منذ بداية العدوان الإسرائيلي على غزة في 7 أكتوبر 2023، أظهرت مصر موقفًا ثابتًا وصارمًا في رفض أي محاولات لتهجير الفلسطينيين من قطاع غزة، معتبرة أن أي محاولة للتهجير تمثل انتهاكًا لحقوق الفلسطينيين وتهديدًا للأمن القومي الفلسطيني والعربي.
هذا الموقف يعكس صمود مصر في الدفاع عن حقوق الشعب الفلسطيني، ومواصلة التصدي للمخططات الإسرائيلية الرامية لتغيير الوضع الديمغرافي في غزة أو إجبار الفلسطينيين على النزوح.. نستعرض تفاصيل ذلك الصمود في مواجهة فكرة تهجير الفلسطينيين.
الموقف المصري الرسمي
منذ اللحظات الأولى من التصعيد، أدانت مصر الهجمات الإسرائيلية على غزة، وعبرت عن قلقها البالغ من تداعيات العدوان على المدنيين الفلسطينيين.
الرئيس عبد الفتاح السيسي أكد أن غزة هي جزء لا يتجزأ من فلسطين وأن أي محاولة لإجبار الفلسطينيين على مغادرة أرضهم هي أمر مرفوض تمامًا.
في تصريحات رسمية، أشار الرئيس السيسي إلى أن مصر لن تقبل أبدًا بتكرار تجربة التهجير القسري للفلسطينيين كما حدث في الماضي، داعيًا إلى الحفاظ على حقوقهم المشروعة في العيش على أرضهم.
رفض أي مخططات لتهجير الفلسطينيين
مصر رفضت بشكل قاطع أي دعوات لتهجير الفلسطينيين من غزة، سواء كانت هذه الدعوات تتعلق بإنشاء مناطق آمنة أو حتى نقلهم إلى دول أخرى. في كل المحافل الدولية، أكدت مصر على أن الحل في القضية الفلسطينية لا يكون في التهجير، بل في إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية.
القاهرة اعتبرت أي محاولة لتغيير الواقع السكاني في غزة أو تهجير الفلسطينيين منها بمثابة توطين للفلسطينيين في أماكن أخرى، وهو ما يعد انتهاكًا لحقوقهم وتهديدًا للسلام في المنطقة.
دعم غزة والمطالبة بفتح معبر رفح
في ظل العدوان المستمر على غزة، عملت مصر على فتح معبر رفح بشكل مستمر، مما سمح بتدفق المساعدات الإنسانية والمواد الغذائية والطبية إلى غزة.
مصر كانت في مقدمة الدول التي قدمت المساعدات الإنسانية اللازمة للمتضررين في غزة، وأرسلت قوافل إغاثية عبر معبر رفح لمساعدة الأهالي في غزة على مواجهة الظروف الصعبة.
مصر واصلت العمل مع المجتمع الدولي والجهات الإنسانية لضمان وصول المساعدات الغذائية والطبية إلى غزة، مما يساهم في تخفيف معاناة المدنيين الفلسطينيين.
التنسيق مع الدول العربية والإسلامية
على المستوى الإقليمي، لعبت مصر دورًا قياديًا في تنسيق مواقف الدول العربية والإسلامية تجاه الأحداث في غزة. الجامعة العربية في مختلف اجتماعاتها أكدت على موقف مصر الرافض لمحاولات تهجير الفلسطينيين وضرورة تعزيز الدعم لفلسطين.
مصر كانت سباقة في تقديم الدعم السياسي والمادي في الاجتماعات العربية والدولية للضغط على المجتمع الدولي لرفض التوطين أو أي محاولات لتغيير الواقع السكاني في غزة.
الموقف الدولي
مصر لم تقتصر جهودها على المستوى الإقليمي، بل كانت أيضًا على تواصل مستمر مع الدول الكبرى والمنظمات الدولية مثل الأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، داعية إلى اتخاذ إجراءات عاجلة لوقف العدوان الإسرائيلي على غزة وحماية المدنيين.
مصر كانت صريحة في دعوتها إلى ضرورة إيجاد حلول سلمية للأزمة الفلسطينية، وأن هذه الحلول يجب أن تضمن الحقوق التاريخية للشعب الفلسطيني بما في ذلك حقه في العودة والعيش بحرية وكرامة على أراضيه.
الوقوف مع حقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية
مصر كانت دائمًا في طليعة المدافعين عن القضية الفلسطينية في المنتديات الدولية مثل مجلس الأمن والجمعية العامة للأمم المتحدة، حيث سعت إلى إبراز الظلم الواقع على الفلسطينيين وضرورة وقف التصعيد.
مصر دعت مرارًا إلى إعادة الزخم للعملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين على أساس حل الدولتين واحترام حقوق الفلسطينيين.
دور مصر في مساعدة الفلسطينيين بعد وقف إطلاق النار
بعد الوصول إلى وقف إطلاق النار، واصلت مصر تقديم الدعم الإنساني لأهالي غزة عبر إرسال قوافل إغاثية ضخمة تحتوي على مساعدات طبية وغذائية، بالإضافة إلى تقديم دعم نفسي للمتضررين من الحرب.
عملت مصر على تسهيل دخول المساعدات الدولية من خلال معبر رفح، بالتنسيق مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر ومنظمة الصحة العالمية، لتقديم الدعم للمدنيين الفلسطينيين.
0 تعليق