- إطلاق 3 أسرى بينهم أميركي في غزة... وتحرير 183 فلسطينياً
أكّد وزراء خارجية خمس دول عربية اجتمعوا، أمس، في القاهرة رفضهم «تهجير» الفلسطينيين من أرضهم أو «التشجيع على نقلهم»، معبّرين عن أملهم بالعمل مع إدارة الرئيس دونالد ترامب «من أجل تنفيذ حل الدولتين».
وشارك في الاجتماع رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري الشيخ محمد بن عبدالرحمن، ونظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد والسعودي الأمير فيصل بن فرحان والمصري بدر عبدالعاطي والأردني أيمن الصفدي.
كما حضر الاجتماع أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية حسين الشيخ، والأمين العام للجامعة العربية أحمد أبوالغيط.
وأشار البيان الختامي للاجتماع إلى «رفض المساس» بحقوق الفلسطينيين «من خلال الأنشطة الاستيطانية، أو الطرد وهدم المنازل، أو ضمّ الأرض»، أو من خلال «التهجير أو تشجيع نقل أو اقتلاع الفلسطينيين من أرضهم بأي صورة من الصور أو تحت أي ظروف ومبررات».
وشدّد الاجتماع على «دعم الجهود المبذولة من قبل الدول الثلاث (مصر وقطر وأميركا)، لضمان تنفيذ الاتفاق بكل مراحله وبنوده، وصولاً للتهدئة الكاملة، والتأكيد على أهمية استدامة وقف النار، بما يضمن إيصال الدعم الإنساني إلى كل أنحاء غزة، وإزالة جميع العقبات أمام دخول المساعدات الإنسانية والإيوائية ومتطلبات التعافي كافة وإعادة التأهيل».
رفض تحجيم «الأونروا»
وأكد رفض أي محاولة لتحجيم دور وكالة «الأونروا»، وأهمية تنفيذ عملية شاملة لإعمار غزة، ودعوة المجتمع الدولي ومجلس الأمن لتنفيذ«حل الدولتين»، ورفض أي محاولة لتقسيم قطاع غزة، كما تم التأكيد على ضرورة انسحاب إسرائيل من غزة.
وأكّد البيان على الدور المهم والمقدّر للولايات المتحدة في إنجاز«اتفاق وقف إطلاق النار في غزة، والتطلع للعمل مع إدارة ترامب لتحقيق السلام العادل والشامل في الشرق الأوسط، وفقاً لحل الدولتين».
بدورها، ذكرت وزارة الخارجية السعودية أن اجتماع القاهرة بحث إدامة وقف النار في غزة، كما ناقش تمكين السلطة الفلسطينية من القيام بمهامها، وبحث عودة المهجرين في غزة لمنازلهم بشكل آمن، وإيصال مزيد من المساعدات لغزة.
جاء الاجتماع بعد أيام من طرح ترامب، مقترحاً بنقل فلسطينيي غزة إلى دول مجاورة، مثل مصر والأردن، ما لاقى رفضاً من هذين البلدين، وأطراف عربية ودولية أخرى.
كما أتى بعد يومين من سريان قرار الحكومة الإسرائيلية حظر أنشطة «الأونروا» في إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة، اعتباراً من الخميس الماضي، والذي يحمل «عواقب كارثية» على حياة ومستقبل اللاجئين الفلسطينيين.
السيسي وترامب
وفي محادثات وصفت بـ«الإيجابية»، تناول الرئيس عبدالفتاح السيسي، مساء أمس، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأميركي دونالد ترامب القضايا الثنائية والإقليمية والدولية، وتم التأكيد على العلاقات الإستراتيجية بين البلدين.
وأكد السيسي «أن المجتمع الدولي يعول على قدرة ترامب على التوصل إلى اتفاق سلام دائم وتاريخي ينهي حالة الصراع القائمة في المنطقة منذ عقود، خصوصاً مع انحياز الرئيس ترامب إلى السلام، وهو الأمر الذي أكد عليه الرئيس الأميركي في خطاب تنصيبه بكونه رجل السلام».
ووجّه السيسي دعوة مفتوحة للرئيس الأميركي لزيارة مصر في أقرب فرصة ممكنة، فيما وجه ترامب دعوة مماثلة لنظيره المصري لزيارة البيت الأبيض.
تسليم الأسرى
واستقبلت غزة اليوم الـ14 من اتفاق وقف النار، أمس، بعملية التبادل الرابعة في إطار المرحلة الأولى من الاتفاق، الذي بدأ سريانه في 19 يناير الماضي، إذ أفرجت كتائب «القسام» عن الأسيرين ياردن بيباس وعوفر كالديرون في خان يونس جنوب قطاع غزة، والأسير الثالث كيث سيغل الذي يحمل الجنسية الأميركية، في ميناء غزة، مقابل إطلاق 183 أسيراً فلسطينياً من سجون إسرائيل.وتمت الإجراءات، بسلاسة من دون المشاهد الفوضوية التي طغت على عملية التسليم السابقة لثلاث رهائن مقابل 110 أسرى فلسطينيين، الخميس الماضي.
وبعد احتجازهم في القطاع لمدّة 484 يوماً، منذ 7 أكتوبر 2023، سلّمت«حماس» الرهينة الفرنسي - الإسرائيلي كالديرون والإسرائيلي بيباس والأميركي - الإسرائيلي كيث سيغل في عمليتين منفصلتين.
وشملت العملية الأولى التي جرت في وقت مبكر من صباح السبت، كالديرون وياردين اللذين سلّمتهما الحركة إلى اللجنة الدولية للصليب الأحمر في احتفال سريع ومنظّم في خان يونس في جنوب القطاع.
وفي وقت لاحق، سلّمت الحركة سيغل إلى الصليب الأحمر بعد مروره على منصّة أقُيمت لهذا الغرض في ميناء الصيادين في غزة شمال القطاع.
مشهد لافت
وفي مشهد لافت تخلّل عملية التبادل الرابعة ظهر هيثم الحواجري قائد كتيبة «الشاطئ» التابعة لكتائب «القسام» وهو «حي» ويقوم بتسليم سيغال إلى الصليب الأحمر، ما حدا بالجيش الإسرائيلي إلى الإعلان أن معلوماته الاستخباراتية حول نجاحه في القضاء على الحواجري، كانت «غير دقيقة».
وكان الاحتلال أعلن أن «طائرة حربية تمكنت من تصفية القيادي الحواجري منسق جهود تأمين نشاطات حماس داخل مستشفى الشفاء وقيادة القتال ضد الجيش في 3 ديسمبر 2023».
وفي خان يونس التي دمّرتها حرب استمرّت 15 يوماً بين «حماس» وإسرائيل، ظهر كالديرون وبيباس على منصّة لفترة وجيزة، بينما كانا يحملان شهادتين تؤكدان إطلاق سراحهما، بحضور عدد كبير من مقاتلي«حماس»، حيث طُلب منهما التلويح للمتجمهرين ولمصوّر من الحركة، قبل أن ينضما إلى عناصر الصليب الأحمر.
حشود الضفة
وفي الضفة الغربية، وصلت حافلات تقل أسرى فلسطينيين إلى بيتونيا قرب رام الله، كما وصلت حافلات تقل أسرى من غزة إلى القطاع عبر معبر كرم أبوسالم، إذ أفرج الاحتلال عن 183 أسيراً فلسطينياً، منهم 111 أسيراً من أبناء غزة المعتقلين بعد 7 أكتوبر، مقابل المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة.
وذكر مكتب إعلام الأسرى وهيئة شؤون الأسرى والمحررين ونادي الأسير في فلسطين، أنه «في إطار تنفيذ الدفعة الرابعة من صفقة طوفان الأقصى، تم الإفراج عن 18 أسيراً من ذوي المؤبدات، 54 أسيراً من ذوي الأحكام العالية والمؤبدات و111 أسيراً من أبناء غزة الذين تم اعتقالهم بعد 7 أكتوبر».
واحتشد الفلسطينيون بالمئات، رغم كل التحذيرات التي وجهها الجيش لأهاليهم، بينما رفع الأسرى المحررون إشارة النصر ولوحوا بأيديهم وسط حضور جماهيري حاشد.
والخميس الماضي، سلّمت «كتائب القسام»، الأسيرةَ المجندة آغام بيرغر، في مخيم جباليا، كما سلّمت الأسير غادي موزيس و5 عمال تايلنديين، في مدينة خان يونس، ضمن الدفعة الثالثة من عملية التبادل.
وأمس، وصلت، دفعة أولى تتضمن 50 جريحاً ومريضاً فلسطينياً مع 61 من مرافقيهم من قطاع غزة إلى مصر عبر معبر رفح البري، لتلقي العلاج في المستشفيات المصرية للمرة الأولى ضمن الاتفاق الجديد.
0 تعليق