تقرير أمريكي: حرب السودان أظهرت حماية الجيش لمؤسسات الدولة ومواجهة الدعم السريع

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

قالت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية، إن النشطاء وداعمي الديمقراطية في السودان يدعمون الجيش السوداني ضد انتهاكات ميلشيا الدعم السريع والذي قاد تمردا ضد الحكومة والقوات المسلحة منذ أبريل 2023 وإشعال حرب أدت لمقتل وإصابة عشرات الآلاف فضلا عن نزوح ولجوء ملايين السودانيين.

وأوضحت المجلة في تقرير لها انه بعد عامين من الحرب الكارثية في السودان، ظهر بصيص أمل مع تحقيق القوات المسلحة السودانية تقدمًا كبيرًا على ميلشيا الدعم السريع فقد شهدت الأسابيع الأخيرة استعادة القوات المسلحة السودانية لأراضٍ كبيرة في ولايتي سنار والجزيرة، واقترابها من العاصمة الخرطوم، حيث كسرت حصار مقارها ومعسكراتها. 

الشعب السوداني يدعم الجيش ضد تمرد الدعم السريع

وأثار تحرير ود مدني، عاصمة الجزيرة، من قوات الدعم السريع احتفالات واسعة النطاق بين المواطنين السودانيين، وأعاد إحياء الآمال في العودة إلى الوطن بعد سنوات من النزوح والمعاناة بحسب التقرير الأمريكي.

وتابعت “يرجع المراقبون الدوليون هذه التطورات إلى الدعم الإقليمي لكن هناك ديناميكية بالغة الأهمية ولكنها غير مستكشفة وهي حشد الناشطين الديمقراطيين السودانيين من الشباب الذين كانوا منتقدين صريحين للجيش، فقد حمل بعض هؤلاء الناشطين السلاح ضد قوات الدعم السريع، معتبرين أن الميليشيات تشكل تهديدا أكبر لسيادة السودان ومستقبله”.

وبحسب المجلة صور المجتمع الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، الصراع في السودان على أنه صراع بين فصيلين مذنبين على قدم المساواة، ومع ذلك، فإن هذا السرد أصبح غير قابل للدفاع عنه على نحو متزايد، مشيرة إلى أن القرار الأخير الذي اتخذته إدارة الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن بأن قوات الدعم السريع ارتكبت أعمال إبادة جماعية، إلى جانب العقوبات المفروضة على قادة القوات المسلحة السودانية، يفشل في إظهار الحقائق المعقدة على الأرض.

وتابعت “فورين بوليسي ” “قد يكون للعقوبات التي فرضتها إدارة بايدن على قائد الجيش الفريق أول عبد الفتاح البرهان عواقب غير مقصودة تتمثل في تأمين قبضته على السلطة وفي الوقت نفسه، تزداد شعبية البرهان بين الشعب السوداني مع استمرار الجيش في اكتساب الأرض ضد قوات الدعم السريع، لكن بالنسبة لهؤلاء الناشطين الشباب، تمثل القوات المسلحة السودانية مؤسسات الدولة الشرعية في السودان، في حين يُنظر إلى قوات الدعم السريع على أنها ميليشيا مدعومة من الخارج مسؤولة عن جرائم شنيعة، بما في ذلك النهب والقتل والعنف المنهجي”.

لماذا انحاز الشباب السوداني إلى الجيش

وأشارت المجلة إلى أن العديد من الناشطين الذين ينضمون الآن إلى الجيش السوداني هم أعضاء في منظمات شعبية مثل لجان المقاومة، منذ عام 2019، احتجت هذه اللجان على الحكم العسكري، ورفضت أي شكل من أشكال تقاسم السلطة مع الجيش لكن منذ أبريل 2023 انضموا للجيش في مواجهة التهديد الوجودي الذي تشكله قوات الدعم السريع، فقد انحازت العديد من هذه المجموعات إلى حد كبير إلى القوات المسلحة السودانية، مؤكدة الحفاظ على مؤسسات الدولة كشرط أساسي لأي انتقال ديمقراطي في المستقبل.

وأوضحت “فورين بوليسي" أنه في المراحل الأولى من الحرب، أنشأت القوات المسلحة السودانية مراكز للتجنيد والتدريب التطوعي في جميع أنحاء السودان لمعالجة نقص القوات كما تدخلت الجماعات الثورية الشابة، التي كانت في السابق منتقدة شرسة للقوات المسلحة السودانية، لملء هذا الفراغ حتى انحازت الأغلبية إلى الجيش عندما بدأت قوات الدعم السريع في استهداف المدنيين والأقليات العرقية.
وأكد المتطوعون الشباب أن مشاركتهم في الصراع ليست مدفوعة بمكاسب سياسية بل رغبة في حماية مؤسسات الدولة السودانية وهزيمة قوات الدعم السريع. 

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق