د. العربي عطاء الله
من منّا لا يتعرّض في حياته اليومية إلى الضغط والكبت والخنق، ومن منا لم يواجه خلال أوقاته الكثير من المواقف العصيبة، وكلها تصب في مضخة واحدة، حيث إنّ الضغوط التي تلاحقك من كل اتجاه، ما هي إلّا ضريبة وثمن لنجاحك في عملك، أو حتىّ النجاح في أي شيء من الأشياء، فإنّ كل ما في الحياة له ثمن، وثمن النجاح هو العمل، فنجاحك في عملك أو في دراستك لا يأتي بالتمني، إنما يأتي بالعمل وبالكد والجد والاجتهاد، ويأتي عن طريق تخطيطك السليم والمتواصل لإنجاح حياتك على أسس مدروسة، فكل هذا يحتاج إلى الصبر والهدوء والمثابرة، لذلك يكفي بعض الحكمة للتعامل مع تلك الضغوط؛ كي لا نخسر كل شيء، في حال معرفتك في كيفيّة مواجهة هذه الضغوط.
من البديهي أن كل من يحاول أن يختلف أو يتميز عن الآخر، تلاحقه الكثير من الضغوطات سواء كان رجلاً أو امرأة أو حتى شاباً، فكل من يسعى لتحسين علمه وعمله وقدراته، يواجه الكثير من الضغوط النفسية والاجتماعية والاقتصادية من حوله، فكلّها تصبّ في منحنى واحد، تجعله يفقد السيطرة على أعصابه، لكن من يسعى بتميزه الفكري وحبه لتطوير ذاته، يحوّل السلبيات التي تواجهه إلى إيجابيات تدفعه نحو التمكن من عمل جاد؛ يحقق له الأهداف المنشودة والتي يسعى إليها.
وهناك خطوات تجعلك تتخلص من تلك الضغوط:
- قم بتسجيل تلك المواقف المؤثرة عليك بتوتر عصبي وضيق، مع ضرورة تقسيمك للمهام لأجزاء، كي تستطيع التعامل معها، ثم تحدي وقاوم، كأن تقوم بتسليم اعمالك المطلوبة قبل موعدها، واختيارك لأفضل الطرق للقيام به، وبعدها دون انجازاتك الفعلية وسترى الفرق.
- غيّر وجهة نظرك: حاول أن ترى الايجابيات لا السلبيات في مواقف التوتر التي تواجهك، فكلما فكرت بإيجابية كلما قل تأثير السلوك الانفعالي عليك.
- تعلم فن الاسترخاء من أجمل الفنون المساهمة للتخلص من التوتر والعصبية، فحاول أن تسترخي على قدر الإمكان لتحاشي إصابة جسمك بالأمراض.
- قم بتقوية الروابط العائلية، وعزّز علاقتك بالأسرة والأصدقاء وزملاء العمل، بالحوار والمشاورة، فإنه سيضيف لحياتك نوعا من المرونة، لتجعلك أكثر سعادة.
- ابدأ بوضع خطة لحياتك، حيث تستغل كل دقيقة منها لتنطلق مباشرة، وتنجز أهدافك بدون عوائق، ولا تنسى أن تجعل لعلاقاتك وشبكة تواصلك مع الآخرين مكان، وإن وجدت بعض العوائق، قم بتأجيل بعض البنود العادية، وليس الأولويات.
التزم بالهدوء: حاول أن تكون أكثر هدوءاً مما عليه، للتعامل مع مشكلاتك بحلول مناسبة، بعيداً عن التوتر والعصبية، فالشخص الناجح يحاول الاحتفاظ بهدوئه، فبالتالي سينعكس على من حولك، فسيعاملونك بنفس الهدوء وسيزداد احترامهم لذاتك.
- كل منا لديه أخطاؤه، ولا شك أنت واحد منهم، وسترتكب العديد من الأخطاء على مر حياتك، فأنت لست معصوماً من الأخطاء، لكن المهم أن تتخلص من تلك الأخطاء وتصححها بسرعة، وحاول أن تبتعد عن زملاء العمل السلبيين، كي تكون حياتك العملية أقل توتراً وعصبية.
- كن مبادراً دائماً، لتقضي على الروتين القاتل، واجعل المبادرة جزءا من سلوكك، كي تتخلص من حالة الكسل والخمول الناشئ عن تراكم المسؤوليات، وتعدد الاهتمامات، لذلك زود نفسك أسبوعياً بمبادرة لإنجاز أمورك الأساسية، ودع الاصرار طريقك للنجاح.
- كُنْ سعيداً فالسعادة تكمن في حبك كموظف لعملك، ورغبتك في تحسين أدائك نحو الأفضل، وتحاشَ التحكم في الآخرين، فالمتحكمون بالسيطرة على الآخرين يشعرون بحالات التوتر، فإذا رغبت بحياة هادئة وسعيدة، كن أقل تحكماً.
❚ التفكير الإيجابي
- لا تخسر صحة جسمك وفراغ وقتك بالتقصير في طاعة ربك والثقة بسالف عملك، فاجعل الاجتهاد غنيمة صحتك والعمل فرصة فراغك.
- لا تمضِ يومك في غير منفعة ولا تضع مالك في غير منيعة، فالعمر أقصر من أن ينفد في غير المنافع والمال أقل من أن يصرف في غير الصنائع.
- للسعادة والفلاح علامات تلوح، وإشارات تظهر وهي شهود على رقي صاحبها ونجاح حاملها، وفلاح من اتصف بها.
- إن قيمتك في معانيك الجليلة وصفاتك النبيلة.
- إن سعادتك في معرفتك للأشياء، واهتمامك وسموك.
- من حسن الطالع وجميل المقابلة تبسم الزوجة لزوجها والزوج لزوجته، إن هذه البسمة إعلان مبدئي للوفاق والمصالحة.
❚ همسات
- عندما يكون الأطفال في حاجة إلى التعبير عن أمور تخصهم فيجب علي الآباء والأمهات الاستماع الى أولادهم ومحاولة إدراك وجهات نظرهم.
- ملاحظة تصرفات الأبناء وسلوكهم مع بعضهم البعض والإصلاح في ذلك قدر الاستطاعة.
- اغرس في الصغير احترام الكبير واغرس في الكبير العطف على الصغير.
- لا تَعِد الأطفال بموعد ثم تخلفه، ولا تكذب عليهم، فإنهم يتعلمون منك.
- التدريب وتعويد الأبناء على الطاعات وأعمال البر منذ الصغر.
- ينبغي على الزوجين تخصيص وقت معين خلال اليوم للعب مع الأطفال وتعليمهم بعض المهارات المفيدة.
- الاحترام المتبادل بين الزوجين يساعد في توفير الأمان اللازم للعائلة كلها.
0 تعليق