في مشهد غلبت عليه دموع الفرح وصيحات التكبير، عانق 110 أسرى فلسطينيين الحرية، أمس الخميس، بعد سنوات طويلة من الأسر، ضمن الدفعة الثالثة من صفقة التبادل بين الاحتلال الإسرائيلي وحركة حماس.
لكن فرحة الفلسطينيين بهذا الإنجاز لم تكتمل دون محاولات الاحتلال تنغيص الاحتفالات، عبر تأخير الإفراج عن الأسرى والاعتداء على بعض عائلاتهم ومنع الاحتفالات في بعض المناطق.
ورغم ذلك، احتشد آلاف الفلسطينيين في مجمع رام الله لاستقبال الأسرى المحررين، حيث علت الهتافات والزغاريد، وامتلأت الشوارع بالمشاهد المؤثرة للحظات لقاء الأسرى بعائلاتهم بعد سنوات من الفراق والمعاناة.
أخبار تهمك
لحظات مؤثرة ودموع الفرح
عاش الفلسطينيون لحظات مؤثرة امتزجت فيها الفرحة بالدموع، إذ التقى الأسير سامح الشوبكي، الذي أمضى 22 عامًا في الأسر، بزوجته وسط مشاعر غامرة، واصفًا يوم الإفراج عنه بأنه “ولادة جديدة”.
كما عبر الأسير المحرر طارق الدويك، الذي أمضى 10 سنوات من حكمه البالغ 17 عامًا، عن سعادته بالحرية، لكنه لم يخفِ حزنه على الأسرى الذين لا يزالون في السجون.
أما زكريا الزبيدي، أحد أبطال “نفق الحرية”، فقد رأى في الاستقبال الشعبي الكبير استفتاءً على دعم الأسرى والمقاومة، مؤكدًا أن “التنين صاحب الأرض والصياد هو الغازي الذي يجب أن يرحل”.
محاولات الاحتلال لقتل الفرحة
ورغم الفرحة العارمة، لم يتوقف الاحتلال عن محاولاته للتشويش على الاحتفالات، إذ اقتحمت قواته منزل الأسير المقدسي رشيد الرشق، الذي كان محكومًا بـ13 عامًا لمحاولته اغتيال الوزير الإسرائيلي إيتمار بن غفير، ومنعت عائلته من الاحتفال بوصوله أو تصوير لحظة الإفراج عنه.
كما كشفت وسائل إعلام فلسطينية عن صور للأسير المحرر محمد الصباح، الذي أصيب بمرض الجرب نتيجة الإهمال الطبي في سجون الاحتلال، ما يعكس حجم المعاناة التي يعيشها الأسرى الفلسطينيون خلف القضبان.
الأسرى المحررون: الوحدة طريق النصر
في تصريحاتهم، شدد الأسرى المحررون على أن الوحدة الوطنية هي السبيل الوحيد لتحقيق النصر، إذ قال قتيبة مسلم: “بفضل صمود غزة وشهدائها، نحن نتحرر اليوم”، فيما أكد علي فرج الله أن “الشعب الفلسطيني لا يزال على العهد، ولن ينكسر رغم محاولات الاحتلال”.
أما الأسير المحرر أبو عاطف نوفل، فقد وصف غزة بأنها “أسطورة في الصمود”، مشددًا على أن “الشعب الفلسطيني رسم طريقه نحو الدولة والاستقلال بالنضال والعزيمة”.
صفقة تبادل مستمرة وأمل متجدد
ولا تزال صفقة التبادل في مراحلها الأولى، ومن المتوقع أن تشهد الأيام المقبلة الإفراج عن المزيد من الأسرى الفلسطينيين، ما يعزز الأمل لدى عائلات الأسرى الذين ينتظرون عودة أحبائهم.
ورغم القيد والاحتلال، يبقى الأسرى الفلسطينيون رمزًا للصمود، وتبقى حريتهم عنوانًا لنضال شعب يؤمن بأن يوم التحرير الكامل قادم لا محالة.
0 تعليق