صواريخ هيلفاير... تصدرت محركات البحث خلال الساعات القليلة الماضية وذلك بعدما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) على أنها وافقت على بيع صواريخ هيلفاير إلى إسرائيل، بقيمة 660 مليون دولار.
كما أكدت الوزارة أيضًا موافقة الخارجية الأمريكية على بيع محتمل لذخائر ومجموعات توجيه لإسرائيل، تصل قيمتها الإجمالية إلى 6.75 مليار دولار.
صاروخ AGM-114 هيلفاير
يُعد صاروخ "AGM-114 هيلفاير" أحد الأسلحة الأمريكية الفتاكة التي صُممت لضرب أهداف مختلفة بدقة عالية، حيث يمكن إطلاقه من الطائرات والمروحيات ومنصات أرضية وبحرية.
بدأ تطوير الصاروخ عام 1971 كجزء من مشروع يهدف إلى إنتاج سلاح موجه بالليزر مضاد للدروع، وأطلق عليه اسم "هيلفاير"، اختصارًا لعبارة "Helicopter Launched Fire and Forget".
وبعد سلسلة من الاختبارات، تم اعتماد إنتاجه عام 1982، ودخل الخدمة الفعلية في الجيش الأمريكي عام 1985، ليصبح جزءًا أساسيًا من ترسانة الأسلحة الجوية الهجومية.
ورغم أن تصميمه الأولي كان لاستهداف المركبات المدرعة، إلا أن تطويراته المتواصلة مكنته من استهداف الأهداف الجوية أيضًا.
قدرات هجومية متطورة
يعمل "هيلفاير" بعدة أنظمة توجيه، حيث تعتمد الأجيال الأولى منه على التوجيه شبه النشط بالليزر، في حين زُوّد الجيل الرابع بتقنية "أطلق وانسَ" التي تعتمد على الرادار الموجّه.
يمتلك الصاروخ قدرات قتالية عالية، حيث يصل مداه إلى 8 كيلومترات، ويمكنه التحليق بسرعة تبلغ ماخ 1.3 (أي نحو 425 مترًا في الثانية)، ويُستخدم لضرب الدبابات والمركبات العسكرية، كما يمكن إطلاقه في عمليات دقيقة ضد أهداف محددة عبر طائرات دون طيار.
أنواع متعددة لأدوار مختلفة
خضع الصاروخ لعدة تحديثات على مدار العقود الماضية، ما أدى إلى ظهور طرازات متطورة مثل:
هيلفاير II (AGM-114K/J/L): يتميز بقدرات محسنة على استهداف الدروع، إضافة إلى استخدامه في العمليات البحرية.
لونج بو هيلفاير (AGM-114L): يعتمد على التوجيه الراداري، مما يتيح إطلاقه في جميع الظروف الجوية دون الحاجة إلى تنوير الهدف بالليزر.
AGM-114N/P/M: طرازات معدلة لتناسب الطائرات دون طيار، ولتنفيذ عمليات استهداف ضد الأفراد والبنى التحتية.
تاريخ قتالي حافل
شارك صاروخ "هيلفاير" في عدد من الصراعات والحروب، حيث كان ظهوره الأول خلال عملية الغزو الأمريكي لبنما عام 1989، ثم استخدم بكثافة خلال حرب الخليج 1991، حيث لعب دورًا رئيسيًا في تدمير أكثر من 500 دبابة وعربة مدرعة عراقية.
كما استخدمته الولايات المتحدة في حرب أفغانستان والغزو الأمريكي للعراق، إضافة إلى اعتماده في عمليات مكافحة الإرهاب ضد قادة الجماعات المتطرفة، من بينهم محمد إموازي (المعروف بجون الجهادي)، الذي استُهدف بصواريخ هيلفاير في سوريا عام 2015.
انتشار عالمي واسع
أصبح "هيلفاير" جزءًا أساسيًا من ترسانة العديد من الدول، حيث تستخدمه القوات الجوية والبحرية في أكثر من 20 دولة، منها الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، إيطاليا، إسرائيل، الإمارات، السعودية، مصر، العراق، والأردن.
منصة إطلاق متنوعة
يمكن إطلاق "هيلفاير" من منصات جوية، برية، وبحرية، ومن أبرزها:
المروحيات: مثل AH-64 أباتشي، AH-1 كوبرا، وUH-60 بلاك هوك.
الطائرات دون طيار: مثل MQ-9 ريبر، وMQ-1 بريداتور.
المنصات البرية والبحرية: مثل المركبات القتالية هامفي، والزوارق القتالية الصغيرة ستردزبات 90.
سلاح المستقبل في الحروب الحديثة
مع استمرار تطوير الصاروخ وتحسين أنظمة توجيهه، أصبح "هيلفاير" جزءًا رئيسيًا في استراتيجية الحروب الحديثة، حيث يُستخدم بشكل متزايد في العمليات الخاصة، واستهداف الأفراد بدقة متناهية، ما يجعله واحدًا من أهم أسلحة الجو-أرض في العالم اليوم.
0 تعليق