جانب من مراسم تسليم الأسرى الإسرائيليين أوهاد بن عامي وإيلي شرابي وأور ليفي من جانب حركة "حماس" إلى الصليب الأحمر في دير البلح بوسط قطاع غزة (أب)
ترامب: لست متعجلاً في الاستيلاء على غزة... ومصر تضع محددات اليوم التالي... والحركة: "نحن الطوفان"
غزة، عواصم - وكالات: تبادلت حركة "حماس" وإسرائيل الدفعة الخامسة من الرهائن والمعتقلين في إطار اتفاق الهدنة في غزة أمس، حيث أطلقت "حماس" ثلاثة إسرائيليين في مقابل 183 فلسطينيا أفرجت عنهم سلطات الاحتلال الإسرائيلي، وسط شكوك استبقت الصفقة بعد اقتراح الرئيس الأميركي دونالد ترامب تولي الولايات المتحدة زمام الأمور في قطاع غزة، لكن الشكوك تبددت مع تنفيذ تبادل الدفعة الخامسة من الرهائن والمعتقلين أمس.
وفيما تابع رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عملية التبادل من الولايات المتحدة حيث يجري زيارة، وفق مكتبه، تسلم "الصليب الأحمر" المحتجزين الإسرائيليين الثلاثة في مدينة دير البلح وسط قطاع غزة، وسط حضور جماهيري واسع، بينما كانت السلطات الرسمية الفلسطينية أعلنت أول من أمس، أن إسرائيل ستفرج عن 183 معتقلا فلسطينيا من سجونها في مقابل ثلاثة رهائن رجال، أحدهم ألماني-إسرائيلي، فيما أكدت إسرائيل ومنتدى عائلات الرهائن أن الرهائن الثلاثة المفرج عنهم هم أور ليفي (34 عاما)، وإيلي شرابي (52 عاما)، والألماني-الإسرائيلي أوهاد بن عامي (56 عاما).
وأمس، أطلقت "حماس" الأسرى الإسرائيليين الثلاثة، قائلة في بيان "نحن الطوفان.. نحن اليوم التالي، وهو يوم فلسطيني خالص، وقد بدأ منذ توقيع اتفاق وقف العدوان، المعمّد بدماء وتضحيات شعبنا ومقاومتنا"، مضيفة أن المشاهد العظيمة لعملية التسليم ورسائل المقاومة تؤكد أن يد الشعب الفلسطيني ومقاومته ستظل العليا، وأن اليوم التالي يقربهم أكثر من تحقيق العودة والحرية وتقرير المصير، مؤكدة رفض الشعب الفلسطيني القاطع لمشاريع التهجير والاحتلال التي تبناها الرئيس الأميركي دونالد ترامب وعزمه الثابت على إفشالها، مشيرة إلى أن ما أسمته بـ"النصر المطلق" الذي سعى إليه نتنياهو وجيشه خلال 471 يوما من العدوان تحطم على أرض غزة العزة، مؤكدة أن هذه الأوهام لن تتحقق أبدا.
وفيما ظهر المحتجزون الإسرائيليون الثلاثة المفرج عنهم في حالة صحية متدهورة وبدت علامات التعب والإرهاق عليهم، اعتبرت عائلات الأسرى الإسرائيليين المحتجزين صور الأسرى الثلاثة تعكس حجم المعاناة الكبيرة التي مروا بها، ودليل صارخ لا يترك مجالا للشك على أن وضع الأسرى في غاية الخطورة ولا يمكن تأخير العمل على إنقاذهم، قائلة إن "الأسرى ليس لديهم وقت! يجب علينا إخراج الجميع من هناك، حتى الأسير الأخير، الآن!"، مشددين على ضرورة بذل كل الجهود الممكنة لضمان عودة جميع الأسرى إلى ذويهم دون أي تأخير، داعية المجتمع الدولي والجهات المسؤولة لتحمل مسؤولياتها كاملة، مؤكدة أنها لن تهدأ حتى يعود جميع الأسرى.
في غضون ذلك، أكد وزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي أن أي تصورات لليوم التالي في غزة يجب أن تكون في إطار وحدة الضفة الغربية وقطاع غزة، وأن تشمل عودة السلطة الفلسطينية إلى القطاع، مشددا على الأولوية الكبيرة التي توليها مصر لتثبيت اتفاق وقف إطلاق النار وتنفيذ كل بنوده ومراحله الزمنية الثلاث، وضرورة معالجة الوضع الإنساني الكارثي، لافتا لضرورة بقاء السكان الفلسطينيين في غزة خلال مرحلة التعافي المبكر وإعادة إعمار القطاع.
من جانبه، أكد الرئيس الأميركي دونالد ترامب أنه لا يتعجل تنفيذ خطته بالسيطرة على قطاع غزة وإخلائه من سكانه وإعادة توطين الفلسطينيين الذين يعيشون فيه، كما تراجع عن موقفه واستبعد نشر قوات أميركية، قائلا في مؤتمر صحافي مشترك مع رئيس الوزراء الياباني شيغيرو إيشيبا بواشنطن "تتعامل الولايات المتحدة مع الأمر كمعاملة عقارية، حيث سنكون مستثمرين في ذلك الجزء من العالم"، مضيفا أنه "لا يوجد استعجال لفعل أي شيء."
بدورها، توقعت مصادر أن تُستأنف المرحلة اللاحقة من مفاوضات وقف إطلاق النار بعد إتمام عملية التبادل أمس، حيث بدأت قطر فعليا تحضيرات مكثفة لاستئناف المفاوضات، بينما تم نقل الدفعة السابعة من المرضى والجرحى الفلسطينيين من معبر رفح لتلقي العلاج خارج غزة، واتهمت "حماس" إسرائيل بالمماطلة في تنفيذ الاتفاق.
قمة طارئة في القاهرة للتأكيد على ثوابت الموقف العربي من القضية الفلسطينية
القاهرة، عواصم - وكالات: أكد وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف الزياني دعم بلاده لعقد قمة عربية طارئة في القاهرة نهاية فبراير الجاري، مشدداً على أهمية استمرار المشاورات السياسية بين الدول العربية بشأن التطورات في المنطقة، بهدف إيقاف التصعيد والحفاظ على إيقاف إطلاق النار في غزة، مؤكدا انطلاقا من رئاسة البحرين للقمة العربية الـ33، على دعم بلاده قمة القاهرة المرتقبة، مؤكدا أن الموقف العربي تجاه القضية الفلسطينية ثابت وموحد. من جانبها، كشفت الخارجية المصرية أن الوزير بدر عبدالعاطي أجرى اتصالات مكثفة مع عدد من نظرائه العرب، شملت وزراء خارجية السعودية والإمارات والكويت وسلطنة عمان والبحرين والأردن والعراق والجزائر وتونس وموريتانيا والسودان، وشددت على ثوابت الموقف العربي الرافض لأية إجراءات تستهدف تهجير الشعب الفلسطيني من أرضه، أو تشجيع نقلهم إلى دول أخرى.
0 تعليق