رامبو أمريكا الجديد

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

لم يقل ترامب شيئًا جديدًا.. كل ما قاله الرجل موجود فى سراديب الاستخبارات الغربية منذ سنوات طويلة.. فقط أفصح رامبو الجديد عن وجهه السمج القبيح.. فى مؤتمر صحفى وعلى شاشات العالم أجمع كشف عما كان يعتبره البعض منا مؤامرات خفية.. لم يعد الأمر خفيًا.. لم يعد حلمًا.. ها هو يعلنها واضحة.. أمريكا تريد تغيير الخريطة.. ونحن المقصودون بالأمر.. الرجل الذى اختاره الأمريكيون ليحكم سنوات أربعًا مقبلة لا يتحدث عن الحريات ولا الديمقراطية.. وجه الرأسمالية العفن ها هو على الطاولة عارٍ من أى مساحيق.. يسوق حلمه وأطماعه فى الشرق دون أى خجل، ولماذا يخجل؟.. قناعة تاجر اعتاد على التهليب.. لا مجال للأخلاق فيما يعلن أو يتحدث به.. هذا ليس زمن الأنبياء.. أمريكا لا تعرف الأنبياء أصلًا.. هو رجل لا يهذى.. ولا يكذب.. ولا يتجمل. 

أفصح ترامب عما يريد.. غزة مجرد ميناء.. ميناء على البحر.. تجارة وأعمال.. وبراح لإسرائيل التى يراها الرجل قلمًا صغيرًا على الخريطة، وآن لها أن تتمدد.. الحية التى زرعها آل صهيون منذ ما يزيد على قرن.. ضاقت عليها الحدود القديمة.. والعرب سيقبلون بما تريد ما دام رامبو يريد. 

الرجل يحلم بتهجير أو نقل ٢ مليون غزاوى إلى مصر والأردن.. وهذه هى خطتهم القديمة.. ويعشم الإخوة فى الخليج بمكاسب القناة الجديدة والطريق الجديد الذى ينهى حلم الصين فى طريق الحرير.. فماذا يفعل العرب؟.. أين هم العرب من الأصل؟. 

بشكل صريح يعلن ترامب.. رامبو فى صورته الجديدة.. أن مصر رفضت.. وأن الأردن رفض.. لكنه بسفالة تليق به يعلن أيضًا أننا سنقبل فى النهاية.. وسبق وأعلن أنهم فعلوا لنا الكثير ولذا سنقبل.. وما لا يعرفه الوقح المغرور أننا نعرف جيدًا ذلك الكثير الذى قدموه لنا.. نعم يا سيدى.. نعرف أن كل ذلك الخراب الذى حل بعالمنا لم يكن سوى من صنع أيديكم. 

لم تكن أصابع أمريكا بعيدة عن صناعة الإسلام السياسى فى الشرق منذ أيام السادات.. وقبله.. لم تكن بعيدة عن تجنيد العملاء وتدريبهم ومنحهم المال والأفكار.. لم تكن أمريكا بعيدة عن زراعة الإرهاب فى بلادنا وحمايته ودعمه.. كل ذلك الرجس من طالبان إلى داعش صناعة أمريكية.. نعرف يا سيدى أنكم دمرتم العراق وليبيا والسودان واليمن وسوريا وإن استخدمتم فى ذلك بنينا وبعض المغفلين منّا.. نعلم جيدًا أن ما حدث فى فلسطين هو بعض من تجلياتكم. 

يراهن رامبو الوقح على أن بعض الدول العربية التى تدفع له لن تعترض.. وبعض الممالك الممزقة لن تصمد.. ربما تكتفى بالشجب والإدانة إن استطاعت.. ويراهن على ظروف مصر واقتصادها المتعب.. لكنه لا يعرف عقيدة جيشنا.. لا يعرف شعبنا.. لا يعرف ما نعرفه جيدًا عنه وعنهم. 

ربما لا يحدث ما يسعى إليه رامبو الوقح غدًا.. لكنه يلعب الآن على المكشوف.. هو يريد خيرات القطب الشمالى.. وفلوس الخليج.. وأرض فلسطين.. هزيمة الصين وتحجيم روسيا.. هذه خطة أمريكا الجديدة فماذا يفعل العالم.. وماذا سنفعل نحن؟ 

هل نكتفى بإطلاق هاشتاج ونذهب إلى الأسرّة لننام فى سرور.. هل نكتفى بمظاهرات نموت نموت وتحيا غزة.. آن الأوان أن نلعب نحن أيضًا على المكشوف.. لن ننتظر.. هؤلاء السفلة يراهنون على انقسامنا.. على أن نمل.. ونسلم دون حرب.. يعرفون أن جيشنا وشعبنا أقوى.. هم لن يدخلوا حربًا لاحتلال أرض.. هم يحتلون العقول الآن.. هى حرب العقول أولًا.. فلنستعد.. ابحثوا عن هوياتكم.. احفظوها جيدًا.. تغنوا بها.. وازرعوا أرضكم.. لن يمنحنا أحد طعامنا القادم.. واعلنوها بقوة.. فلتذهب أمريكا إلى الجحيم.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق