أكد الشيخ خالد الجندي، عضو المجلس الأعلى للشئون الإسلامية، أن إنكار المعراج يعد إنكارًا لجزء أساسي من ديننا الإسلامي.
وأشار إلى أن النبي محمد صلى الله عليه وسلم قال في حديث صحيح: "ثم عرج بنا إلى السماء"، حيث تعني كلمة "عرج" الصعود، والمعراج هو الصعود، وهذا الأمر لا يمكن التشكيك فيه، إذ إنه مذكور بوضوح في القرآن الكريم.
وأضاف الجندي، خلال حلقة من برنامج "لعلهم يفقهون" الذي يُبث على قناة "dmc" اليوم الخميس، أن الذين ينكرون المعراج لا ينكرون الحديث النبوي فحسب، بل ينكرون أيضًا جزءًا من القرآن، مثل سورة المعارج التي تتحدث عن وسائل الصعود إلى الله سبحانه وتعالى.
وأكد أن معراج النبي صلى الله عليه وسلم ليس مجرد تجربة معنوية، بل هو حقيقة موثقة في النصوص الشرعية.
وأشار الجندي إلى أن بعض المنتقدين يطرحون فكرة استحالة حدوث المعراج بسبب مفهوم "التنزيه" لله، حيث يعتقد البعض أن الإيمان بالمعراج يعني تقليص قدرة الله.
وأوضح أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يقل إنه هو من عرج، بل قال "عرج بي"، ما يدل على أن الفاعل الحقيقي لهذه الرحلة هو الله تعالى، وأن النبي صلى الله عليه وسلم هو مجرد ناقل لهذه المعجزة الإلهية.
وأضاف: "البعض يتساءل لماذا يحتاج الله إلى وسائط مثل المعراج، والجواب هو قانون السببية الذي وضعه الله للبشر، وهو يتعارض مع المفهوم القدري في نظرتهم، موضحًا دور الملائكة في تدبير الأمور، حيث تقوم الملائكة بتنفيذ العديد من المهام بأمر من الله، مثل قبض الأرواح، وهذا لا يتعارض مع قدرته سبحانه وتعالى".
وأشار الجندي إلى أن معجزة الإسراء والمعراج ليست خاصة بالنبي صلى الله عليه وسلم فقط، بل هي رسالة عظيمة للبشرية، وعندما وصل النبي صلى الله عليه وسلم إلى بيت المقدس، ربط البراق بالحَلَقة التي كانت تربط بها الأنبياء من قبله، مما يدل على أن هذا الحدث لم يكن خاصًا برسول الله فقط، بل كان البراق وسيلة للأنبياء قبله، كما ذكر ابن كثير في تفسيره.
وأكد أن هذه الرحلة الإلهية كانت أيضًا رمزًا لوحدة الأنبياء في الرسالة السماوية، مشددًا على أن البراق كان وسيلة تنقل لهم جميعًا، وأن النبي صلى الله عليه وسلم قام بهذه الرحلة بتوجيه من الله تعالى.
وتابع الجندي حديثه عن دخول النبي صلى الله عليه وسلم إلى المسجد الأقصى وصلاة ركعتين فيه، حيث قال: "جاءني جبريل عليه السلام بأناء من خمر وإناء من لبن، فاختار النبي صلى الله عليه وسلم اللبن"، موضحا أن هذا الاختيار كان رسالة رمزية تؤكد على طبيعة الفطرة الإنسانية التي خلقها الله.
وأشار إلى أن اللبن يمثل الفطرة السليمة والانضباط الديني، بينما الخمر يمثل تغيير الفطرة وتعكرها، مؤكدًا أن الخمر محرم حتى قبل تحريمه في القرآن، وأنه يبقى خمرًا مهما أُطلق عليه من أسماء مثل بيرة أو غيرها.
0 تعليق