حوارات
"يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ" (الحج 77).
يفلح الانسان عندما يظفر بشيء يريده، لا سيما عندما يوفّق بالفوز برضى ربّه عزّ وجلّ عنه في الدنيا والآخرة، والفَلاح كلمة تدلّ على ما فيه خير.
ومن بعض موانع تحقيقه في عالم اليوم المضطرب، نذكر ما يلي:
-التعصّب الأعمى: يتعصّب الفرد في تفكيره، وسلوكيّاته، عندما تطغى عليه نفسه الأمّارة بالسوء، وخصوصا ما يتمثّل في تعصّبه الطائفيّ، وإخراجه للمسلمين المختلفين عنه من أمّة الإسلام.
ويجسّد التعصّب القبليّ، مثالاً آخر على كره المتعصّب للإنسان المسلم الآخر المختلف عنه عرقياً، ويمنع التعصّب الأعمى بكل أشكاله وأنواعه تحقيق الفلاح، النفسيّ والأخلاقيّ، في الحياة الدنيا لتناقضه مع "إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ" (الأنبياء 92).
-عدم غَضُّ البَصر: يشير غضّ البصر الى خفضه وكفّه عن النظر الى ما هو محرّم، ويشتمل كذلك على كفّ اللسان عن الغيبة والنميمة، والنطق بالكلام الفاحش، ومن لا يغضّ بصره يُمَكِّنُ شهواته وغرائزه منه، ويغلِّبُ هواه على عقله، ويمنع نفسه من تحقيق الاستقامة والفلاح الأخلاقيّ التي تقود الى صلاح نفسه.
وربما يَمْحو النظر الى المحرّمات، أو الانغماس المستمر فيها، كل ما حصل عليه الفرد من حسنات سابقة.
الاقتداء بالقدوات السيّئة: يقتدي الشخص بالقدوات السيّئة، إمّا بسبب انبهاره بقوّة شخصياتهم، واما بسبب شغفه لاتّباع سلوكياتهم السيّئة، والتي يظنّ أنها ستشبعه نفسيّا أو جسديّا، ويختار أن يتناسى عواقب الاقتداء الأعمى على حياته الدنيا والآخرة، وكأنّه يصنع بيديه ما يمنعه من تحقيق الفلاح، الدينيّ والأخلاقيّ، الذي سيمكّنه من عيش حياة مستقرة نفسياً وأخلاقياً.
- الطَّمَع يمنع الفلاح: يفرط المرء في حرصه، وتنزع نفسه الأمّارة بالسوء الى زيادة هذا الحرص، فتحوّله الى طمع في ما لا يحقّ للشخص، منطقياً وأخلاقياً السعي الى الحصول عليه، ويسبّب الطمع فقد الاتّصال بالواقع، ويستحوذ على فكر الطّمّاع ما يستهويه، ويصاب بالهَوَس، ويفقد توازنه العقليّ، فيفْسُد أخلاقياً، ودنيوياً وأخروياً، والله عزّ وجلّ أعلم.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق