مثلما صنعت المملكة زخمها الكبير في السياسة والاقتصاد والصناعة والمال والأعمال فإنها اجترحت مفهوماً إنسانياً جديداً بالغ الأهمية هو «جودة الحياة»، الذي يشمل جوانب عديدة من أبرزها الاحتفاء بالفن وإعلاء قيمته وتقديمه في صورته الراقية، وعدم الاقتصار على الفن المحلي أو العربي وإنما الحرص على جلب باقات فنية عالمية تثري الذائقة الفنية للجمهور وتفتح آفاق المتابعين على جماليات متنوعة تجمع بين الفنون الكلاسيكية والحديثة من مختلف دول العالم.

لقد جاء إنشاء هيئة الترفيه بمثابة نقلة نوعية غير مسبوقة في عالمنا العربي، وربما على المستوى العالمي، من حيث شمولية اهتمامها بكل ما يندرج ضمن مفهوم الترفيه وعملها المؤسسي ورؤيتها واستراتيجيتها وآليات عملها وسرعة إنجازاتها وشمولية نشاطاتها واتساع نطاق تغطيتها ليشمل مناطق المملكة بالإضافة الى العاصمة الرياض التي تبرز فيها جواهر منجزات الهيئة ودرر منتجاتها الفخمة.

وعندما نتحدث عن الفن كأحد أبرز اهتماماتها فإن إنشاء الهيئة جاء في زمن تدنى فيه الاهتمام بالفن الراقي في الوطن العربي، إذ لم تعد هناك جهات تُعلي من قيمة الفن الجميل وأصحابه، وكاد يختفي المسرح الغنائي برونقه المعهود في الماضي في عواصم الفن الشهيرة. سادت شارع الفن فوضى ارتفع فيها الهابط ولم يجد الفن الحقيقي فرصة لتقديم نفسه حتى جاءت هيئة الترفيه السعودية لتعيد العناية بالذوق الفني وتقدم الفن الحقيقي الذي يسمو بالأحاسيس والمشاعر، وتجعل من الحركة الفنية عالماً محترماً وجميلاً جاذباً لكل الأذواق والأجيال.

لنأخذ موسم الرياض كمثال على ما تقدمه هيئة الترفيه في مجال الفن ونستعرض تطوره النوعي المدروس وما يقدم فيه من عام لآخر وصولاً إلى الموسم الحالي. إلى الآن طاف بنا المسرح الغنائي في الرياض على تنويعات باذخة من الفن، محلياً وعربياً وعالمياً. نجوم الغناء العربي والعالمي يتوافدون على مسارح الرياض برفقة أفضل وأكبر الفرق الموسيقية وأحدث التجهيزات التقنية. ومثلما استمتعنا بالغناء الشرقي فقد استمتعنا أيضاً بالموسيقى العالمية التي تقدمها الفرق الأوركسترالية الشهيرة. نجوم عالميون يقدمون أعمالهم لأول مرة في العالم العربي، ومن دون شك لم يكن بوسعنا مشاهدتهم في الرياض لو لم يكونوا واثقين تماماً من كل ترتيبات وتجهيزات هيئة الترفيه، ومن وجود جمهور متذوق يحتفي بهم.

لقد جاءت هيئة الترفيه في وقتها المناسب لتصنع عالماً استثنائياً من الجمال.