم)، والقبرة المتوجة (القوبعة)، وأنواع من البوم مثل البومة الصغيرة، والبومة النسارية. وتتواجد فيها أنواع من العقبان والنسور، ومن أندر الطيور هو العقاب الأسود، وحسون الصحراء، والبومة طويلة الأذن.

• من أين تأتي الطيور للكويت؟

- هناك 3 طرق رئيسية لهجرة الطيور، من وسط آسيا وشرق أوروبا والقطب الشمالي، حيث تطوف هذه الطيور في جميع أنحاء الجزيرة العربية وبعضها يتوقف، لكن هناك أنواع تستمر في الهجرة وتصل إلى الهند وباكستان وشبه القارة الهندية، وأنواع أخرى تعبر الجزيرة العربية وصولاً إلى القارة الأفريقية.

دراسات وأبحاث

• ما دوركم في معهد الأبحاث خلال موسم هجرة الطيور؟ هل تقومون بعمل أبحاث أو دراسات؟

- نعم لدينا في محطة الأبحاث في الصليبية وأماكن أخرى في الكويت، نقوم بعمل مسح للطيور ونوثقها في دراسات مستمرة، وهناك دراسات مستقبلية سنبدأ بها قريباً، منها دراسة تأثير بعض العوامل على مجتمعات الطيور، وكيف نقوم برصدها بالطرق التكنولوجية وتمنحنا معلومات أكثر دقة عن الطيور وسلوكها ونشاطاتها داخل الكويت، ونقدر نصنفها بحسب الوظائف البيئية التي تقوم بها في النظام البيئي.

• ماذا تقصدين بنشاطات الطيور؟

- معرفة ما إذا كانت تتكاثر في الكويت، أو أنها تقوم بالمرور فقط، إضافة إلى معرفة أعدادها ورصد الوظائف البيئية التي تقوم بها، حيث هناك أنواع من الطيور مهمتها تلقيح الأزهار، وبعضها يقوم بنقل البذور من خلال عملية الأكل ومرور البذور بالجهاز الهضمي للطيور وانتقالها إلى أماكن أخرى تساعد على نمو كثير من النباتات مثل نبات العوسج والعرفج والرمث.

• وهل هناك وظائف أخرى للطيور المهاجرة؟

- بعضها يقوم بالقضاء على الحشرات الضارة، مثل البوم التي تقضي على القوارض، والنسور التي تنظف البيئة من بقايا الحيوانات النافقة وتمنع انتشار الأمراض.

• كيف يتم التعرّف على أنواع الطيور؟

- بالمراقبة أو عن طريق شكل الطير، أو من خلال استخدام الدليل الحقلي، وهناك طرق تكنولوجية حديثة (الصوتيات البيئية) حيث نضع أجهزة تسجيل لأصوات الطيور، ثم نأخذ الملفات الصوتية ونحللها في برامج معينة نستطيع من خلالها التعرف على بصمة الصوت لكل طائر بعد تمرير هذه الأصوات على وسائل الذكاء الاصطناعي.

• هل قمتم بتطبيق هذه التقنية في أماكن تجمعات الطيور؟

- نعم، قمنا بتثبيت أجهزة تسجيل في محمية الجهراء وفي محطة الأبحاث في الصليبية، وكانت تجربة ناجحة في التعرف على التنوع الحيوي للطيور وأعدادها، والتعرف على أنواع محددة من الطيور وموعد وصولها ومغادرتها، وموسم تكاثرها.

بيئة صحية

قالت سارة الدوسري إنه كلما كان لدينا تنوع أكثر في الطيور كانت البيئة صحية أكثر، حيث تقوم الطيور بوظائف محددة في النظام البيئي، مؤكدة أن أعداد الطيور مهمة في هذا الجانب، للتعرف على مدى كفايتها للقيام بهذه الوظيفة من عدمه.

أجهزة التسجيل

أوضحت الدوسري أن أجهزة تسجيل الصوت للطيور سهلة الاستخدام، ويمكن للهواة استخدامها، لكن يجب معرفة ترجمة المعلومات واستخلاص البيانات الموجودة في الملف الصوتي للطائر، مؤكدة أن تقنية الذكاء الاصطناعي أعطتنا الأصوات المختلفة للطيور ووضعت الأصوات المتشابهة في مجاميع.

حماية الطيور

كشفت الدوسري عن تعاون دائم مع مؤسسة الكويت للتقدم العلمي والهيئة العامة للبيئة، سواء في التمويل أو في التنسيق لدخول المحميات وعمل الأبحاث، مؤكدة مخاطبة الجهات المعنية للحفاظ على الطيور من الانقراض، وحمايتها من عمليات الصيد الجائر، مناشدة جميع هواة الطيور وقف عمليات الصيد الجائر للطيور العابرة التي أصبحت مهددة بالانقراض.

زيارة طويلة

أوضحت الدكتورة سارة أن هناك طيوراً تطول فترة إقامتها في الكويت، مثل طائر الحنكور (آكل السرطان) حيث يقيم في الكويت طوال فترة التكاثر، ثم يغادر إلى ساحل عُمان، ويتكاثر طائر مالك الحزين الرمادي والأبيض وطائر أبوملعقة في جزيرة بوبيان، وتمتد فترة إقامة هذه الطيور لحين تكبر الأفراخ وتكون قادرة على الطيران، فيما هناك طيور إقامتها قصيرة جداً كطائر (اللوهة) الذي يُغادر للسعودية للتكاثر.

أماكن التجمع

فسرت الدوسري اختلاف أماكن تجمع هجرة الطيور، بأن الطيور تهاجر عبر مجاميع، وهناك ما يُعرف بالولاء للمكان وهناك أماكن معيّنة تقيم فيها الطيور سنوياً، سواء في بوبيان أو جون الكويت أو في المحميات سواء في الكويت أو في الجزيرة العربية.

تأثير التوسع العمراني

قالت الدوسري إن هناك أنواعاً من الطيور قلت أعدادها، منها الرقيعي والسلاحي، وذلك بسبب تدمير أماكن التجمع، سواء في الصيد الجائر أو في عمليات التوسع العمراني التي تضطر الطيور خلالها إلى اختيار أماكن بديلة، وهذا ما نقوم عليه حالياً من أبحاث في المعهد لمعرفة كيفية جعل المدن الجديدة صديقة للطيور المهاجرة.

طيور منقرضة

ذكرت الدوسري أن هناك طيوراً شبه انقرضت في الكويت، ومنها الحبارى حيث تفضل النباتات الصحراوية كالعرفج والعوسج والرمث، مؤكدة أن هناك طيوراً أخرى كالكروان تعتمد بشكل مباشر على النباتات الصحراوية، حيث تبني أعشاشها تحت هذه الشجيرات لتحميها من النسور والعقبان.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق