ليت وزير الاعلام والثقافة عبدالرحمن المطيري لم يكبد نفسه مشقة دعوة الاعلاميين لحضور ندوة صحافية ليزف بها انطلاق الكويت كعاصمة للثقافة والاعلام العربي لهذا العام.
بداية ينبغي الا نبخس جهود الوزير، خصوصاً اعلانه انشطة الوزارة في المناسبات، وهذه عادة بدأها هو، ولم يسبقه اليها اي من وزراء الاعلام السابقين.
لكن ليس كل ما يلمع ذهباً، فثمة فرق بين المكاشفة والواقع، فنحن كمتابعين ومتفرجين للاعلام الكويتي وللثقافة الكويتية المتمثلة ما كان يسمى المجلس الوطني للثقافة والفنون والاداب.
فهو كان في يوم من الايام حياً جسداً وروحاً ونبضاً وصدى للفنون والثقافة وكل ما يحتوي بين السطور من النبض الثقافي او المسمى الثقافي، كالموسيقى والغناء والشعر والفنون التشكيلية والنحت.
اما اليوم، فهو لم يعد له دور، ولهذا ازعم، ولعلي صادق، لو ان "المجلس الوطني" يطلب اجازة تقاعد لما تأخرت الحكومة، ووافقت فوراً، اشفاقاً لعمره المنهك.
"المجلس الوطني" في يوم ما كان! واليوم لا كان ولن يكون، وليس هناك دلالة على انه وُجد للثقافة الكويتية، وبكل عناصرها و ادواتها، انما للرزة وتلميع اشخاص، مع الاعتذار.
يأتي اختيار الكويت عاصمة للثقافة العربية، في ظرف استثنائي، وبلا مناسبة عربية، او قومية، او وطنية، وفي ظرف البكاء والعويل، ونزف الدماء، وهدم البيوت على ساكنيها، وكأننا اقتربنا من نهاية العالم.
ويأتي العام الكويتي الثقافي، فيما تغلق المكتبات والمطابع، والمؤلفون يقدمون مؤلفاتهم هدايا مجانية لمن يرغب، او يهوى القراءة، واحيانا لمن لا يهوى القراءة، اما بقية ادوات الثقافة، فالمسرح اصبح مسخاً ومهزلة، والغناء خبط اقدام، وعري، والجمهور الذي يحضر المناسبات الثقافية ينشغل بهاتفه، اكثر من متابعة عرض للمادة الثقافية، هذا على افتراض ان هناك مادة ثقافية ثقيلة تستحق المتابعة، او المشاهدة.
رحم الله الرواد السابقين الذين اسسوا "المجلس الوطني" لكي لا تبقى الثقافة الكويتية كاللقيط الذي لا اصل له، وعندما نتكلم عن الثقافة الكويتية علينا ان نتذكر هؤلاء الذين احبوا للكويت ان تكون مركزاً ثقافياً من لا شيء.
ان الكويت ولدت وفي فمها ثقافة، الكويت لم تعرف المطابع الا في اواخر اربعينيات القرن الماضي واوائل الخمسينات، مع بزوغ مطبعة المعارف والمقهوي والمطبعة العصرية، قبل ذلك كان المؤلفون يحملون مؤلفاتهم الى بغداد ودمشق وبيروت، او القاهرة والهند.
للعلم لكل مهتم بالعام الثقافي الكويتي ليست المرة الاولى التي يتم تكليف الكويت تنظيم العام الثقافي العربي، ولا يبدو ان ثمة صدى كويتياً او عربياً، فالثقافة لم تعد تؤكل خبزاً.
والاهم هو غياب، او لا تجديد للادوات الثقافية وروادها، لذا على وزيرالاعلام والثقافة مسؤولية التجديد، وجذب العقول، لاننا نعيش في زمن تجاوز "قرأ وزرع " والتلفزيون الصندوق الخشبي، والراديو "الباتري"، بحجم طابوق الاسمنت، او اسطوانات الحجر.
رحم الله الاولين كانوا يسهرون على لمبة كاز لكي يقرأ الواحد منهم كتاباً حصل عليه من صديق، او اشتراه من مكتبة الرويح او مكتبة المدينة.
صحافي كويتي
0 تعليق