أثارت تصريحات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بشأن غزة ردود فعل إقليمية وعالمية رافضة لتلك التصريحات والتي قال فيها إن الولايات المتحدة ستسيطر على قطاع غزة بعد نقل الفلسطينيين إلى أماكن أخرى.
وأكدت وزارة الخارجية السعودية، أن موقف المملكة، من قيام الدولة الفلسطينية هو موقف راسخ وثابت لا يتزعزع، وقد أكدت المملكة، هذا الموقف بشكل واضح وصريح لا يحتمل التأويل بأي حال من الأحوال.
وأكدت سلطنة عمان على موقفها الثابت ورفضها القاطع لأي محاولات لتهجير سكان قطاع غزة والأراضي الفلسطينية المحتلة، وعلى ضرورة احترام حقوق الشعب الفلسطيني المشروعة لإقامة دولته المستقلة على أرضه.
وحذرت في بيان صادر عن وزارة الخارجية، من أن أي خطط ترمي إلى نقل الفلسطينيين من أراضيهم تعد انتهاكا صارخا للقانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وتهديدا للأمن والاستقرار في المنطقة.
وذكرت وزارة الخارجية الإماراتية في بيان لها أنّ أبوظبي «أكّدت رفضها القاطع للمساس بالحقوق غير القابلة للتصرف للشعب الفلسطيني ومحاولة تهجيره، ودعت إلى «ضرورة وقف الأنشطة الاستيطانية التي تهدد الاستقرار الإقليمي وتقوض فرص السلام والتعايش».
وفي الأردن أعلن الديوان الملكي الهاشمي، أن جلالة الملك عبد الله الثاني يؤكد ضرورة وقف التوسع الاستيطاني، معربا عن رفضه لأي محاولات لضم الأراضي وتهجير الفلسطينيين.
أما وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي فأكد خلال اجتماع مع رئيس الوزراء الفلسطيني «أهمية المضى قدما في مشروعات وبرامج التعافي المبكر وإزالة الركام ونفاذ المساعدات الإنسانية بوتيرة متسارعة دون خروج الفلسطينيين من قطاع غزة، خاصة مع تشبثهم بأرضهم ورفضهم الخروج منها».
في حين قال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان: «تصريحات ترامب بأن الولايات المتحدة ستسيطر على غزة غير مقبولة».
وأضاف أن أي خطط تترك الفلسطينيين «خارج المعادلة» ستؤدي إلى تأجيج الصراع.
معاناة جديدة
وفي برلين قالت وزيرة الخارجية الألمانية أنالينا بيربوك إن القطاع «ملك للفلسطينيين» وينبغي أن يكون «كما الضفّة الغربية والقدس الشرقية» جزءا من «الدولة الفلسطينية مستقبلا».
وصرّحت بيربوك في بيان أن «السكان المدنيين في غزة ينبغي ألا يطردوا وينبغي ألا تخضع غزة لاحتلال دائم أو للاستيطان من جديد».
وأضافت أنّ التهجير القسري للفلسطينيين من قطاع غزة «غير مقبول ويتعارض مع القانون الدولي»، مؤكدة أنّه «سيؤدي أيضا إلى معاناة جديدة وأحقاد جديدة».
ومن جانبه قال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: «يتعين السماح لـ (الفلسطينيين) بالعودة إلى وطنهم، ويتعين السماح لهم بإعادة البناء، وعلينا أن نكون معهم في عملية إعادة البناء هذه نحو المضي على طريق حل الدولتين».
وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية كريستوف لوموان في بيان «فرنسا تكرر معارضتها لأي تهجير قسري للسكان الفلسطينيين في غزة، والذي من شأنه أن يشكل انتهاكا خطيرا للقانون الدولي، وهجوما على التطلعات المشروعة للفلسطينيين، ويعد أيضا عقبة رئيسية أمام حل الدولتين وعاملا رئيسيا لزعزعة استقرار شريكينا المقربين، مصر والأردن، والمنطقة بأسرها أيضا».
أما وزير الخارجية الإسباني خوسيه مانويل ألباريس، فقال للصحفيين «أريد أن أكون واضحا للغاية في هذا الشأن، غزة هي أرض الفلسطينيين سكان غزة ويجب أن يبقوا فيها.. غزة جزء من الدولة الفلسطينية المستقبلية التي تدعمها إسبانيا ويجب عليها التعايش بما يضمن ازدهار دولة إسرائيل وأمنها».
الخيار الوحيد
وفي موسكو أعلن المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف، أن روسيا تعتقد أنه لا تسوية في الشرق الأوسط بغير الاستناد إلى أساس حل الدولتين. وقال بيسكوف «هذا هو الطرح المكفول بالقرار ذي الصلة لمجلس الأمن الدولي، وهذا هو الطرح الذي تتشاركه الأغلبية الساحقة من البلدان المعنية بهذه المشكلة. ونمضي قدما انطلاقا منه (هذا الطرح) ونؤيده ونعتقد أنه هو الخيار الوحيد الممكن».
وأعربت الخارجية الصينية، عن أملها أن تعتبر كل الأطراف وقف إطلاق النار وإدارة القطاع بعد انتهاء الصراع فرصة لإعادة التسوية السياسية للقضية الفلسطينية لمسارها الصحيح استنادا إلى حل الدولتين.
وقال الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا: «إن مقترح ترامب (ليس منطقيا).. هذا أمر لا يمكن لأي إنسان أن يفهمه... الفلسطينيون هم الذين يتعين عليهم الاهتمام بغزة».
* مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان
قال مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان «من المهم للغاية أن نتحرك نحو المرحلة التالية من وقف إطلاق النار، لإطلاق سراح جميع الرهائن والسجناء المعتقلين تعسفيا، وإنهاء الحرب وإعادة إعمار غزة، مع الاحترام الكامل للقانون الإنساني الدولي وقانون حقوق الإنسان الدولي.... من المحظور قطعا أي نقل قسري للأشخاص أو ترحيلهم من الأراضي المحتلة».
0 تعليق