قصور الثقافة تقيم الصالون الثاني للطفل وتكرم اسم أحمد زرزور

جريدة الفجر 0 تعليق ارسل طباعة تبليغ حذف

ضمن برامج وزارة الثقافة، وبرعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، أقامت الهيئة العامة لقصور الثقافة بإشراف الكاتب محمد ناصف، نائب رئيس الهيئة، السبت، فعاليات الصالون الثقافي للطفل المصري في دورته الثانية، بمسرح السامر بالعجوزة، "دورة الشاعر الراحل أحمد زرزور"، في إطار برامج الوزارة بالمبادرة الرئاسية "بداية جديدة لبناء الإنسان".

شعر الأطفال بين الخيال والواقع

 

استهلت الفعاليات بندوة ثقافية عقدتها الإدارة العامة للثقافة العامة، بعنوان "شعر الأطفال بين الخيال والواقع" أدارها الشاعر عبده الزرّاع، مدير عام الثقافة العامة ومدير الصالون، شارك بها كل من الشاعر الكبير أحمد سويلم، الكاتبة صفاء البيلي، الشاعر مصطفى غنايم، الباحثة آلاء عبد الحميد، ويارا زرزور.

 

أكد "الزراع" في حديثه أهمية الصالون الثقافي المعني بأدب الطفل، وإلقاء الضوء على الشخصيات الأدبية التي ساهمت في إثراء هذا المجال في مصر والوطن العربي، معربا عن اعتزازه بتكريم اسم الشاعر الراحل أحمد زرزور الذي كان له دور كبير في إثراء أدب الطفل.

 

وتحدث عن أهمية الاحتفاء بالأدب الموجه للأطفال ودور المبدعين في تنشئة جيل مثقف واع، واختتم "الزراع" حديثه منوها لبعض الأعمال التي قدمها في مجال الأدب الموجه للأطفال، وعن مشاركاته وإسهاماته في هذا المجال من خلال ندوات وملتقيات ومهرجانات محلية ودولية وحصوله على عدة جوائز منها جائزة الدولة التشجيعية، آملا استمرار فعاليات هذا الصالون، ليتسع تأثيره.

 

من ناحيته تحدث الشاعر مصطفى غنايم عن أعمال زرزور الموجهة للطفل، قائلًا: ترك إرثا إبداعيا مميزا في مجال شعر الأطفال وكان شرفا لي أن أتناول أعماله في إحدى الدراسات.

 

وأضاف أن طبيعة البيئة الريفية التي نشأ بها ابن محافظة المنوفية، كان لها أثر واضح في كتاباته فبدت أكثر إبداعية وتحمل طرافة وسهولة، مما جعلها محببة للأطفال، ومصدرا إلهام للجميع، مشيرا أنها تستحق أن تكون جزءًا من مناهج تعليم الأطفال لما لها من تأثير تربوي وفني كبير يستحق الدراسة.

 

وأكد الشاعر أحمد سويلم أهمية دعم أدب الأطفال محليًا وعالميًا، كونه أحد الركائز الأساسية لبناء أجيال مثقفة ومجتمعات قوية في المستقبل.
 

وأضاف أن الأدب المسرحي يمكن أن يكون وسيلة فعالة لتعليم الطفل ونقل القيم إليه بطريقة مشوقة، فالطفل  كالبذرة إما تنمو أو تضمحل وذلك حسب كيفية التعامل معها، لذا يجب تربية الطفل بشكل صحيح وفقا لاحتياجاته النفسية والمجتمعية.

 

أما عن تجربته الأدبية قال "سويلم": بدأت رحلتي في مجال أدب الأطفال عام 1980، وواجهت بعض التحديات، كقلة الاهتمام بذلك المجال في تلك الفترة، إلا أنني أصررت على المضي قدمًا، وقدمت أعمالا تحمل رؤية جديدة، بتصميمات فريدة، مما شكّل نقلة نوعية.
كما تحدث عن مشاركته في الفعاليات الثقافية المختلفة والتي ساهمت بشكل كبير في كتاباته الخاصة بالمسرح الشعري للأطفال باستخدام العرائس.

بدورها تناولت الباحثة آلاء عبد الحميد موضوع أدب الأطفال وتأثيره على العقل والوجدان، موضحة أنه بمثابة حلقة الوصل بين الكاتب والطفل.

العوامل المؤثرة في التكوين الثقافي والأدبي للطفل


كما تطرقت بالحديث عن العوامل المؤثرة في التكوين الثقافي والأدبي للطفل من أهمها البيئية المحيطة التي ينشأ بها فإذا كانت غنية بالثقافة والأدب، فذلك يُنتج جيلا مثقفًا وقادرًا على التفاعل مع الأدب بشكل جيد، مشيرة إلى ضرورة تقديم مادة إبداعية تعتمد على إرضاء الطفل، وتتناسب مع قدراته، وذات تأثير إيجابي في نفسه، وذلك بداية من أغاني الطفولة المبكرة وحتى المراحل المتقدمة ككتابة الشعر والقصة.

 

وقدمت الباحثة أعمال الشاعر محمد الهراوي، التي كانت قريبة من قلوب الأطفال نظرا لاعتمادها على أوزان وتعبيرات بسيطة، مشيرة إلى أن استخدامه للكلمات الغريبة في بعض النصوص، كان في الغالب بهدف تطوير قاموس الطفل اللغوي أو لجعل النص أكثر جاذبية.

 

واختتمت حديثها موجهة بضرورة استخدام الأطفال للتكنولوجيا بشكل صحيح خاصة بعد أن أصبحت تشكل خطرا على الهوية الثقافية خلال العصر الحالي بصورة غير مباشرة، رغم أهميتها في تسهيل البحث والتواصل.

 

وحرصت الكاتبة صفاء البيلي على طرح تجربتها الشخصية في المجال الأدبي بداية من مرحلة الدراسة وانتظارها لكتاب المحفوظات الجديد بشغف في كل عام، مشيرة إلى أن الكتب الشعرية كانت المفضلة لديها، وانطلقت بالفعل في سن ال١٦ بالبحث عن قصائد الشعر في الجرائد والمجلات، وخاصة أشعار الدكتور فتحي عبد الفتاح، الذي كان من أبرز الداعمين لها واكتشف موهبتها وكتب عنها في الصحف، وأيضا أحمد شوقي الذي دعمها إنسانيا وأدبيا.

 

وأضافت قائلة: فوجئت بذكر اسمي في إحدى الصحف ضمن دراسة أدبية للدكتور فتحي عبد الفتاح، وكان هذا الحدث بمثابة نقطة تحول كبيرة في حياتي، الأمر الذي دفعني للاستمرار في السعي وراء الحلم، رغم قلة الموارد التي تُسهّل التعبير والنشر، وتمكنت فيما بعد خلال دراستي الجامعية، من نشر كتاباتي في المجلات، ومنها مجلة "ماجد" بدولة الإمارات ومجلات أخرى، مما ساعدني على الانتشار في نطاق أوسع.

 

واختتمت الندوة بحديث ليارا زرزور ابنة الشاعر الراحل أوضحت خلاله أسباب اتجاهه إلى كتابة أدب الأطفال، مشيرة إلى أن التحول في كتابته جاء تدريجيا لإعداد نفسية الطفل لتقبل المادة الأدبية بشكل أعمق وأثر أقوى.

735.jpg
736.jpg


وأضافت أنه كان يرى أن الأدب الموجه للأطفال يجب أن يعكس مشاعرهم وأحلامهم، ويبين ما يجري في محيطهم بهدف التعاطف مع الآخرين، فالأدب ليس مجرد كلمات جميلة، بل وسيلة لتنمية الوعي الاجتماعي، وعلى الشاعر الذي يريد التأثير على الأطفال أن يبدأ بكتابة الأدب للكبار أولًا.

 

واختتمت حديثها مستعرضة تفاصيل أعماله الشعرية التي نال على إثرها جائزة الدولة التشجيعية، وكانت بمثابة تتويج لرؤية الشاعر الذي كان يؤمن بضرورة إشاعة جو من البهجة والأمل والتفاؤل في حياة الأطفال، كونهم الكائنات الأكثر حيوية في المجتمع، من أجل مستقبل أفضل.

وتواصلت فعاليات الصالون مع مجموعة من الورش الفنية قدمتها الإدارة العامة لثقافة الطفل بالهيئة منها: ورشة عمل كروت بتقنية المونوبرينت (الطباعة الأحادية) باستخدام أوراق الشجر تدريب أميرة سعد، طباعة بالاستنسل تدريب نجوى إبراهيم، تشكيلات بالورق والفوم تنفيذ سارة علي، عمل ماسكات بالفوم،
تم عمل ورشة رسم جدارية احلامنا والطبيعة مع ذوى الهمم بألوان الباستيل الزيتية مع فاطمة تمساح، بجانب ورشة حكي بعنوان "ويضحك القمر" تحدثت خلالها شيرين عبد المولى، عن نشأة الكاتب الراحل، وتدرجه الوظيفي، وأبرز أعماله والجوائز التي حصل عليها، أعقبها إعداد مجلة صحيفة تضم كافة المعلومات السابقة.

كما شهد الصالون عروضا فنية ضمن برنامج ثقافة الطفل، منها عروض فريق أجيال للعرائس تدريب الفنان عمرو حمزة: عرايس خشب، الصعيدي، يا عبد الودود، التنورة، بجانب فقرة فنية بمصاحبة أغنيات الفنان محمد منير، وأحمد سعد"، هذا بالإضافة إلى عرض فني لفريق كورال قصر ثقافة أحمد بهاء الدين المتخصص للطفل، تضمن باقة من الأغاني الوطنية والتراثية منها: زي ما هي حبها، مفترق طرق، يا صلاة الزين، وهنحب مين غيرها، بقيادة المايسترو نصر الدين أحمد.

كما قدمت فرقة الفنون الشعبية التابعة القصر عددا من الفقرات الاستعراضية منها:العصا، الحجالة، والألعاب الشعبية، بقيادة الفنان خالد نصر.

فيما شارك المركز القومي لثقافة الطفل، برئاسة الباحث أحمد عبد العليم، بعروض فنية لفرقة "بنات وبس" بقيادة المدرب عبد الرحمن أوسكار، بجانب فقرة لفرقة الأراجوز المصري، نالت إعجاب الحضور.

واختتمت الفعاليات بتكريم اسم الكاتب الراحل، ومنح المشاركين في الندوة شهادات تقدير.
 

فعاليات الصالون الثقافي للطفل المصري
 

فعاليات الصالون الثقافي للطفل المصري نفذتها الإدارة العامة لثقافة الطفل، برئاسة د. جيهان حسن التابعة للإدارة المركزية للدراسات والبحوث، برئاسة د. حنان موسى، وتأتي ضمن جهود هيئة قصور الثقافة المبذولة بهدف الاهتمام بالنشء والحرص على اكتشاف قدراتهم ومواهبهم وتنميتها.

 

وقد ناقش الصالون في دورته الأولى إشكالية "مجلات الأطفال والتكنولوجيا"، وكرّم اسم الشاعر الراحل شوقي حجاب، رائد دراما الأطفال، ومن المقرر أن تطوف جولاته بقية المحافظات المصرية في الفترة المقبلة، من خلال الأقاليم الثقافية الستة.

إخترنا لك

أخبار ذات صلة

0 تعليق