حوارات
توجد أمور في الحياة الإنسانية لا ثبات لها، ومهما حاول المرء إدامتها وحمايتها من التغيّر، لن يستطيع تحقيق ذلك، والعاقل هو من يعرف ما لا بدّ له أن يتغيّر في الحياة، حتى يتمكّن من الاستعداد له بشكل مناسب.
ومن بعض الأمور الحياتية التي لا ثبات لها إطلاقاً، نذكر ما يلي:
-العداوة: يمكن أن تتغّير العداوة، مهما طال قدمها، تدريجياً أو فجأة، وتتحوّل إمّا الى مهادنة واما إلى صداقة بين الأعداء اللدودين.
ويتوجّب على العاقل أن يبتعد عن المغالاة والافراط في عداواته، فمن هو عدوّك اليوم، ربما سينكشف لك لاحقاً أنه حليفك الطبيعي.
ويجدر بالعاقل أن يأخذ موقفاً وسطياً في علاقاته مع الناس، قدر استطاعته، بسبب كون الوسطيّة والاعتدال هي أفضل الاختيارات الحياتية.
- الطمأنينة الدائمة: ربما يصعب الحفاظ على الطمأنينة النفسيّة لفترات طويلة، حتى لو توفّرت لها السياقات الأخلاقية والاجتماعية المناسبة، فالتغيّر يمثّل أحد أساسيات الحياة، والطمأنينة والاضطراب النفسيّ وجهان مختلفان لعملة واحدة، ويستعدّ العاقل لتغيّر طمأنينته النفسية المعتادة الى ما يناقضها عن طريق تقوية مناعته النفسيّة.
-الشرّ الدائم: لا بدَّ للشرّ أن يضمحل شيئاً فشيئاً، وحتى لو توهّم الانسان أنّ ما يتعرّض له حالياً من شرور أصبح وكأنه أمور دائمة في حياته، لكن الخير لا بدَّ أن ينتصر على الشرّ يوماً ما، والعقبى في التاريخ البشري الطويل كانت، وستكون دائماً لقوى الخير.
-طبع الانسان: يتغيّر طبع الفرد لأسباب مختلفة، لكنه سيتغيّر حتماً، ولو بعد حين، وحتى لو لم يلاحظ هذا التغيّر الانسان نفسه، وطبع الفرد يتغيّر حتماً ما دام يتعامل مع الآخرين في حياته الخاصة، وفي العالم الخارجي، فيضيف الانسان الآخر شيئاً الى أطباع من يحتك بهم، وربما يهدم في قلوبهم وعقولهم افتراضات شخصية كانت قبل فترة شبه ثابتة، فيعيدون تلقائياً ترتيب شخصياتهم( Reset).
-الاستعداد للتغيّرات: الأريب المُتَبصِّر في أمور الحياة يحرص على التأهُّب قدر استطاعته للتعامل مع التغيّرات المفاجئة في شؤونه الخاصة، وفي ما يوجد في العالم الخارجي، وسيكون هو دائماً الأقرب للسلامة من الآخرين.
كاتب كويتي
DrAljenfawi@
0 تعليق