ترامب يتهم جنوب إفريقيا بالعنصرية ويهدد بوقف تمويلها.. وبريتوريا ترد: سنحرمه من المعادن الثمينة

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

رأت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، أن تهديد الرئيس دونالد ترامب بقطع جميع المساعدات الأمريكية عن جنوب إفريقيا، يزيد من حدة التوترات بين واشنطن وبريتوريا، فى ظل الانقسامات القائمة بالفعل حول الحربين فى غزة وأوكرانيا.

وذكرت الصحيفة، فى سياق تقرير نشرته، أمس، أن «ادعاءات ترامب- دون تقديم أدلة- بأن الحكومة فى جنوب إفريقيا تصادر الأراضى، يأتى فى سياق قضية عرقية حساسة».

وأوضحت أن «ترامب» زعم، فى منشور على منصته الإلكترونية «تروث سوشيال»، أن حكومة جنوب إفريقيا تصادر الأراضى وتسىء معاملة بعض الفئات، فى إشارة فسّرها كثيرون على أنها تتعلق بالمزارعين أصحاب البشرة البيضاء فى البلاد. وكتب «ترامب»: «سأوقف كل التمويل المستقبلى لجنوب إفريقيا حتى يتم إجراء تحقيق كامل عن هذا الوضع».

وأشارت «واشنطن بوست» إلى أن القضية التى تناولها «ترامب» تتعلق بقانون جديد يسمح بمصادرة الأراضى دون تعويض فى بعض الحالات النادرة، وهو إجراء تؤكد حكومة جنوب إفريقيا أنه يهدف إلى إنهاء التفاوتات العرقية فى ملكية الأراضى بعد حقبة الفصل العنصرى، لافتة إلى أن هذه ليست المرة الأولى التى يتدخل فيها «ترامب» فى سياسات جنوب إفريقيا العرقية؛ إذ سبق أن ادّعى خلال ولايته الأولى، دون تقديم دليل، أن هناك عمليات قتل واسعة النطاق للمزارعين أصحاب البشرة البيضاء هناك.

فى المقابل، نفى رئيس جنوب إفريقيا سيريل رامافوزا، فى منشور على منصة «إكس»، مزاعم «ترامب»، مؤكدًا أن القانون الجديد ليس «أداة للمصادرة» بل «عملية قانونية ودستورية تضمن الوصول العادل إلى الأراضى»، والولايات المتحدة نفسها لديها قوانين مصادرة مماثلة للصالح العام.

وقالت الصحيفة الأمريكية إنه لم يتضح بعد ما هى المساعدات التى يهدد «ترامب» بقطعها، لكن فى عام ٢٠٢٣ التزمت الولايات المتحدة بتقديم ما يقارب ٤٤٠ مليون دولار مساعدات لجنوب إفريقيا، كان معظمها مخصصًا لبرامج الصحة، لا سيما لعلاج فيروس نقص المناعة المكتسبة «الإيدز» والوقاية منه.

وإضافة إلى المساعدات المالية، قد يسعى «ترامب» إلى تعليق مشاركة جنوب إفريقيا فى قانون النمو والفرص الإفريقى «قانون أجوا»، الذى يمنح الدول الإفريقية المؤهلة إمكانية الوصول إلى السوق الأمريكية دون رسوم جمركية. ويشترط هذا القانون على الشركاء التجاريين أن يحافظوا على اقتصاديات قائمة على السوق، وحكم القانون، والتعددية السياسية.

وردًا على تهديدات «ترامب»، قال وزير الموارد المعدنية والبترولية فى جنوب إفريقيا، جويدى مانتاشى، فى مؤتمر انعقد فى كيب تاون: «إذا لم يمنحونا المال، فلن نعطيهم المعادن»، علمًا بأن جنوب إفريقيا تُصدِّر الذهب والبلاتين والألماس والمنجنيز والكروميت وخام الحديد إلى الولايات المتحدة، وهى معادن ضرورية لصناعة السيارات والعمليات الكيميائية وخلايا الوقود.

واختتمت «واشنطن بوست» تقريرها، بالقول إن العلاقات بين الولايات المتحدة وجنوب إفريقيا متوترة بالفعل بسبب عدة قضايا؛ منها الحرب فى أوكرانيا؛ إذ استضافت جنوب إفريقيا سفينة حربية روسية عام ٢٠٢٣، وشاركت فى مناورات بحرية مشتركة مع روسيا والصين، كما أدى موقف جنوب إفريقيا من حرب غزة إلى تعميق الفجوة، إذ رفعت بريتوريا دعوى إبادة جماعية ضد إسرائيل فى المحكمة الجنائية الدولية؛ ما أثار استياء واشنطن، الحليف الرئيسى لإسرائيل.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق