طارق الطيب: "القاهرة للكتاب" هو أبو المعارض العربية.. والترجمة تواجه العديد من المشاكل (حوار)

الدستور 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

زار معرض القاهرة الدولي للكتاب، ونشر في أكثر من 5 دور نشر مصرية، وكان آخر ما نشره هو روايته "رأيت ما لا يجوز لك" والتي نشرت عن الدار المصرية اللبنانية، هو الكاتب الدكتور طارق الطيب والذي التقته جريدة الدستور وكان هذا الحوار..

كيف ترى معرض القاهرة الدولي للكتاب؟

معرض القاهرة الدولي للكتاب عريق جدا، والحقيقة هناك الكثير من الدول العربية التي لديها معارض كتب، ولكن يبقى الكتاب الذي يصدر في مصر له قيمة مهما كان، القارئ والناقد المصري يلعبان أهم دور في صناعة الكتاب، قديما كان الناقد هو الذي يشتري الكتاب ويقرأه ويكتب عنه وهو لا يعرف الكاتب من الأساس، وهذا تغير بالطبع في السنوات الأخيرة.

نرجع لمعرض القاهرة الدولي للكتاب والذي اعتبره أبو المعارض العربية بدون مجاملة، وهو الذي خرجت منه هذه الروافد في كل الدول العربية، ولكن يجب دعم دور النشر الصغيرة، حتى يتسنى للجميع المواصلة في هذه الرسالة.

نشرت في عدد من دور النشر المصرية.. ماذا عن تقييمك لهذه التجربة؟

نعم نشرت في قصور الثقافة وفي دار النسيم ودار العين والأدهم، وأخيرا روايتي الجديدة طرحت في الدار المصرية اللبنانية.

تجربتي في النشر بمصر ذات وجهين، وجه جيد أحببته ووجه لم احبه، ما لم أحبه هو أنني لم اتعاقد مع دور نشر مصرية ما عدا هيئه الكتاب في شكل عقد، لم يكن هناك عقود، وهذا شيء سيء طبعا لأنني لا أعول كثيرا على تعاقد بشكل رسمي بدون عقد كتابي بيني وبين دار النشر، وهذا حدث تقريبا في كل دور النشر ما عدا الدار المصرية اللبنانية مؤخرا، كان هناك تعاقد وصفحات كثيرة تضمن لكل طرف حقوقه، في الحقيقة لا بد ان يكون بين دار النشر والكاتب عقد يتم التعامل بموجبه، حتى الآن تعاملي مع دار المصرية اللبنانية من أجمل ما رأيت رغم الفترة القصيرة جدا بيننا.

غلاف الرواية
غلاف الرواية

مدافن لـ 3 أديان في مكان واحد.. ما علاقة روايتك "رأيت ما لا يجوز لك" بهذا المشهد؟ 

روايتي "رأيت ما لا يجوز لك" تسير في اتجاهين، الأب الذي أصيب بـ ألزهايمر وفقد الذاكرة لكنه يستعيدها من خلال الصور، ويخطئ في معرفة الأشخاص الذين معه في الصور ويرى في الغالب احيانا ان السيدة التي في الصورة هي حبيبته، وهذه قصه طويله جميلة داخل الرواية.

الجانب الآخر وهو يحكي عن بلال الذي تواجد في هذا المكان في رومانيا على البحر الأسود، وكان في هذا المكان ثلاث مدافن في مكان واحد، مدافن المسلمين ومدافن اليهود ومدافن المسيحيين، هذه حقيقة وهذه رأيتها وهي موجودة بالفعل، وطبعا مقابر المسلمين ومقابر اليهود اندثرت تقريبا، حتى المقابر كانت عليها كتابات تركية قديمة بالحروف العربية، وبالطبع لا أحد عربي او يهودي يموت ويدفن في رومانيا في الوقت الحالي، ولكن جبانة المسيحيين بالطبع لا زالت تعمل.

البطل يقف امام هذه الجبانة ويتأمل كيف ان الموت والحياة يعيشان معا دون خلاف ودون مشكلات، الى آخره، وهنا يسحبه شخص من يده ويتكلم معه بلهجة غريبة، ويسأله:" هل تريد ان ترى ما بداخل هذا المكان"، فيقول له:" نعم"، فينزل معه الى المقبرة الكبيرة، فيدخل ويرى أناس يعيشون ويجلسون ويتحدثون، الشرط الوحيد للحديث داخل هذا المكان أن كل شخص يحكي الحقيقة تماما، لا شخص يكذب، يحكي بلال عن حياته السابقة، تجد أيضا حتى القاتل والمقتول يجلسان معا، ويتحدث في أمور كثيرة وايضا من يتكلم يسمعه كل من في هذا المكان.

هل هو برزخ مثلا؟

نعم هو برزخ، ونزل بلال إليه، وكان عليه طبعا ان يقضي فتره من الزمن ثم يخرج، لم يكن جائزا له ان يرى شيئا ما داخل هذا المكان ولكنه رأى هذا الشيء، وهذا الشيء الذي رآه سيمنعه من الخروج من الجبانة، يعني عليه أن يبقى مع الموتى.

لم يسمح لبلال بالخروج الا مع حارس لمدة سبعة أيام، يخرج من الموت الى الحياة ليعود مرة اخرى ميتا بين الأموات..

هل عنيت القول بأنه بعد رمزي كأن الاحياء أموات والأموات أحياء؟

صحيح جدا، لأن الموتى أحياء بالفعل، ونعود بعدها الى ما قبل العصور الوسطى، وما قبل عصور الفراعنة، وما قبل كل هؤلاء الناس، كانت لهم ديانات ومذاهب مختلفة، وتستغرب ان هؤلاء الناس يعيشون بهذه الشفافية وهذا الصدق والطمأنينة، وهنا تتولد العديد من الأسئلة عن كنه الموت والحياة وغيرها.

كنت سفيرا ثقافيا لدولة النمسا.. كيف ترى واقع الترجمة من وإلى الألمانية؟

الترجمة من الألمانية الى العربية في الغالب في كل الدول العربية فهذا متاح لبعض المعاهد والمؤسسات والمترجمين، وهناك مترجمين جيدين مثل المترجم سمير جريس وغيره، وهناك ترجمات من العربية الى الألمانية، معقوله الى حد ما، ولكن حتى الروايات المترجمة للألمانية دائما ما تجد فيها اهتمام بقضايا فيها شيء من الإثارة مثل قضية الختان أو الطهارة عند النساء وأمور من شانها الحديث عنها حتى يقبل القارئ الألماني عليها، وهناك كتب كثيرة تناقش المسألة الجنسية لدى العرب والمصريين، أو يختار موضوعا من الموضوعات الدينية وبالطبع يساهم هذا في خلق صورة ذهنية بعينها، صورة معكوسة تماما عما هو الحال عليه.

 حين ترى فيلما ألمانيا تجد فيه بعض الأشخاص العرب، تجد العربي جهمًا ويتكلم بفظاظة ويركب الجمل حتى الآن ويعيش في الصحراء وكل هذه الأشياء العجيبة التي لا زال المجتمع الغربي يرانا عليها، أيضًا لا زالت صورة الألماني نفسه معكوسة فنحن هنا لا نزال نراه في شخصية النازي المتجهم صاحب الكلمات الغريبة التي تنطق ايضا بنفس الصورة، الحياة تختلف تماما عن هذا.

هل هناك أشياء جذبت انتباهك من الترجمات التي طرحت لأعمال ألمانية؟

نعم، في الحقيقة مثلا أرى ان هناك كتاب تم ترجمتهم كثيرا في الدول العربية لأنه فقط مضى 50 عاما على وفاتهم وهو ما يجعلهم متاحين للترجمة في كل مكان، يطبع في مصر والمغرب وسوريا ولبنان وغيرها وفي كل مكان، وهناك أمر آخر هو أن المترجمين يخطئون في أسماء بعينها مثل شتيفان تسفايج، وغيره، وأريد أن أقول انني أحترم اللغة المترجم إليها، ومثلا لا يمكن أن أكتب نجيب "مخفوظ" حين اترجمه للألمانية، لكنني سأترجمه نجيب محفوظ، يجب التدقيق في مسألة اختيار الأسماء بشكل جيد وغيرها..

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق