صقور إدارة ترامب يدفعونه للضغط على طهران... والمتساهلون يدعون لاتفاق صارم
طهران، واشنطن، عواصم - وكالات: ثلاثة سيناريوهات لا رابع لها تشغل المحللين لعلاقة الرئيس الأميركي دونالد ترامب الجدلية مع إيران، حيث يرى المراقبون أن الرئيس الذي مارس "أقصى الضغط" على طهران في ولايته الأولى، أن ترامب مع عودته إلى البيت الأبيض، ليس أمامه سوى مواصلة سياسته القديمة، أو التفاوض للتوصل لاتفاق، وإلا فجمود ومراوغة.
ورجح تقرير سيناريو التفاوض بين البلدين والتوصل إلى اتفاق جديد، مشابه للاتفاق النووي "برجام"، ولكن مع فرض شروط أكثر صرامة على إيران مثل تقليص تخصيب اليورانيوم والحد من الأنشطة الإقليمية وزيادة الرقابة الدولية ربما يكون الأقرب، فيما يتمثل السيناريو الثاني في استمرار الضغط الأقصى، وفيه تستمر الولايات المتحدة في فرض العقوبات الاقتصادية، بينما تواصل إيران تعزيز برنامجها النووي، ما قد يؤدي إلى تصاعد التوترات الإقليمية، وتبدو معالم السيناريو الثالث في الجمود التفاوضي والمراوغة الإيرانية، وفيه تحاول إيران من خلال تكتيكات ديبلوماسية ومفاوضات غير حاسمة، كسب الوقت لمواصلة تطوير برنامجها النووي، ويؤدي هذا السيناريو إلى احتمال فرض عقوبات أكثر صرامة وربما تفعيل آلية العقوبات الدولية "سناب باك".
وبينما تتبنى الإدارة الأميركية الجديدة سياسة متعددة الأوجه تجاه إيران، فإن هناك معسكرين رئيسيين داخل إدارة ترامب، معسكر الصقور ويضم دعاة الضغط الأقصى الذين يعتقدون أن إيران يجب أن تخضع لأقصى درجات الضغط إما لتغيير سلوكها أو لإضعافها، مقابل معسكر المؤيدين للتفاوض والاتفاق الذين يرون أن التفاوض من موقع قوة، دون تقديم تنازلات جوهرية لإيران، يمكن أن يؤدي إلى اتفاق جديد، ويمثل دعاة الضغط الأقصى شخصيات مثل ماركو روبيو، ومايكل والتز، وجون راتكليف الذين يدعون إلى سياسة هجومية، بينما يمثل المؤيدين للنهج الديبلوماسي بعض المقربين من الإدارة الحالية الذين يرون أن الضغط يجب أن يقترن بالديبلوماسية.
أما أبرز التحديات المحتملة أمام المفاوضات فتتمثل في العقبات الداخلية في إيران وغياب الإجماع داخل النظام والمخاوف من التداعيات الداخلية للمفاوضات وردود الفعل الشعبية، والسعي للحفاظ على النفوذ الإقليمي والتوازن مع الولايات المتحدة، فيما تتمثل العقبات الخارجية والدولية في الموقف الصارم للدول الأوروبية تجاه البرنامج النووي الإيراني، وتصاعد تخصيب اليورانيوم والمخاوف الدولية من البرنامج ، وتأثير الدول الإقليمية مثل السعودية وإسرائيل على السياسات الأميركية.
0 تعليق