تهجير الإسرائيليين.. قمة العدالة

الوفد 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رؤية

الجمعة 31/يناير/2025 - 07:40 م 1/31/2025 7:40:43 PM

أثبتت مصر والأردن أن «القرار العربى الموحد» أمر ممكن، بعد أن ظن كثيرون أنه تم تشييعه منذ سنين إلى مثواه الأخير، بسبب خلافات العرب حول ملفات عديدة.
جاء قرار مصر والأردن الواحد ردًا على تصريحات الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتزامه تهجير الفلسطينيين إليهما، ليشفى صدور الشعوب العربية كلها فى قضية مصيرية تشغل بال ووجدان كل بيت. وأكدت الدولتان بصراحة لا لبس فيها، أن قيادتهما السياسية لن تستجيب لهذه الخطة المسمومة التى طبخها مراهق سياسى مضطرب نفسياً، يتصور أنه لا يجرؤ الأحرار فى العالم على الوقوف فى وجهه ورفض ما يطلبه.
ومن العجيب والمضحك أن «ترامب» ظن فى جبروت سلطته، أنه يستطيع اقتلاع شعب من أرضه وتاريخه بالقوة، ليزرع شعباً غريباً لقيطاً على أنقاضه. إن المنطق السليم يقول إنه كان أولى بالرئيس الأمريكى الذى يفكر بعقلية «تاجر العقارات» أن يجد مكاناً للمحتل بعيداً عن منطقة الشرق الأوسط وأن يعود اليهود من حيث أتوا، فمن غير المقبول ولا المعقول أن يطرد المحتل المغتصب للأرض أصحاب الوطن وأن يطرح لهم أوطاناً بديلة.
إن «الكاوبوى الأمريكى» يريد أن يعيش العالم حياة الغاب، لا قانون فيه ولا حقوق للدول، وينساق تماماً وراء عصابة من الصهاينة يبثون له أفكاراً سامة منذ ولايته الأولى، مع أنه إذا كان يريد أن تنعم منطقة الشرق الأوسط والعالم أجمع بسلام حقيقى كما يدعى، فعليه أن يبحث عن سبل واقعية ومنطقية وعادلة لحل الدولتين. وإذا كان «ترامب» المهووس بالتهجير، يسعى جاهداً إلى ترحيل المهاجرين العرب والأفارقة من الولايات المتحدة، فلماذا يفرض على مصر والأردن قبول تهجير شعب بأكمله إلى دول الجوار، وهو أمر ينافى العقل والجغرافيا والتاريخ؟!
إن الرئيس الأمريكى الذى لا يفهم أبجديات السياسة ويدير الملفات الشائكة بمنطق «الصفقات» يجهل أن التهجير القسرى جريمة حرب وفق اتفاقية جنيف الرابعة وميثاق روما للمحكمة الجنائية الدولية، ويتنافى مع كل المواثيق والأعراف. كما أنه يجهل أن الفلسطينيين تعرضوا للنكبة عام 1948 والنكسة عام 1967، ولم تفلح جميع محاولات الكيان الصهيونى المحتل فى اقتلاعهم من أرضهم.
الخلاصة أن تهجير الفلسطينيين ليس حلاً واقعياً أو عادلاً، وسيؤدى بالتأكيد إلى مزيد من الصراعات وعدم الاستقرار فى المنطقة كلها. إن الحل الأفضل هو البحث عن تسوية قائمة على العدل والقانون الدولى، تضمن حقوق الفلسطينيين فى إقامة دولتهم المستقلة دون اللجوء إلى تكرار نماذج الظلم التاريخى بحقهم، ويجب على عصبة المراهقين سواء فى «تل أبيب» أو «البيت الأبيض» الكف عن المراهقة السياسية واللعب بالنار.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق