الداعية د. عثمان الخميس: الأمة تعيش أزمة بتراجع مكانة العلم وانتشار الفوضى الفكرية

البوابة نيوز 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ثقافة وفنون

0

بحضور وزير الثقافة وضمن فعاليات موسم الندوات..
24 فبراير 2025 , 07:00ص
alsharq

❖ طه عبدالرحمن

■ التمسك بالعلم الشرعي ضرورة لنهضة الأمة

■ صورة العلماء تتعرض لمحاولات تشويه

■ طلاب العلم عليهم مسؤولية نشر المعرفة

■ الجمود الفكري خطر يهدد الفهم الصحيح للدين

■ علينا الحذر ممن يتصدى للفتوى دون علم

■ يجب العناية بالمقاصد الشرعية للتوازن بين النصوص والواقع

■ الفهم العميق للدين والواقع ضرورة لاستعادة النهضة

واصلت وزارة الثقافة، مساء أمس، فعاليات موسم الندوات، في نسخته الرابعة، حيث نظمت ندوة بعنوان «الإسلام نمط حياة وثقافة متكاملة»، حضرها سعادة الشيخ عبدالرحمن بن حمد آل ثاني وزير الثقافة، وجمع غفير من المثقفين وشرائح مختلفة من الجمهور.

وتحدث خلال الندوة الداعية الشيخ د.عثمان الخميس، وأدارها الداعية د.يوسف عاشير، وأقيمت في فندق الريتز كارلتون، وسلطت الضوء على دور الإسلام في تشكيل الهوية الثقافية، وأثر التعاليم الإسلامية في بناء المجتمعات، بالإضافة إلى تناول أسس وقواعد بناء الحياة العامة وفق منهج وثقافة متكاملة تؤثر في مختلف جوانب الحياة الإنسانية.

واستهل د.عثمان الخميس الندوة بالتأكيد أن الإسلام أولى التعليم اهتمامًا كبيرًا منذ نشأته، حيث كان المسجد هو المدرسة الأولى التي نهل منها الصحابة علوم الدين والدنيا، مشيراً إلى أن الأزمة التي تعيشها الأمة اليوم تعود إلى تراجع مكانة العلم والعلماء، وانتشار الفوضى الفكرية نتيجة الابتعاد عن الفهم الصحيح للنصوص الشرعية.

20250224_1740366506-150.jpg?1740366506

    - نهضة الأمة

وشدد على أن النهضة الحقيقية للأمة الإسلامية لن تتحقق إلا من خلال التمسك بالعلم الشرعي، وأن الأمة الإسلامية لم تكن في الصدارة إلا عندما تصدّر العلماء المشهد وأصبحت المعرفة محركًا أساسيًا للحياة، مستشهدًا بعصور الازدهار الإسلامي التي كانت تزخر بالعلماء في شتى المجالات.

كما شدد على أهمية العلم الشرعي في نهضة الأمم. وقال: إن العلماء الحقيقيين يدركون الواقع أكثر مما يُظن، ويستطيعون تقديم حلول قائمة على أسس شرعية راسخة، وأن الفهم العميق للواقع هو جزء لا يتجزأ من العلم الشرعي.

وتابع: إن العلماء عبر التاريخ لم يكونوا مجرد ناقلين للنصوص، بل كانوا أهل اجتهاد وفقه، يعلمون الناس ويفسرون لهم أحكام الشريعة بما يتناسب مع مستجدات حياتهم.

وتوقف د.الخميس عند سيرة الإمام أحمد بن حنبل الذي واجه فتنة خلق القرآن بفهم عميق للسياق السياسي والاجتماعي في زمانه، وكذلك ابن تيمية الذي كان حاضر الذهن في مواجهة قضايا عصره، حيث تصدى للفرق المنحرفة، وقاد الأمة نحو الفهم الصحيح للإسلام.

    - منهج العلماء

وشدد د.عثمان الخميس على ضرورة التمسك بمنهج العلماء الذين يجمعون بين العلم الشرعي العميق والوعي بالواقع، لافتاً إلى أن العالم الحقيقي ليس مجرد ناقل للأحكام، بل هو من يفقه النصوص ويفهم السياقات التي تطبق فيها، ويستطيع تقديم الفتاوى والحلول التي تراعي مقاصد الشريعة ومصلحة الأمة.

