تُعتبر سورة يس من السور العظيمة التي وُردت بشأنها فضائل كثيرة، ومن أبرز فوائدها أنها سبب لمغفرة الذنوب عند قراءتها في الليل، كما ورد في عدة أحاديث صحيحة وحسنة.
مغفرة الذنوب بقراءتها في الليل
ذكر ابن حبان في صحيحه، بسندٍ رجاله ثقات، عن جندب رضي الله عنه، أن النبي ﷺ قال:
«من قرأ يس في ليلة ابتغاء وجه الله غفر الله له» (صحيح ابن حبان رقم 2574).
وقد أكد السيوطي في "اللآلئ"، والشوكاني في "الفوائد"، أن إسناد هذا الحديث على شرط الصحيح. كما ورد عن أبي هريرة رضي الله عنه بزيادة في اللفظ: «غفر له تلك الليلة»، مما يعزز المعنى ويؤكد الفضل العظيم لقراءتها قبل النوم.
العناية بسورة يس وأهميتها
ما سبق يوضح سبب اهتمام الناس، من العامة والخاصة، بقراءة سورة يس، لما فيها من قضاء الحوائج، وتيسير الأمور، ومغفرة الذنوب. وقد أدرج ابن حبان هذا الحديث في كتاب "الصلاة" تحت باب قيام الليل، مشيرًا إلى استحباب قراءتها للمجتهد كل ليلة طلبًا لمغفرة الله.
تصحيح مفهوم "عدية يس"
من الشائع بين الناس الاعتقاد بأن قراءة "عدية يس" قد تضر الظالم، لكن لا صحة لهذا الأمر في السنة النبوية. فالضرر الذي قد يلحق بالظالم يكون نتيجة دعاء المظلوم واستجابة الله له، وليس بسبب تلاوة السورة. قال تعالى:
﴿أَمَّنْ يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ﴾ [النمل: 62].
ختامًا، من الفضل العظيم أن يحرص المسلم على قراءة سورة يس كل ليلة بنية التقرب إلى الله وطلب مغفرته، فالله سبحانه وتعالى يغفر لمن شاء من عباده، ويكرم من يتوجه إليه بصدق وإخلاص.
0 تعليق