رندة كعدي لـ «الراي»: لهذا يجب تهنئة قصي خولي بدل انتقاده

المصدر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف


- مسلسل «بالدم» سيكون «خبطة» الموسم... ولهذا اعتذرتُ عن دوري فيه

تتألق الفنانة القديرة رندة كعدي بدور الأم المتسلّطة في مسلسل «القدر»، العمل التركي المعرّب الذي يُعرض حالياً ويحظى بنسبة مشاهدة عالية.

كعدي تحدثت عن المسلسل ودورها فيه وغيابها عن الموسم الدرامي الرمضاني المقبل وأمور فنية مختلفة في هذا الحوار الخاص مع «الراي»:

منذ 32 دقيقة

منذ 32 دقيقة

• أي تعبٍ رافق تصوير مسلسل «القدر» المؤلف من 45 حلقة بفترة لا تتعدى أربعة أشهر؟

- عادة تكون المسلسلات الرمضانية مؤلّفة من 30 حلقة ويستغرق تصويرها 6 أشهر، بينما الوقت في مسلسل «القدر» كان مضغوطاً جداً ولكننا أثبتنا قدرتنا على أن نُعْطي رغم التعب، علماً أنه لا يمكن لأحد تصوّر حجم التعب في مهنة التمثيل إلا مَن يعمل فيها.

ومن ضمن الأربعة أشهر كانت هناك بروفات قاربتْ الأسبوعين مع المُخْرِجين الأتراك لأن العمل يضم ممثلين سوريين ولبنانيين، والنص تركي مكتوب باللهجة الشامية. ولذلك حاولْنا قدر المستطاع ألا يكون هناك فرق بين اللهجتين السورية واللبنانية، كما احتجنا لبعض الوقت لتحضير الحوارات والشخصيات والملابس والشعر واللوكات. وكل هذه التفاصيل اختصرناها بأسبوعين فقط وليس بشهرٍ كما يحصل عادة.

• كم يعني لك العمل مع ممثلين أكاديميين؟

- هو يعني لي الكثير وهو الأساس. أنا أمثّل للمرة الأولى مع الممثّل حسن عويتي الذي يلعب دور زوجي في المسلسل وهو أستاذ في معهد الفنون، وديما قندلفت أكاديمية أيضاً. ولو لم يكونا أكاديميين لَما وُجد بيننا هذا الخيط السحري وكأننا نعرف بعضنا منذ مليون سنة مع أنني أمثّل معهما للمرة الأولى.

•... وبالنسبة للآخَرين من الفريق؟

- قصي خولي حبيب قلبي... عندما تَشارْكنا في مسلسل 2020 تمكنا من النجاح بدور الأم والابن، لأن هناك طيبة وتواضعاً وثقافة عالية. قصي فنان أكاديمي ولذلك كان اللعب سهل بيننا. ولأننا كلنا محترفون نجح العمل، عدا عن أن الإخراج رائع ومذهل. فصناعة الدراما في تركيا متقدّمة جداً وهم يحتلون المرتبة الأولى وسبقوا مصر ولبنان وسورية في هذا المجال. هم يستعينون بخبراتنا وقدراتنا التمثيلية، لكن الصناعة الدرامية عندهم رهيبة.

•... وماذا عن رزان جمال؟

- سبق أن اجتمعتُ معها وباسل خياط في عمل واحد. رزان درست التمثيل في بريطانيا وهي إنسانة مثقّفة وطيّعة.

• ما رأيك بالانتقادات التي وُجهت لأداء قصي خولي في هذا المسلسل حيث وجد البعض أنه ليس بالمستوى المعهود، بينما استغرب البعض الآخر لمشاركته في الدراما التركية المعرَّبة بعدما كان انتقدها بشدة؟

- وهل مَن انتقده هو ناقد محترف درس أصول النقد الفني؟ وما المانع من مشاركته في هذا العمل إذا وَجَدَ أن العرض مُناسِب له؟ هو انتقد التطويل في الدراما التركية المؤلفة من 90 حلقة، فجاءه عرض للمشاركة في عمل من 45 حلقة وفيه هامش كبير كي يكون شبيهاً بمجتمعنا العربي وليس بمنحى أوروبي أو تركي. قصي طوّع العمل المقتبس كي يشبهنا، ثم وافق على المشاركة فيه. ولذا يجب أن نقدم له التهنئة بدل انتقاده لأنه قلّص عدد حلقاته وتخلّص من الأحداث المتكررة وأنا هنّأتُه على ما فعله. النقد ضروري، والتجريح ممنوع ويبقى لكل شخص رأيه. وكلنا مع حرية الرأي والتعبير، لكن الفن نسبيّ تماماً كما الجمال، ولا يرى الجميع الجمال بعين واحدة.

•... وهل هو برّر موقفه بعدما كان تحدث سابقاً باستهزاء عن الأعمال المعرَّبة؟

- هو لم يستهزئ بها، بل قال إنها لا تشبهنا. حتى باسل خياط كانت له محاولات لتغيير بعض الأحداث في مسلسل «الثمن» كي تشبه مجتمعنا. لا أعرف لماذا يَنتقد البعض بهذه الطريقة التي فيها الكثير من التجريح. ومع انني مع النقد لأنه ضرورة، ولكن التجريح غير مقبول.

• هل يجد الممثل اليوم فرصتَه في الأعمال التركية المعرّبة؟

- المهنة عرض وطلب. نحن ممثلون وعندما يُعرض علينا عمل، إذا أعجبتْنا الشخصية نوافق عليه وإذا لم تعجبنا تذهب إلى ممثل آخر.

• المقصود هو أن الدراما التركية المعرَّبة أصبحت هي المفضَّلة عند الممثل بسبب تطور الصناعة الدرامية في تركيا لأن الأجور أعلى، عدا عن أن هناك إضاءة على العمل كما على الممثل؟

- عندما تؤمِن دولةُ كتركيا بالفن وتتعامل مع الدراما كصناعة، فمن الطبيعي ينتج عن ذلك صناعة وتجارة رابحة وانتشار. وهذا الأمر يُغْري الممثل، خصوصاً أننا في لبنان وسورية مررنا في أوضاع لا نُحسد عليها وفي حروب مدمّرة للنفوس، وكان من البدهي أن نهرب عندما نجد أن كل شيء متقن وعلى الأصول ولا نشعر بالغبن على مستوى الأجر وتُؤمّن لنا إقامة أكثر من مريحة.

وأنا أتمنى أن أعيش في لبنان في شقةٍ تشبه غرفة الفندق حيث أنزل في تركيا، لأن كل مستلزمات الراحة مؤمّنة، والماء والكهرباء لا تنقطعان، كما أن هناك اهتماماً بالنظافة. فمَن يريد صناعة درامية ناجحة، يُفترض أن يوفّر لها كل المستلزمات التي تحتاج إليها. وفي تركيا يشعر الممثل بالراحة وكأنه يعيش في البيت وليس في فندق، حتى ان المواصلات مؤمّنة منه إلى موقع التصوير، وكذلك يوجد كارفان خاص لكل ممثل في العمل، إضافة إلى احترامٍ للوقت.

ويوجد قانون في تركيا في شأن مهنة التمثيل يقضي بأن يمتد التصوير لمدة 12 ساعة ثم يستريح الممثلون والفريق التقني لمدة 12 ساعة. ولكننا كممثلين لا نشعر بالراحة لأننا نحضّر أدوارَنا في الوقت المخصَّص للاستراحة ونحفظ الحوارات ونقوم بالتمارين اللازمة. نحن نعمل من كل قلبنا لأننا نكون قد تجهّزنا واسترحنا وحضَرنا لعملنا، عدا عن أن هناك فريقاً خاصاً بالملابس والمكياج.

وفي لبنان هناك شركتان تقدّمان كل هذه المستلزمات، لكن عندما يعود الممثل إلى بيته قد لا يتمكن من الاستحمام بسبب انقطاع الكهرباء، كما أنه يمكن أن يطرأ عطل على السيارة فيتأخر عن موعد التصوير. في تركيا كل شيء متوافر، والإبداع هو الشيء الوحيد المطلوب من الفنان، كما أنها تقدم كل ما يليق بالفنان. أما كقصةٍ سبق أن تم عرْضُها، فإن التمثيل هو مهنتي وعندما يُعرض عليّ نص، فإنني أؤديه بطريقتي حتى ان المُشاهِد ينسى أنه سبق أن شاهده وهذا هو اقتناعي.

• ما أكثر ما لفتك في شخصية «نجوى» الأم الشريرة في مسلسل «القدر»، خصوصاً أنك نوّعتِ في أدوار الأم في أعمالك السابقة؟

- لست شريرة في مسلسل «القدر»، بل أنا أمّ متسلّطة، ومن كثرة حبها وحرصها على عائلتها تنطبق عليها مقولة «ومن الحب ما قتل». هي تريد أن تفرض رأيها من دون أن تستمع إلى رأي الآخَرين وهناك نماذج كثيرة تشبهها، ليس كأمهات فقط بل كآباء أيضاً، ولكنها لا تقتل ولا تقوم بشيء يمكن أن يُلْحِق الأذى بالآخَرين، بل كل همّها مصلحة العائلة.

•... ولكن «نجوى» ألحقت الأذى بالعائلة عندما ادّعت أن الجنين هو من كنّتها التي لا تنجب أطفالاً؟

- هي فعلتْ ذلك للحفاظ على نسل العائلة، خصوصاً أن ابنها الكبير أنجب لها ابنتين، وعندما تتزوجان سيكون أولادهما من عائلة مختلفة عن عائلة «نصر»، بينما زوجة ابنها الثاني لا تنجب، ولذلك سعت لأن يصبح والداً لطفل من عائلة «نصر»، وكله بدافع الحب والحرص. ورفْضُها سماع ما تقوله العائلة أوقعها في مطبات وأخطاء يتم تصحيحها بأخطاء أكبر، ولكنها ليست شريرة بل نتائج أعمالها هي الشريرة.

• وكم أحببتِ الدور؟

- جداً، لأن فيه الكثير من الطبقات التي تساعدني على رفع الشخصية إلى الأعلى.

• لا شك أن انشغالك في مسلسل «القدر» سيُبْعِدُك عن الظهور في الدراما الرمضانية؟

- للأسف.

• سيكون هناك مسلسل لبناني من إنتاج «ايغل فيلمز» بعنوان «بالدم»؟

-... وهو سيكون «خبطة» الموسم وأحلى وأغلى هدية في الشهر الفضيل، وكان من المفترض أن أشارك فيه وأن ألعب دور والدة ماغي بو غصن. ولكن عندما وصلني العرض للمشاركة في مسلسل «القدر» لم أتمكن من مقاومة دور «نجوى»، خصوصاً أن الشخصية التي أؤديها في «بالدم» تشبه أدواراً قدّمتُها سابقاً، وكنت سأتعب كثيراً لتقديمه في شكلٍ مختلف. أما دور «نجوى»، فهو جديد ولم أقدم مثله، ولذلك اعتذرتُ عن مسلسل «بالدم» بكل رقيّ وتَفَهُّم. وماغي تمنّت لي التوفيق وقالت لي «نحن نفتخر بك في أي عمل سواء في لبنان أو الخارج لأنك تمثلين لبنان»، وكان جوابها راقياً جداً، وهو أتى من شركة تحترم الفنان اللبناني ولا أعرف ماذا أفعل كي أوفيها كل هذا التفهم والكِبر، مع أنني كنتُ محرَجة لأنني تراجعتُ عن الدور وهذا ما لم أفعله يوماً. دور «نجوى» استفزني كثيراً وقلتُ لماغي «هو سيكسرني وأنا سأتحدّاه فهل تزعلين إذا سافرتُ من أجله»، فأبدت ترحيباً وقالت «أنا أفتخر بك» ودعمتْني، وهذا نادراً ما يحصل عندما يكون هناك عقد ليس مع شركة فنية وحسب، بل في أي مجال آخَر. يجب تكريم ماغي بو غصن لأنها محترفة في العمل كما في التعاطي مع الزملاء، عدا عن أنها تعمل من أجل الدراما اللبنانية. ماغي هي قلب شركة «إيغل فيلمز» والآخَرون أعضاء الجسد الأخرى.

• كيف تتحدثين عن علاقتك بالرقص الشرقي، خصوصاً بعد انتشار الفيديو الذي ظهرتِ فيه وأنت ترقصين في كواليس تصوير «القدر» وكما فعلتِ سابقاً في برنامج «كتير هلقد» لهشام حداد؟

- الرقص هو أداة من أدوات التعبير، ونحن أكاديمياً قبل أن نتعلّم لغة الحوار نتعلّم لغة الجسد وكيفية التعبير من خلاله، سواء كان مع موسيقى أو مع كلام. وأنا أعشق الرقص لأنه من أرقى أدوات تعبير الجسد، فرحاً أو حزناً. ونحن في كواليس العمل ولتغيير جو التعب والانتظار، تم وضع موسيقى جميلة جداً جعلتْنا نتفاعل معها كلنا رقصاً وتصفيقاً. كل شيء كان تلقائياً وعفوياً لإبعاد شبح التعب كي نكمل ونستقطب الطاقة من بعضنا. لكنني شخصياً أحب الرقص وكنت أتمنى لو أنه كانت هناك معاهد للرقص لَربما كنت انتسبتُ إليها. ليتني راقصة، ولكنني لست براقصة وأعبّر بعفوية.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق