جراء تداعيات العدوان.. شبح سوء التغذية يهدد صحة أطفال غزة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

منذ سريان اتفاق وقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في 19 يناير الجاري، تزايد تدفق المساعدات إلى  قطاع غزة، مما ينبئ بتراجع جزئي للأزمة الغذائية التي يعاني منها السكان، خاصة الأطفال. 

ومع ذلك، تظل التداعيات طويلة الأمد لسوء التغذية الحاد تهديدًا مقلقًا، وفقًا لتقديرات الأمم المتحدة الصادرة في 22 يناير الجاري، حيث يحتاج أكثر من 60 ألف طفل في غزة إلى العلاج من سوء التغذية الحاد هذا العام، مع تسجيل حالات وفاة بين الأطفال، وسط تقديرات متفاوتة بشأن أعدادهم، وفقا لوكالة رويترز.

تهديدات صحية مزمنة لأطفال غزة مرتبطة بسوء التغذية

وعلى الرغم من وصول إمدادات الإغاثة، يواجه الأطفال الذين عانوا من الجوع تهديدات صحية مزمنة مرتبطة بسوء التغذية، مما يثير قلقًا عالميًا حول العواقب الممتدة لهذه الأزمة.

وأفادت تقارير بأن سوء التغذية في مرحلة الطفولة، وحتى في الأجنة، يمكن أن يرتبط بمخاطر صحية مستقبلية مثل أمراض القلب، السكري من النوع الثاني، والأمراض غير المعدية الأخرى.

من جانبه، قال ماركو كيراك، أستاذ التغذية بكلية لندن للصحة العامة وطب المناطق الحارة، إن الضرر الناجم عن سوء التغذية لا يتوقف فجأة بانتهاء الأزمة، مشيرًا إلى أن الجوانب طويلة الأجل غالبًا ما تُهمل مقارنة بالتأثيرات الفورية. 

وأظهرت الدراسات أن سوء التغذية الحاد قد يحول دون تحقيق الأطفال لإمكاناتهم الجسدية والمعرفية الكاملة، في حين أن الحصول على تغذية جيدة لاحقًا يمكن أن يخفف بعض الأضرار، لكن هذا ليس مضمونًا دائمًا، خصوصًا مع استمرار الفقر والنزاعات.

ووفقًا لتقرير برنامج الأغذية العالمي، يعاني 131 مليون طفل حول العالم من أزمات غذائية حادة، من بينهم 40 مليون طفل دون سن الخامسة. 

كما يقدر صندوق الأمم المتحدة للسكان وجود 4.7 مليون امرأة حامل يعشن في هذه المناطق، مما يعمق التحديات الإنسانية.

فيما تقول هانا ستيفنسون، مسؤولة التغذية في هيئة إنقاذ الطفولة، إن تعافي الأطفال يعتمد على حدة سوء التغذية وفترته.

وأضافت أن المجاعات تؤدي إلى أضرار دائمة قد تشمل جيلًا كاملًا يعاني من عجز معرفي وجسدي، مما ينعكس على المجتمع بأسره.

وفي السياق ذاته، أكد البروفيسور مبارك أبيرا، الباحث في مجال تغذية الأطفال والأمهات، أن تداعيات سوء التغذية تمتد إلى الشخص والأسرة والبلد، مشيرًا إلى تجربته الشخصية حيث وُلد أثناء مجاعة ضربت إثيوبيا في الثمانينيات. 

وأضاف: "سوء التغذية ليس مجرد مشكلة صحية، بل قضية تؤثر على التنمية الاجتماعية والاقتصادية بأكملها".

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق