غزة..العودة لحدود 7أكتوبر

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

الخميس 30/يناير/2025 - 09:16 م 1/30/2025 9:16:19 PM

مصر قالتها عالية "لا للتهجير"، وعاد سكان "غزة" لبيوتهم في كل أرجاء القطاع، عادوا ولو بعد حين.. كنت أتمني أحمل معهم ماتبقي من أمتعتهم وأشيائهم في رحلة العودة سيرا علي الأقدام، أسراب الطيور المهاجرة من حنوب القطاع إلي الشمال مشهد انتظرناه طويلا علي مدار 15 عشر شهرا من الانتقال والتنقل بين الخيام والعيش في العراء، تحملوا ويلات الحرب والدمار والشتات، هم ليسوا بطيور هاجروا إلي الجنوب وفقا لقانون الطبيعة، إنهم بشر لهم حق الحياة علي أرض وطنهم أجبرهم العدو الغاشم المحتل الإسرائيلي علي المغادره،وكان الهدف من وراء هذه الهجرة مغادرة القطاع بلا رجعه، وقدمت الإدارة الأمريكية السابقة برئاسة "بايدن" مقترحات لوطن بديل وتحديدا "سيناء" المصرية.. مقترح وقف الجميع ضد ه، لاسيما أن العين  والقصد ونية العدو كانت علي مصر، فجاء الرد علي هذه المزاعم قولا فصل أن "سيناء خط أحمر"، وفي تعبير أخر للكاتب الصحفي "إبراهيم عيسي" "سيناء دم أحمر". 
حين أدركت إسرائيل ومن خلفها هذه الحقيقة الدامغة التي لاتقبل النقاش أن "سيناء خط أحمر..دم أحمر"، تعالت أصوات من يعيشون في تل أبيب وضواحيها المغتصبة بأن حياتهم  باتت في خطر ولم ينالوا خيرا من حربهم الظالمة علي "غزة"، طالبوا بعودة أسراهم وحتمية وقف الحرب التي خسرتها إسرائيل، وعلي الصعيد العربي كان الموقف الحاسم  لم تتوقف الوساطة العربية بقيادة مصر مطالبة المجتمع الدولي عامة، والقيادة الأمريكية الجديدة خاصة بضرورة وقف إطلاق النار واعلان هدنة تحفظ حقوق سكان "غزة".
في اليوم التالي للحرب أو بالأحري سريان الهدنه المبرمه مؤخرا برعاية مصرية قطرية، تابعنا جميعا في كافة وسائل الإعلام ومواقع السوشيال ميديا، رحلة العودة لشمال القطاع.. العودة إلي حدود ماقبل 7أكتوبر 2023، حيث محافظات القطاع المختلفة، هنا علي العالم أن يقر ويعترف بالدور المصري وموقف الشعب والجيش والقيادة المصرية التي توحدت إرادتها وسجلت للتاريخ موقف مصر الداعم والمؤيد للقضية الفلسطينية بإطلاق مبدأ "لا للتهجير، لا لخروج السكان من غزة، لا للمساس بسيناء"، هذه اللاءات الثلاث منذ بداية الحرب علي "غزة" كانت خارطة الطريق ولولا هذه "اللاءات" لضاعت القضية الفسطينية، وعلي التاريخ أن يعقد المقارانات بين قرار التهجير في 1967، وقرار التهجير في 2023، والتداعيات في كلا الحالتين.
معظم المصريين في حالة تواصل مع سكان "غزة" المهجرين علي مدار 15 شهرا الماضية، نسأل عن أحوالهم نطمئنهم أن بعد العتمه نور وبعد الليل يجي النهار.. تواصلت هاتفيا مع "أم طارق" وهي تودع خيمتها في "رفح"، حملت معها ماتيسر من أمتعه، خرجت فجر الثلاثاء الماضي فكيف كان طريق العودة؟... وصلت "أم طارق" برفقة عائلتها سيرا علي الأقدام من الصباح حتي المساء وصلت منزلها في "محافظة غزة" شمالا، وجدت أهل الخير من جيرانها في حراسته لعام مضي، بالقرب من مدخل بيتها تفاجأت بـ"جمجمة" رأس أنسان  يبدو أنه استشهد من زمن ولم يجد من يواري جسده التراب،  بالطبع لم تعرف قصته غير أنه فلسطيني رفض أن يخرج من وطنه وقرر الاستشهاد، فالبيوت من حولها أصابها الدمار حيث آثار الحرب طبعت بصماتها علي المكان، تذكرت "أم طارق" تصريحات "نتنياهو" للغزاوية: "إن لم تخرجوا طوعا من غزة فلن نتركها صالحة لحياة البشر".. لقد دمرت اسرائيل البنية التحتيتة، لا مياه ولا شبكة صرف واثار الدمار مخيفة ومرعبة إنها أماكن موحشه فشلت السينما العالمية أن تصمم ديكورا لأماكن الرعب كما هو الوضع في "غزة".. هكذا قالت "أم طارق" وان أخبرتني عن بعض المشاهد الإنسانية أثناء عودة زويهم  من كبار السن والمرضي العائدون بوسائل نقل سيارات أو حافلات، كانت نقاط التفتيش وفقا لبنود الهدنة برعاية مصرية قطرية، كان في استقبالهم الوفد المصري حيث قدموا لهم الحلوي والمشروبات وكلمات الدعم، "ام طارق" في معرض حديثها قالت: "ماذا نفعل لو غاب الدور المصري عن مساندتنا.. كيف كان مستقبلنا"، إنها الحرب الأعنف والأشرس التي عرفتها فلسطين علي مدار 76 عاما مضت واندلاع القضية الفسطينية.
الركام والهدم والمشهد الموحش وآثار الحرب جعل من قطاع "غزة" غير صالح للحياة.. العائدون بلا مياه شرب أو طعام أو صرف صحي..تقطعت بهم سبل الحياة، ولكنهم باقون علي أرضهم، القرار العربي يجب أن يكون موحدا لاسيما أن الإدارة الأمريكية من الحظب الجمهوري تختلف كثيرا في إدراتها وعلاقتها بالخارج الأمريكي عن الإدارة الأمريكية من حزب الجمهوريين.. من هذا المنطلق يجب علي الجامعة العربية وعلي العرب كافة أن يتكاتفوا جميعا وأن توحد كلمتهم من خلال برنامج وخطة قابل للتنفيذ في إعادة إعمار "غزة".. ليس هناك مستحيل لقد قهر سكان "غزة" العدو الصهيوني في أبشع حرب تعرضت لها فلسطين رافعين شعار "باقون علي أرض وطنا فلسطين".. عاشت فلسطين عاش الشعب الفلسطيني علي أرض وطنه الغالي.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق