شهدت القاعة الرئيسية بمعرض القاهرة الدولي للكتاب ندوة جمعت أصدقاء ومحبي العالم الراحل الدكتور أحمد مستجير، ضم اللقاء كلًا من طارق الطيب، علي فرغلي عمر، عوض عباس، يارا عوض عباس، ومحمد محمد مستجاب، حيث استعادوا محطات فارقة من حياة مستجير، الذي كان عالمًا في مجاله مثلمان كان إنسانًا ترك أثرًا عميقًا في حياة من عرفوه.
طارق الطيب: ذكريات لا تُنسى
استهل الكاتب طارق الطيب حديثه بتأملات عن علاقته بمستجير، مشيرًا إلى لقاء جمعهما في أحد مقاهي فيينا، حيث دار بينهما نقاش طويل امتد لثلاث ساعات حول السودان والأمن الغذائي، لكنه لم يوثقه بالتسجيل، مكتفيًا بحفظه في الذاكرة. وأضاف: "علاقتي بمستجير كانت تتعدى اللقاءات العلمية، فقد كانت هناك صداقة عائلية عميقة بيننا وبين أسرته، وظلت هذه الصلة قائمة حتى بعد رحيله".
عوض عباس: أستاذ وأب روحي
من جانبه، وصف الدكتور عوض عباس، أستاذ الكيمياء الحيوية بجامعة القاهرة، مستجير بأنه كان "أبًا وصديقًا وأخًا وأستاذًا"، مضيفًا: "عندما كنت طالبًا في كلية الزراعة، كان اسمه يثير رهبة بين الطلاب، إذ كانوا يلقبونه بـ"أينشتاين". ومع ذلك، عندما تعاملت معه عن قرب، وجدته شخصًا مختلفًا تمامًا، يؤمن بقدرات طلابه، ويناديهم دائمًا بـ "شباب العلماء العرب".
كما روى عباس موقفًا يعكس تواضع مستجير، حينما بعث إليه برسالة أثناء دراسته في إنجلترا عام 1987، يسأله فيها عن ترشحه لعمادة كلية الزراعة، فرد عليه مستجير قائلًا: "هقدر معاكم وبيكم"، وهو ما يعكس إيمانه الدائم بالشباب وقدرتهم على إحداث التغيير.
يارا عوض عباس: أول من آمن بموهبتي
أما يارا عوض عباس، فتحدثت عن الجانب الإنساني في شخصية مستجير، قائلة: "كنت طفلة عندما شجعني على الكتابة، وشعرت بقدرتي على التعبير بفضل دعمه". وأضافت أنه كان يجمعهم سنويًا في إفطار رمضاني، وكان يحرص على التواصل مع الشباب وتوجيههم، قائلة: "علمني مفهوم الوراثة بطريقة بسيطة، ولم يجعلني أشعر بالخوف من خوض مجال دراسته".
محمد محمد مستجاب: علاقة خاصة جمعت مستجير بمستجاب
ولجأ محمد محمد مستجاب إلى استعادة اللحظات التي جمعت والده، الأديب محمد مستجاب، بالدكتور مستجير، مؤكدًا أن العلاقة بينهما تجاوزت حدود الزمالة إلى صداقة عميقة. كما أشار إلى دعم مستجير للعائلة بعد وفاة والده، قائلًا: "آخر لقاء جمعني به كان في حفل جوائز ساويرس، وشكرته حينها على وقوفه معنا".
رحيل مستجير.. جنازة تليق بعالم وإنسان
شهدت الندوة إشادات متكررة بمكانة مستجير العلمية والإنسانية، وذكر المتحدثون كيف خرجت جنازته في جامعة القاهرة في مشهد لم يتكرر، حيث ودعه طلابه وزملاؤه بمحبة وامتنان، عرفانًا بإرثه الأكاديمي والإنساني الذي لا يزال حيًا في قلوب من عرفوه.



0 تعليق