نددت وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين في الشرق الأوسط (الأونروا) بعملية التدمير الواسعة التي نفذتها قوات الاحتلال الإسرائيلي في مخيم جنين، مؤكدة أن المخيم تحول إلى “مدينة أشباح” نتيجة لسلسلة تفجيرات عنيفة دون أي تحذير مسبق.

وفي بيانها الصادر اليوم الإثنين، أكدت الأونروا أن جيش الاحتلال نفذ عمليات تفجير دمرت مساحات كبيرة من المخيم خلال لحظات، مما أدى إلى نزوح آلاف السكان الذين فقدوا منازلهم بالكامل. وأضافت أن سكان المخيم عاشوا تحت وطأة العنف المتواصل والمتصاعد على مدى الشهرين الماضيين، مما جعل الحياة داخله شبه مستحيلة.

وأشارت الوكالة إلى أن العمليات العسكرية الأخيرة تسببت في نزوح قسري لعدد كبير من الأهالي، حيث لم يعد لديهم مكان يعودون إليه، وأصبحت أبسط مقومات الحياة مفقودة. وأضافت أن المدارس تأثرت بشكل كبير، حيث أغلقت 13 مدرسة في شمال الضفة الغربية، مما حال دون بدء الفصل الدراسي الجديد لآلاف الأطفال الفلسطينيين.

وأكدت الأونروا أنها لم تتلق أي تحذير مسبق من القوات الإسرائيلية بشأن هذه التفجيرات، مشيرة إلى أن الاتصال بينها وبين السلطات الإسرائيلية أصبح غير مسموح به، مما يزيد من المخاطر على حياة المدنيين ويعرقل عملها الإنساني داخل المخيم منذ عدة أشهر، حيث توقفت أنشطتها بالكامل منذ ديسمبر الماضي.

الاتحاد الأوروبي يدين حظر أنشطة الأونروا في القدس الشرقية

في سياق متصل، أدان الاتحاد الأوروبي بشدة قرار الحكومة الإسرائيلية حظر أنشطة الأونروا في القدس الشرقية ومناطق أخرى، معربًا عن قلقه العميق إزاء التداعيات الخطيرة لهذا القرار على اللاجئين الفلسطينيين.

وأكدت الممثلة العليا للاتحاد الأوروبي للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية، كايا كالاس، في بيان رسمي، أن التشريعات الإسرائيلية الأخيرة تشكل تهديدًا مباشرًا لعمليات الأونروا في الضفة الغربية (بما في ذلك القدس الشرقية) وقطاع غزة.

وأضاف البيان أن الاتحاد الأوروبي يرفض أي محاولات لإلغاء الاتفاقية الموقعة بين إسرائيل والأونروا عام 1967، أو تقويض قدرة الوكالة الأممية على أداء مهامها، مشددًا على أن تقديم الخدمات الأساسية للاجئين الفلسطينيين أصبح أكثر أهمية في ظل الحاجة الملحة لتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار.

وأكد الاتحاد التزامه بدعم الأونروا وتمكينها من أداء ولايتها، مشيرًا إلى ضرورة تنفيذ توصيات مجموعة المراجعة المستقلة بشأن الاتهامات الموجهة لبعض موظفي الأونروا. كما دعا الأمم المتحدة إلى اتخاذ خطوات أكثر صرامة لضمان الحياد والمساءلة وتعزيز آليات الرقابة لمنع أي تجاوزات مستقبلية.

قوانين إسرائيلية لمنع عمل الأونروا داخل القدس المحتلة

وكان الكنيست الإسرائيلي قد صادق في 28 أكتوبر 2024، بأغلبية كبيرة، على قانونين يمنعان الأونروا من ممارسة أي أنشطة داخل إسرائيل، ويقضيان بسحب امتيازاتها وتسهيلاتها، إضافة إلى منع أي اتصال رسمي معها.

وبموجب هذا القرار، دخل يوم الخميس الماضي حظر عمل الأونروا داخل إسرائيل والقدس الشرقية المحتلة حيز التنفيذ، وهو ما اعتبره الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة خطوة تصعيدية خطيرة تفاقم الأوضاع الإنسانية للاجئين الفلسطينيين، خصوصًا في ظل استمرار العمليات العسكرية الإسرائيلية في الضفة الغربية.