مختصر مفيد
قبل الحديث عن الرئيس المجنون، نذكر لكم قصة، اذ يُحكى ان عاملا كان يعمل في أحد مصانع تجميد وحفظ الاسماك، وذات يوم، وقبل نهاية الدوام دخل إلى ثلاجة حفظ الاسماك لينجز عمله، وفجأة أغلق باب الثلاجة وهو داخلها.
حاول الرجل فتح الباب، ولم يستطع، فأخذ يصرخ وينادي بأعلى صوته طالبا المساعدة من العمال الآخرين، لكن كان الدوام قد انتهى، ولم يبق أحد في المصنع.
وبعد مرور قرابة خمس ساعات، كان الرجل قد أوشك على الموت من شدة البرد، إذ بحارس المصنع يفتح باب الثلاجة، وينقذه.
وعندما سأل مدير المصنع حارس المصنع كيف عرف أن ذلك العامل كان موجودا داخل المصنع، ولم يخرج مع باقي العمال؟
قال الحارس: أنا أعمل بهذا المصنع منذ ثلاثين عاما، يدخل ويخرج من المصنع مئات الموظفين والعمال يوميا، لم يكن أحد منهم يلقي عليَّ التحية يومياً، ويسألني عن حالي إلا ذلك العامل.
وعند نهاية هذا اليوم لم أسمعها منه، وافتقدته عند خروج العمال، فعلمت أنه لا يزال في المصنع، فبحثت عنه حتى وجدته أخيرا.t
قال الله تعالى: "وقولوا للناس حسنا"، فالكلمة الطيبة أنقذته
***
سياسات الرئيس الاميركي ترامب تستفز الدول الأخرى، ويعزى السبب في أنه يعتنق فكرة "الرئيس المجنون"، وهي فكرة مفادها انه من خلال التصرف بطريقة متقلبة للغاية، يمكن لرئيس الدولة تخويف المعارضين ودفعهم إلى التنازل، أي تخويف الدول الأخرى لتحقيق مكاسب، وقد مارسها رؤساء دول في عقود مضت.
بالأمس هدد ترامب بفرض الرسوم الجمركية على كندا والمكسيك والصين، ثم تأجل فرضها مدة شهر، وهدد بضم كندا كولاية أميركية، وهو أمر خطير، فقد تجد الصين عندئذ مبررا لغزو تايوان واحتلالها، فالصين منذ وقت طويل تريد احتلالها، فيتهدد الوضع في جنوب شرق آسيا، وإذا فرض الرسوم الجمركية على الدول الأخرى، ستفرض الدول في المقابل رسوما على الواردات الاميركية، فيرتفع سعرها ويقل الطلب عليها، ان سياسات ترامب تزعزع الوضع الدولي بهذا الشكل، إنه رئيس جيد، لكنه مستفز.
0 تعليق