وحذر من خطورة الاعتماد على وسائل الإعلام ووسائل التواصل الاجتماعي كمصدر رئيسي للفتوى، واصفاً مثل هذه المنصات بأنها مليئة بالآراء المتضاربة، وأن الأخذ بالفتوى لا بد أن يكون من العلماء الموثوقين، وليس ممن يفتون دون علم أو دراية.

وقال إن من أخطر ما تواجهه الأمة اليوم هو الخلط بين العلماء الراسخين الذين يمتلكون أدوات الفهم والاجتهاد، وبين من يكتفي بحفظ النصوص دون إدراك معانيها وسياقاتها.

    - تحديات العلم

وعرج د.عثمان الخميس على التحديات التي تواجه العلم الشرعي في العصر الحديث، وحددها في التشكيك في دور العلماء ومحاولة فصلهم عن الواقع، وانتشار الفتاوى غير الموثوقة، وغياب الاجتهاد الفقهي المتزن الذي يراعي النصوص والمقاصد الشرعية معًا، محذرا من التصدي للفتوي ممن يحفظون نصوصا فقط دون فهم وغير متخصصين في العلوم الشرعية.

وقال إن هناك فرقًا بين الفقيه الذي يقتصر على ظاهر النصوص دون فهم لروحها ومقاصدها، وبين الفقيه الذي يوازن بين النصوص والواقع، لافتاً إلى أن هذا هو المنهج الذي اتبعه الصحابة والتابعون، حيث لم يكونوا جامدين على ظاهر النصوص، بل كانوا يجتهدون في تنزيلها على واقع الناس بما يحقق مقاصد الشريعة.

وتابع: أن العلم كان وما زال أحد الركائز الأساسية في الإسلام، إذ لم يكن مجرد وسيلة دنيوية، بل كان مطلبًا شرعيًا يرفع الله به درجات المؤمنين، مشيراً إلى أن هناك فرقا بين العالم المجتهد الذي يفهم الدين بعمقه، وبين من يظن أن العلم مجرد نقل دون فهم.

20250224_1740366542-49.jpg?1740366542

    - نشر المعرفة

وحث د.عثمان الخميس طلاب العلم على تحمل مسؤولية نشر المعرفة الصحيحة وتصحيح المفاهيم المغلوطة التي تنتشر في المجتمع، مؤكداً أن العلم هو السلاح الأقوى في مواجهة التحديات الفكرية والثقافية التي تواجه الأمة الإسلامية اليوم.

وحذر من خطر الجمود الفكري الذي يبعد الناس عن الفهم الحقيقي للدين، مشددا على أهمية الرجوع إلى العلماء الثقات، مشدداً على ضرورة العناية بعلوم المقاصد الشرعية، التي تتيح للعالم أن يوازن بين النصوص والواقع، وتمنع الوقوع في الفهم السطحي للأحكام.

    - فهم الواقع

وقال د.عثمان الخميس: إن طالب العلم لا ينبغي أن يكون مجرد ناقل للمعلومات، بل يجب أن يكون صاحب فهم دقيق للواقع، قادرًا على تقديم العلم الشرعي بأسلوب يناسب الناس ويفسر لهم الأحكام بطريقة صحيحة بعيدًا عن التشدد أو التهاون.

وأضاف أن هناك محاولات لتشويه صورة العلماء وإبعاد الناس عنهم، وأن هذا جزء من الحرب الفكرية التي تواجهها الأمة. مشدداً على أن الأمة لن تنهض إلا إذا عادت إلى علمائها، وتمسكت بعقيدتها الصحيحة، وعملت على تحقيق نهضتها بالعلم والفهم العميق للدين والواقع معًا.

   - وزيرة التربية والتعليم تختتم موسم الندوات

يُختتم موسم الندوات غدا بندوة لسعادة السيدة لولوة بنت راشد بن محمد الخاطر، وزيرة التربية والتعليم والتعليم العالي، تقام في المبنى الثقافي بالمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات.

ويقام موسم الندوات بالشراكة بين وزارة الثقافة مع جامعة قطر والمركز العربي للأبحاث ودراسة السياسات ، وبمشاركة نخبة من الخبراء والمثقفين والمفكرين والأكاديميين من داخل وخارج دولة قطر ، ويأتي ضمن جهود الوزارة ونهجها الراسخ في تأسيس منصة للحوار الثقافي والفكري الجاد والمعمق حول أبرز القضايا الثقافية والمجتمعية.

اقرأ المزيد

مساحة إعلانية

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق